يديعوت: في هذه الحالة ستُعلن إسرائيل الحرب على إيران
قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، اليوم الجمعة، أن إسرائيل تستعد مُنذ سنوات لمواجهة إيران ومنعها من إدخال صواريخ "كروز" إلى الشرق الأوسط.
وكتب المُحلل العسكري في "يديعوت" أليكس فيشمان، حول محاولة إيران تنفيذ هجوم إستراتيجي يستهدف إحدى المنشآت الإسرائيلية الحساسة بواسطة صواريخ كروز، على غرار الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط في السعودية الشهر الماضي، أن أي محاولة للمقارنة بين ما حدث حينذاك وضرب منشآت النفط والغاز السعودية، الشهر الماضي، هو ديماغوغية رخيصة، واستغلال فظ للذاكرة القصيرة. و18 طائرة مسيرة تحمل مواد ناسفة بزنة 30 كيلوغرام كل واحدة، وبين 8 – 10 صواريخ كروز مع رؤوس حربية بزنة 100 كيلوغرام، وأصاب اثنان منهما فقط الأهداف (بالسعودية)، ليس تهديدا بحجم حرب يوم الغفران، ولا يقترب من ذلك أيضا".
وأشار فيشمان، إلى أن "إسرائيل تستعد منذ سنوات لمواجهة مع دخول صواريخ كروز إلى الشرق الأوسط، وربما اكتشف الكابينيت تهديد صواريخ كروز الإيرانية يوم الأحد الماضي فقط، لكن منذ فترة طويلة يرصد جهاز الأمن موارد كبيرة لهذا التهديد، بموجب خطة عمل متعددة السنوات".
وشدد فيشمان على أن اجتماع الكابينيت الأخير هو "حدث سياسي ذو نكهة أمنية تستحق النشر عنه في التوقيت الحالي، عندما يكون هناك من يرغب بنشوء شعور بحالة طوارئ يسرع تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو". وحذر فيشمان من أن "صراخ ’ذئب، ذئب’ قد تعود علينا كسهم مرتد، لأنه إذا حدثت في المستقبل أزمة تشكل خطرا حقيقيا على إسرائيل، فإن الجمهور قد يفقد الثقة بالرسائل التي ستأتي من المؤسسة الأمنية".
وأضاف "ينبغي أن ندرك: إيران لا تميل إلى إرسال قواتها إلى حروب إقليمية، والدرس الماثل أمام أنظار قادتها هو حرب إيران – العراق التي قتل خلالها مئات آلاف الإيرانيين في معارك عبثية، وأبقت ندب عميقة في المجتمع الإيراني. وهكذا، فإنه خلافا للتصريح المحرج بأن ’الإيرانيين عند الحدود’، الذي أطلقه وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شطاينيتس، إلا أن الإيرانيين لا يتواجدون عند الحدود". وفقاً لما أورده موقع "عرب48"
وتابع أنه "طوال الحرب الأهلية في سورية، لم يصل عدد العسكريين الإيرانيين في أراضيها حتى إلى 1% من عديد قواتها البرية. وعلى عكس الصورة الشيطانية وغير العقلانية التي يحاولون في إسرائيل إلصاقها بالإيرانيين، فإنهم لا يعتزمون التضحية بمئات الآلاف في حرب إقليمية، إلا إذا كان النظام في خطر. والنظام في طهران سيأخذ ذلك بالحسبان قبل أن يقرر مهاجمة أهداف إستراتيجية في إسرائيل بواسطة صواريخ بالستية... زد إلى ذلك أن صورة إسرائيل هي أنها دولة غير متوقعة لدرجة جنونية" من حيث ردود فعلها العسكرية.
من جهة أخرى، أشار فيشمان إلى أن "على إسرائيل أن تأخذ بالحسبان أن إيران قادرة على ضرب أهداف إستراتيجية تبعد مئات الكيلومترات عن أراضيها من دون استخدام طائرات". لكنه اعتبر أن "لا يوجد تناسب بين الضربات الشديدة التي وجهها الجيش الإسرائيلي للمصالح الإيرانية وبين رد الفعل الإيراني الصغير. وتبدو هذه كأنها حرب أحادية الجانب. ويوجد تفسير منطقي واحد لذلك، وهو أنه لا مصلحة لإيران الآن للدخول في مواجهة مع إسرائيل، وتحرفها عن غايتها المركزية بممارسة ضغط عسكري على مرافق النفط من أجل التسبب برفع العقوبات. ومحاولة إيرانية لضرب حقل غاز إسرائيلي، على سبيل المثال، ستكون إعلان حرب بالنسبة لإسرائيل. والإيرانيون لن يسارعوا إلى مخاطرة كهذه".
وخلص فيشمان إلى أنه "يحظر الاستخفاف بالقدرات التي جمعتها إيران في مجال صواريخ كروز والطائرات المسيرة، وخاصة تلك التي يتجاوز مداها 700 كيلومتر – وهي المسافة بين إسرائيل وغرب العراق. ولكن أي محاولة للربط بين فشل الدفاع عن المنشآت الإستراتيجية في السعودية وبين الحماية الفعالة على المواقع الإستراتيجية في إسرائيل هو إشكالي".