جنرال إسرائيلي: تركنا لحماس أنبوب الأكسجين لتزويد جناحها العسكري في غزة
قال الجنرال الإسرائيلي أوري هالفرين، اليوم الاثنين، إن خطة الإنسحاب من قطاع غزة عام 2005 صحيحة ولكن تنفيذها كان خاطئاً، لأن المستوى السياسي في إسرائيل ترك ل حماس أنبوب الأكسجين الذي تستطيع من خلاله تزويد جناحها العسكري بالوسائل القتالية. على حد تعبيره-
وأضاف هالفرين وهو ضابط سابق في الاستخبارات الإسرائيلي بقيادة المنطقة الجنوبية للجيش، خلال مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية، أن "الجيش وخاصة قائد المنطقة الجنوبية فيه آنذاك الجنرال دان هارئيل قدم وثيقة للمستوى السياسي الإسرائيلي حذر خلالها من التبعات الدراماتيكية الخطيرة التي ستنجم عن الانسحاب من محور صلاح الدين المعروف باسم "فيلادلفيا"، على الحدود بين غزة ومصر".
وتابع: "كان واضحا جدا لدينا أنه في اللحظة التي ننسحب فيها منه، فإننا سنقف أمام تهديد جديد من نوع آخر عرفنا مثله في الجبهة الشمالية مع حزب الله في لبنان".
وكشف هالفرين النقاب عن "نقاش شهدته فرقة غزة بمشاركة رئيس الحكومة آنذاك أريئيل شارون ووزير الحرب شاؤول موفاز، وقدمت فيها رأيي الموثق في محضر الاجتماع بأننا إذا انسحبنا كليا من هذه المنطقة، فإن تعاظم حماس العسكري سيتسارع، ونتيجة له سنرى أسلحة في غزة لم نر مثلها من قبل". وفقاً لما أورده موقع "عربي21"
وأكد أن "فرقة غزة رأت أنه لا بد من تواجد بعض القوات العسكرية الإسرائيلية في هذا المحور، مع منطقة محمية أمنياً تسمح لنا بالدخول تحت الأرض، للتأكد أن الأنفاق القائمة بهذه المنطقة الحدودية لا تسمح بنقل المواد القتالية"، منوها بأن "شارون أكد خلال الاجتماع أنه ينوي الانسحاب من آخر سنتيمتر من قطاع غزة، ومن سيقوم بمهاجمتنا بعد الانسحاب، فإنه محكوم عليه بالموت".
وأشار أن "الضباط قدموا مجموعة توصيات للتعامل مع سيناريو خروج العمليات المسلحة من قطاع غزة بعد الانسحاب، وهي توصيات لم تجد طريقها للتنفيذ على أرض الواقع، حتى بعد إطلاق القذائف الصاروخية والعمليات على الجدار الفاصل، ما يعني أنه كان نقاشا وهميا، فقد ترسخ الواقع السياسي الذي سعى إليه المستوى السياسي آنذاك، وفرضه علينا كمستوى عسكري".
وأوضح أنه "من الناحية الاستراتيجية العسكرية، فقد كانت خطة الانسحاب صحيحة، لكن تنفيذها كان فاشلا، وتركنا لحماس أنبوب الأوكسجين الذي تستطيع من خلاله تزويد جناحها العسكري بالوسائل القتالية".
ويتحدث هالفرين عن "اغتيال قائد لجان المقاومة الشعبية في غزة جمال أبو سمهدانة، باعتباره نموذجا لنجاح سياسة الاغتيالات الموجهة، لأن هذا التنظيم منذ اغتيال قائده لم يستطع ترميم نفسه داخليا، بجانب أن الاغتيال شكل تصفية حساب معه لأنه مسؤول عن تنفيذ عملية عسكرية خطيرة في مفترق كيسوفيم جنوب قطاع غزة في مايو 2004، قتل فيها خمسة مستوطنين".
ولفت إلى أن "الجنرال يوآف غالانت القائد الجديد للمنطقة الجنوبية اتخذ قرارا بتصفية أبو سمهدانة، من خلال قصف مبنى تدريبي للمسلحين في غزة، أدى إلى مقتله على الفور مع بعض مساعديه".
وانتقل الجنرال الإسرائيلي للحديث عن "اختطاف حماس للجندي غلعاد شاليط في يونيو 2006، حيث توفرت لدى جهاز الأمن العام "الشاباك" تحذيرات قوية عن نوايا محددة لتنفيذ الاختطاف، لكن وقوع العملية على الأرض كسر لنا الرمزية التي كنا نبتعد عنها طيلة السنوات الماضية في تعاملنا مع حماس".