2014/05/29
يعيش الناس أجواء من التفاؤل الكاذب الممزوج بالقلق والخوف من سرعة توقيع اتفاق الشاطئ وخطوات تشكيل الحكومة والتوافق على وزرائها، والناس تهرب من التصديق لعلمهم مدى الصعوبات والعقبات التي تنتظر الحكومة و سرعة اندفاع الطرفين في علاقة عشق غير مفهومة بعض جوانبها. وكثير يعلمون ان تشكيل الحكومة يجب ان تنال ثقة المجتمع الدولي وإسرائيل وبعض الاطراف العربية وريما ان الاسماء يتم التوافق عليها مع تلك الجهات.الرئيس محمود عباس استبق الكل وقال الحكومة هي حكومته وتنفذ برنامجه وسياسته، وكأن المشروع الوطني اختزل بشخص واحد له سياسته ورؤيته الخاصة بعيداً عن الكل الوطني، إلا اذا ان هناك من بين الفلسطينيين من منحه تفويضا بذلك. ما قاله الرئيس عباس مؤلم ومحبط ويثير الغثيان، و يسيء لنضال وتضحيات الشعب الفلسطيني، في وقت يدفع الاسرى ثمن حريتهم وحياتهم تصبح اسرائيل جارة وصديقة للفلسطينيين، والرئيس يدعوا للتعايش والتنسيق الأمني بالنسبة للفلسطينيين مقدس وسيستمر سواء اختلف او اتفق في السياسة مع اسرائيل، الاحتلال مستمر و الاستيطان والقتل و العالم يتجه نحو نزع الشرعية عن اسرائيل والمقاطعة في أوجها، والرئيس يصر على القول انه لا ينوي نزعها عن اسرائيل.
أحاول مثل كثير غيري من الفلسطينيين فهم نوايا وجدية طرفي الانقسام وقدرتهم على انهاء الانقسام وما سببه من انقسامات على جميع الاصعدة وجديتهم في التعامل مع الحكومة القادمة وإنجاحها والقيام بدورها في تقديم الخدمات للناس، وحل مشكلاتهم وعوامل نجاحها محدودة وربما لن تصمد أو تعمر طويلاً في ظل كل هذا الاختلاف في الرؤى والبرامج، و الاعباء وطموح الناس كبيرة و بقاء الوضع على ما هو عليه سواء الاجهزة الامنية وعقيدتها الامنية وتعهد الرئيس عباس بمواصلة التنسيق الامني وانه بالنسبة له مقدس وسيستمر.
هل سترد حماس والفصائل على ما قاله الرئيس عباس وكيف ستسمر الحكومة بهذا الشكل من خلال رؤية الرئيس عباس وتمسكه بالتنسيق الامني والمفاوضات خياره الوحيد والسلام الاقتصادي؟
لم يعد معنى للحديث عن تشكيل حكومة جديدة تقود المرحلة القادمة و ما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة في العام 2011، ومشكلات سبع سنوات من الانقسام وتدمير النظام السياسي الفلسطيني وتفسخ النسيج الاجتماعي والكراهية والحقد وعدم قبول الاخر، ونسب البطالة والفقر الكبيرين، وهموم الناس وغياب العدل والعدالة والظلم وقمع الحريات، وقضايا الموظفين الذين اجبروا على الجلوس في بيوتهم بقرار من الرئيس عباس، ولم يعد داع للحديث عن المطالبة بوقف قرار علاوة القيادة للموظفين العسكريين في السلطة.
المعطيات والمؤشرات لا تبشر بخير سواء من خلال الغموض وسرعة تدارك ترتيب اوراق ومغانم حكومة حماس من الترقيات والتعيينات التي جرت منذ توقيع الاتفاق وطالت عدد من الموظفين في حكومة حماس او التعيينات التي جرت في حكومة رام الله ويدور الحديث عن تعيين خمسة آلاف موظف جديد.
ملفات الانقسام عالقة وكبيرة محدودة ولن تصمد طويلا جراء ما ينتظرها من مشكلات كبيرة جدا عالقة منذ سبع سنوات وبحاجة الى حلول. وهناك كثير من الامور لم تعد سر و يتداولها الناس في مجالسهم وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، ولم ينتظروا من يؤكد او ينفي فالأمر بالنسبة لهم حقيقة لان الشواهد تؤكد ذلك.
و يعيش الناس فى أجواء من الحيرة والبلبلة السائدة ويتراجع يقينهم وثقتهم بجدية المصالحة وإنهاء الانقسام، وتتكاثر الأسئلة وتتناثر في كل مكان، ويتعلق الناس بأي بارقة أمل تلوح في الافق، وفجأة يخرج تصريح حول ان التنسيق الامني مقدس ولم نسمع أي رد على الرئيس المستمر في برنامجه واخذ الفلسطينيين الى المزيد من الاحباط واليأس والتدمير وصمت وسكوت غالبية كبيرة من الفلسطينيين.
الانقسام مستمر، فهل يدرك الفلسطينيون الذاهبون إلى الحكومة مدى الخطر الكبير الداهم عليهم، وعلى قضيتهم؟ وان المصالحة الحقيقية هي انهاء الانقسام بشكل جذري؟
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية