إن كفاح الشعب الفلسطيني ليس جريمة. وإن مقاومة المحتل وسيلة مشروعة، وهي بحد ذاتها شرفٌ تعتز به الشعوب، وتتباهى به الأمم: فما من شعبٍ كريم وقع تحت الاحتلال إلا ومارس المقاومة. وما من شعب قاوم المحتل إلا وانتصر. وان ما تُسمى في عالم اليوم، بالعدالة الدولية، تقضي بحق الشعوب في تقرير مصيرها على أرضها، وتمنح الشعب الفلسطيني الحق في ممارسة المقاومة بكل أشكالها في طريق سعيه لطرد المحتل عن أرضه. وان هذا الحق في النضال، يُسمى أصحابه (محاربو الحرية)، على اعتبار أنهم لا يحاربون من أجل العنف، بل لأن قوى أكبر منهم قد أجبرتهم على خوض الحرب لانتزاع الحرية والسلام.

هذه صور لمجموعة فدائية تنتمي لشعب مكافح ويقاوم المحتل منذ أكثر من سبعة عقود من أجل الحرية والاستقلال. فمارسوا المقاومة المشروعة واعتقلوا في زنازين الظلم والقهر. فحظوا بمحبة شعبهم واحترام وتقدير عشاق المقاومة.

وكانت مجموعة فدائية تنتمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هم: عاهد أبو غلمة وباسل الأسمر ومجدي الريماوي، حمدي قرعان، قد تمكنت في السابع عشر من تشرين أول/أكتوبر عام 2001، من تنفيذ عملية بطولية استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة، تمثلت بقتل وزير السياحة الإسرائيلي "زئيفي" وزعيم حزب الاتحاد الوطني اليميني المتطرف، والذي يُعتبر أكثر وزراء دولة الاحتلال تطرفاً وكراهية للفلسطينيين والعرب. كان ذلك في الذكرى الأربعين لاستشهاد "أبو علي مصطفى" الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي في السابع والعشرين من آب/أغسطس عام 2001. وذلك حينما نجح "حمدي قرعان" في دخول فندق (حياة ريجنسي) ب القدس المحتلة، الذي يخضع لحراسات وإجراءات أمنية مشددة، ليصل إلى الوزير الإسرائيلي "رحبعام زئيفي"، وبجرأة غير مسبوقة يُشهر مسدسه المزود بكاتم الصوت، وبهدوء الواثق يضغط على الزناد ويطلق رصاصاته على رأسه وقلبه، فأرداه قتيلاً أمام غرفته رقم "816" وتمكن من الانسحاب من المكان بهدوء.

لم تكن تلك العملية مجرد براعة في التخطيط وجرأة في الضغط على الزناد أو حنكة وسرعة في التنفيذ والانسحاب، وهي ليست مجرد طلقات عابرة من مسدس ثائر، وانما هي عملية بطولية لها أبعادها وتداعياتها واستحقاقاتها. فهي الأولى من نوعها والأرفع بمستواها، وغير مسبوقة على الاطلاق. وهي التي زلزلت أركان الاحتلال ومؤسساته المختلفة، وشكّلj ضربة موجعة وغير مسبوقة لأجهزة الأمن الإسرائيلية المتعددة، ولأنها كذلك فهي التي دفعت الاحتلال لاتخاذ اجراءات انتقامية وقاسية بحق الشعبية في رسالة لردع الآخرين. ومن ثم اعتقال أمينها العام أحمد سعدات وأفراد المجموعة في الرابع عشر من آذار/مارس عام 2006، وما زال هؤلاء يقبعون بشموخ في سجون الاحتلال وهاماتهم تعلو جدار السجن الشاهقة، رغم آلام القيد وقسوة السجان. فالحرية لهم ولكافة الأسرى.

ويبقى السابع عشر من أكتوبر بطولة استثنائية في سجل المقاومة الفلسطينية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد