في هذا العام تزامنت الذكرى الثانية عشر لوفاة د. حيدر عبد الشافي مع مئة عام علي ميلاده.
الملاحظ باحتفالات إعادة إحياء الذكري من قبل العديد من مكونات المجتمع السياسية والأهلية والثقافية انها تميزت بالشغف والرغبة المتزايدة والمتصاعدة للتعرف علي العديد من مفاصل حياتة الشخصية بأبعادها السياسية والاجتماعية والحقوقية .
فهناك رغبة شديدة خاصة من أوساط الشباب والجيل الصاعد بالتعرف علي هذا الإنسان الذي تميز بالنزاهة ونظافة اليد والاستقامة والحرص علي الوحدة الوطنية .
تميز أيضا بالربط المحكم ما ببن الكفاح الوطني والاجتماعي الرامي اي الأخير لتعزيز صمود الشعب عبر العديد من المنظمات الأهلية التي أنشأها وكذلك بالبعد الديمقراطي الذي كان يعتبرة الراحل الكبير أحد القيم والأدوات الهامة لتحقيق التماسك المجتمعي وثقافة احترام التعددية والمواطنة المتساوية المتكافئة .
المفارقة المثيرة للانتباه بإحياء الذكرى انة كلما زادت السنوات التي تبعدنا عن يوم وفاتة زاد تعلق الناس بة وذلك بخلاف قانون الطبيعة والمجتمع حيث كما يقال فإن الموت يبدأ كبيرا ثم مع الزمن يصبح صغيرا .
ان حالة د.حيدر تختلف تماما عن هذا القانون فهناك علاقة عكسية ما بين وقت الوفاة والتفاف الناس حولة سيرة وقيم ومبادئ فكلما زاد الوقت الزمني الذي يفصلنا عن يوم الوفاة زاد تعلق الناس بة .
يعكس هذا الالتفاف الحاجة الي النموذج والمثال والذي تفتقده الجماهير بصورة كبيرة لكي يعطي دروسا بالحكمة وتحمل المسؤولية والنزاهة والعمل التطوعي ونكران الذات في زمن تراجعت بة هذة القيم بصورة كبيرة لصالح مفاهيم النفعية والزبائنية والنزعة الذاتية والفئوية كما تعكس الحاجة الي الوحدة الوطنية والتي كانت أحد المبادئ الرئيسية والتي كان دائم العمل لتحقيقها للراحل الكبير بديلا للانقسام والشرذمة والتفتيت وكذلك الحاجة إلى الديمقراطية والتي تقلصت أيضا بصورة ملحوظة .
ان إحياء ذكرى الراحل الكبير ابو خالد هذا العام بهذا الزخم النوعي في قطاع غزة يؤكد انه ترك بصمات من المبادئ التي أثرت وما زالت تؤثر بالثقافة المجتمعية .
علينا استلهام هذة التجربة المجيدة والتعلم منها وإعادة إنتاج ما كان يردده من قيم ومعان عبر العمل على ربط النظرية بالتطبيق وبهذا نكون قد حققنا رسالة الوفاء لطبيب الفقراء وضمير الشعب د.حيدر عبد الشافي .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية