غزة: جامعة الأقصى تنظم المؤتمر الدولي "الصحة وحقوق الإنسان"
نظمت جامعة الأقصى في غزة ، اليوم الأربعاء، بالتعاون مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان المؤتمر الدولي الأول " الصحة وحقوق الإنسان".
بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة ورئيس المؤتمر كمال العبد الشرافي، والقائم بأعمال رئيس الجامعة أيمن محمود صبح، وعضو مجلس مفوضي الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان سلامة بسيسو، وممثل منظمة الصحة العالمية محمود ظاهر، والمقدم الدولي للمؤتمر حيدر عيد، وعميد كلية العلوم الطبية بالجامعة ورئيس اللجنة التحضيرية رأفت نجم، وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ورئيس اللجنة العلمية خالد صافي، والسادة مستشاري رئيس الجامعة، وأعضاء مجلس الجامعة، وممثلي عن القوى الوطنية والإسلامية، والجمعيات الحقوقية والطبية، والمؤسسات الأكاديمية، وعدد من المخاتير، وأعلام المجتمع المدني.
في بداية المؤتمر، رحب بسيسو بالحضور الكريم، وفق ما وصل "سوا"، مؤكداً أن الحق في الصحة هو حق كفلته القوانين والأعراف الدولية، على الدول حمايته وتقديمه للمواطنين بشكلٍ مجاني.
وأشار إلى أن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان تعمل جاهدةً مع المؤسسات الأكاديمية، والمؤسسات والوزارات الفلسطينية من أجل حماية هذا الحق، موضحاً الأثر السلبي للحصار الخانق للأراضي الفلسطينية على القطاع الصحي في قطاع غزة.
من ناحيتها، وجهت وزيرة الصحة الفلسطينية مي كيلة تحياتها لجميع الحضور والمشاركين في هذا المؤتمر الهام عن الحق في الصحة، والذي اعتبرته من الحقوق المنتهكة من جراء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأشارت كيلة، إلى أهم المعيقات التي يعاني منها القطاع الصحي، وكذلك معاناة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، مشيرةً في ذات السياق إلى أن الحق في الصحة هو حقٌ مكفولٌ لجميع المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة على حدٍ سواء، بالرغم من العوائق التي يواجهها الشعب الفلسطيني.
وفي كلمته، أكد الشرافي أن عنوان المؤتمر هو رسالة من رسائل الجامعة التي تنادي مع المؤسسات الفلسطينية المختلفة بمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في المجال الصحي وجميع المجالات، في ظل صمتٍ دولي مخجل تجاه إرهاب منظم يتخطى كافة القوانين والأعراف الدولية.
وأشار إلى أن السياسات السكانية الفلسطينية أدت إلى انفجارٍ سكاني يقابله تدني للخدمات الطبية مما يؤثر بالسلب على صحة المواطن الفلسطيني، مندداً بدوره بالانقسام الفلسطيني وتداعياته، داعياً إلى تحييد القطاع الصحي عن التجاذبات السياسية.
وأكد على ضرورة وضع استراتيجيات صحية تلتزم بالقوانين والمعايير الدولية، مع ضرورة زيادة الوعي الصحي في الجامعات الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية والطبية، مطالباً في الوقت عينه بضرورة الضغط الدولي لوقف الانتهاكات والعقوبات التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أهمية التنسيق والتكامل بين الحكومة الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني، وصولاً إلى إقرار الحقوق الصحية وإعلاء الصوت أمام كل من ينتهك الحقوق المسلوبة .
من ناحيته، رحب صبح بالحضور الكريم في هذا المؤتمر الذي يتناول موضوعاً هاماً يلامس حقا أصيلاً من الحقوق التي حفظتها الشرائع السماوية وكفلتها المواثيق الدولية وهو حق الصحة، ويتيح المجال لتبادل الأفكار بين كوكبةٍ من الباحثين والعلماء في الداخل والخارج، حيث يشارك في هذا المؤتمر عدد من الشخصيات العالمية البارزة والفاعلة في مجال الصحة.
وأشار إلى أن الجامعة خطت خطوات مهمة نحو الاستقرار والتميز والإبداع وحققت الكثير من الإنجازات خلال العامين الماضيين خلال فترة رئاسة كمال العبد الشرافي، مشيراً إلى أن الجامعة استقبلت هذا العام ستة ألاف وخمسمائة طالب وطالبة في برامج الجامعة المختلفة، وهو برأيه العدد الأكبر في تاريخ الجامعة وبين جامعات قطاع غزة، مما يدل على ثقة الطلبة وذويهم بهذه الجامعة المميزة.
كما وقدم شكره لوزير التربية والتعليم محمود أبو مويس لاعتماده خطة الابتعاث المقدمة من الجامعة والخاصة بتطوير أعضاء هيئة التدريس من حملة الماجستير للحصول على الدكتوراه في التخصصات النوعية التي تحتاجها الجامعة، واصلاً شكره للمشاركين في أوراقهم العلمية، واللجان المنظمة للمؤتمر، والشئون الثقافية والعلاقات العامة وشئون العلاقات الدولية على جهودهم في إنجاح هذا المؤتمر.
وفي كلمة منظمة الصحة العالمية، شكر ظاهر جامعة الأقصى والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان على تنظيم هذا المؤتمر الذي يعنى بالحق في الصحة الذي يعتبر على حد قوله من ضمن الأسس التي يرتكز عليها دستور الصحة العالمية، والنداء للتغطية الصحية الشمولية التي هي ركن من أركان حقوق الإنسان، والتي تعنى بالحق في الحصول على الخدمات الصحية، دون المساس بالأولويات الأخرى، مشيراً إلى التحديات التي تواجه القطاع الصحي في قطاع غزة.
هذا وأشار إلى أن المؤتمر يشتمل على خمس جلسات علمية على مدار يومين متتاليين، حيث تضمنت الجلسة الأولى برئاسة هالة القيشاوي أوراق علمية بعنوان: "الحقوق الصحية في القانون الدولي والتشريعات الفلسطينية".
فيما تضمنت الجلسة الثانية برئاسة خالد صافي من جامعة الأقصى أوراق علمية بعنوان: "الحقوق الصحية للأسرى الفلسطينيين"، أما الجلسة الثالثة والتي سيتم عقدها غداً في قاعة المؤتمرات بجامعة الأقصى بغزة برئاسة مي نايف من المجلس الوطني الفلسطيني تضمنت أوراق علمية بعنوان: "المسئولية المترتبة على الأخطاء الطبية والصحية للعاملين في مجال تقديم الخدمات الطبية والصحية".
بينما الجلسة الرابعة ستكون برئاسة رضوان أبو ركبة من جامعة الأقصى بعنوان: "الثقافة الصحية وواقعها"، وستكون الجلسة الخامسة برئاسة منصور اليازجي من جامعة الأقصى بعنوان: "واقع التمتع بالخدمات الصحية في فلسطين".
هذا وقد شكر جميع المشاركين من الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني خصوصا المشاركين الدوليين بروفيسور ريتشارد فولك، و بروفيسور فيرجينيا تيللي ويارا عاصي من جامعة فلوريدا المركزية، فليج غزلان ورقية احمد من دولة الجزائر الشقيقة، ومحمد أبو الرب من جامعة النجاح الوطنية، وجميع اللجان المشاركة بالمؤتمر، مرحباً بمشاركة منظمة الصحة العالمية ووكالة الغوث الدولية، ووزارة الصحة الفلسطينية.