مركز حقوقي: وفاة بسام السايح تثير شبهات إهمال طبي

بسام السايح

حمل المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، اليوم الاثنين، قوات الاحتلال المسؤولية عن وفاة الأسير بسام السايح، ويعبر عن قلقه البالغ من أن تكون سلطات الاحتلال قد ماطلت في توفير العلاج الطبي الملائم والسريع للسايح.

كما وأدان المركز، وفق ما وصل "سوا"، تجاهل الدعوات المتكررة لسلطات الاحتلال لإطلاق سراحه، وفق ما هو متعارف عليه في مثل هذه الحالات إنسانياً.

وفيما يلي نص البيان:

وفي يوم أمس المعتقل في سجون الاحتلال، بسام السايح، 47 عاماً، من نابلس ، في ظروف تثير شبهات اهمال طبي متعمد من قبل سلطات الاحتلال، خاصة وأنه كان يعاني من سرطان في العظام قبل اعتقاله، وتفاقم وضعه الصحي داخل السجن ليصاب بسرطان آخر في الدم، وتتدهور حالته الصحية في الآونة الأخيرة، قبل أن يعلن عن وفاته داخل مستشفى أسارف هاروفيه، داخل إسرائيل.

يحمل المركز قوات الاحتلال المسؤولية عن وفاته، ويعبر عن قلقه البالغ من أن تكون سلطات الاحتلال قد ماطلت في توفير العلاج الطبي الملائم والسريع للسايح. كما ويدين المركز تجاهل الدعوات المتكررة لسلطات الاحتلال لإطلاق سراحه، وفق ما هو متعارف عليه في مثل هذه الحالات إنسانياً، رغم علمها بتدهور حالته الصحية، وتركته حتى اللحظات الأخيرة يواجه قدره بالموت داخل السجن.

وكان السايح قد اعتقل على أيدي قوات الاحتلال بتاريخ 8 أكتوبر 2015، لدى حضوره محاكمة زوجته، وهو يعاني من مرض سرطان العظام الذي أصيب به في العام 2011، وتفاقم وضع السايح الصحي نتيجة ظروف الاعتقال وعدم تلقى الرعاية الطبية اللازمة داخل المعتقل، ليصاب بسرطان الدم، وتتدهور حالته الصحية طيلة فترة مكوثه في السجن، منذ أربع سنوات.

وفي الآونة الأخيرة تدهورت حالته الصحية على نحو ملحوظ، حيث كشفت تقارير حقوقية إصابته بالتهاب حاد ومزمن بالرئتين، وقصور في عضلة القلب بنسبة وصلت الى 80%. وعلى الرغم من المطالبات الحثيثة بإطلاق سراحه، رفضت سلطات الاحتلال ذلك، ونقلته بتاريخ 29 يوليو 2019، إلى عيادة الرملة، التي يطلق عليها المعتقلون مسمى "المسلخ"، في إشارة إلى سوء المعاملة والرعاية التي يتلقونها بداخله. وجراء تدهور وضعه الصحي أكثر وأكثر، نقل بتاريخ 12 أغسطس الماضي إلى مستشفى "أساف هاروفيه" داخل إسرائيل، ومكث فيه حتى الاعلان عن وفاته بالأمس.

وتسلط حالة وفاة المعتقل السايح الضوء على حالة التدهور العام في أوضاع أكثر من 6000 معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتظهر مدى الإجراءات العقابية التي تتخذ بحقهم، خاصة فيما يتعلق بالإهمال الطبي الذي يتعرضون له وعدم توفير العلاج اللازم لمئات المرضى، خاصة لنحو (150) معتقلاً يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة.

يشار إلى أن هذا المعتقل الثالث الذي يتوفى في سجون الاحتلال خلال العام 2019. فبتاريخ 6 فبراير، توفي المعتقل منذ أكثر من 28 عاماً، فارس محمد بارود،51 عاماً، من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة ، بعد ساعات من نقله من معتقل "ريمون" إلى مستشفى "سوروكا"، في ظروف تثير شبهات اهمال طبي متعمد من قبل سلطات الاحتلال، خاصة وأنه كان يعاني من مشاكل في المعدة والقلب والكبد. وبتاريخ 16 يوليو، توفي المعتقل نصار ماجد طقاطقة، (31) عاماً، من بلدة بيت فجار، جنوب بيت لحم ، أثناء وجوده في العزل الانفرادي بسجن الرملة "نيتسان" داخل إسرائيل. وكان نصار قد اعتقل من منزله بتاريخ 9 يونيو 2019، وتعرض للتحقيق.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إذ يحمل المسؤولية الكاملة للحكومة الإسرائيلية عن وفاة المعتقل السايح وعن حياة عشرات المعتقلين المرضى الذين يواجهون نفس المصير في حال استمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد نتيجة احتجازهم في ظروف لا إنسانية قهرية، ويتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي ولا يتلقون رعاية صحية ملائمة، فإنه في الوقت ذاته:

يطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيادة فعالية متابعتها لأوضاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وظروف احتجازهم.

يطالب المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل على احترام قواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وتحديداً اتفاقية جنيف الرابعة والالتزام بالقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد