عمان / سوا / وقّع الشاعر الفلسطيني قاسم مصطفى البربار المقيم في قطاع غزة قبل أيام في مسرح عمون في العبدلي ديوانه الأول «ثلاثي الفراق» الصادر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع.

حفل التوقيع تضمن مشاركة من قبل عازف العود الفنان محمد رمزي، وتقديم صاحب السطور قراءة نقدية لكتاب البربار الأول حملت عنوان: «أهزوجة الفراق وشطائر الذكريات داخل جدلية الحب والحرب».

البربار قرأ قبيل توقيعه ديوانه زهاء عشر قصائد من قصائد الكتاب ونصوصه النثرية المحملة روحاً شعرية:
«أمُّ سعدٍ تسألني: هل قُتل غسان؟!!
قبل أن يعود إلى حيفا
ترانيمك حبقٌ مَنثورٌ
تحلق بنا لواقعٍ أليمٍ
تحت ظل شجرة برتقالٍ حزينة
بلوحة امرأةٍ تنتظر فارسها
غسان..
عند ذكر اسمك
ترتجف كلماتي حزنًا على فراقك
غسان..
صدى من ذاكرة التاريخِ
تدق ناقوس طُهر
وتحبو مجدًا لأجيال الحجارة».
النص السابق الذي يحمل عنوان «لم يرحل غسان» ينتظم وغيره داخل صفحات الكتاب في تمثل ناصع لرؤى التنوع وتعدد المواضيع التي تطرق إليها الكاتب في كتابه، وفي المقدمة منها موضوع الحب الذي يطل برأسه في كل وقت وكل حين حتى في أوقات الحروب لتنتفض الثنائية الجدلية الأزلية: الحب والحرب.
في النص الذي حمل عنوان «حبٌّ مؤجل» يعاين البربار أثر الزمان على تفاعلات المكان داخل تصاريف الوجدان:
«قبل عامٍ..
تبكي كلما ابتسم الصباحُ
تتذَكر أنه لن يشرقَ من كتِفها
تحلمُ بنصفِ نظرةٍ
هو ينتظرُ المساءَ بشغفٍ قاتلٍ
يصمتُ في الغروبِ
وينطلقُ هارباً مع بزوغِ النهارِ
يحلم أن تُنصِفهُ الحياةُ
وعلى حافةِ أملٍ ينتظرُ كلاهما الآخر....
تراقبُ عقاربَ الساعة
كي ينتهي بها نهارٌ آخرٌ».
مرة أخرى جدلية الحب والحرب التي تحرك الكتاب في ظلالها، وركزت عليها الورقة النقدية قائلة: «داخل تصاريف ثنائيةٍ من أكثر ثنائيات الكون دلالات وغزارة معنى وتدفق أثر: الحب والحرب، تتحرك وجدانيات قاسم مصطفى المنثورة فوق بياض الأوراق كأنها البوح غير المعني بالتصنيف والتحديد والتوصيف».
تواصل الورقة قراءتها قائلة: «إنها الثنائية التي لا تشغل بال مصطفى وحده، بل بال شعب بأكمله هو شعبه وشعبنا وشعب كل الأحرار في العالم: الشعب الفلسطيني المنذور لهذه الثنائية منذ قرر العالم أن يصبح شعباً بلا وطن، أو شعباً محاصراً محتلاً داخل وطنه. هذا الحس الجمعي الجماعي شكّل هاجساً مُلِحّاً عند قاسم البربار».