رغم أن الرد سيكون مدروساً، محسوباً بدقة، نقصد هنا رد حزب الله على قيام طائرات إسرائيلية مسيرة باستهداف أحد مواقع الحزب في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية قبل أسبوع، ويبدو أن هذا الرد المحسوب والمدروس، قائم بالفعل الآن، ونقصد هنا أيضاً، أن حالة الانتظار في ظل حالة استنفار قصوى في شمال إسرائيل، هو بحد ذاته أحد أشكال الرد المدروس المحسوب، ذلك أن الإبقاء على هذه الحالة من الانتظار والتوقعات ورسم السيناريوهات والاحتمالات، هو احد أهداف حزب الله من وراء الحديث عن رد مدروس ومحسوب، لكن من غير ان يكون هناك اي رد حتى الآن، هو بحد ذاته رد فاعل ومؤثر على دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تعيش حالة انتظار وترقب واستنفار لكل قواها، وتعطيل لموانئها في الشمال وتأثير كل ذلك، إضافة الى التأثيرات المباشرة على قوات الجيش، وتأثيراتها غير المباشرة على اقتصاد الاحتلال.


حاول نتنياهو تقصير مدة حالة الانتظار، معتقداً ان حزب الله يريد ان ينزل عن شجرة الوعد والوعيد بأي ثمن، لذلك دفع نتنياهو، صاحب مخيلة خصبة من الخداع، بسيارة عسكرية إسرائيلية، محملة بعدة جنود من الدمى، عسى ان يقوم حزب الله بضرب هذه السيارة، بذلك يكون قد أوفى بوعده ووعيده من ناحية، ومن ناحية ثانية لم تخسر دولة الاحتلال اي جندي، وكل من الطرفين يعود الى البيت راضياً مرضياً. حزب الله من خلال عدم انغماسه في هذه الخدعة، اكد انه ليس معنياً بالنزول عن الشجرة، بل انه معني بتوجيه ضربة «محرزة» ولكن مدروسة لقوات الاحتلال، انتقاماً من الهجوم على موقعه في بيروت، واستشهاد ناشطين من الحزب جنوب العاصمة السورية دمشق، حيث أعلنت إسرائيل، في سابقة لها، أنها وراء هذه الهجمة بينما كانت في الماضي تعتمد على سياسة «الغموض البناء» وراء كل ضربة تقوم بها في الأراضي السورية، زعماً باستهداف قوات ايرانية في سورية!


ومن لعبة «الدمى» الى لعبة «الكراسي الموسيقية المتحركة»، انتقالاً من حزب الله، الى الحليف والشريك الأميركي ترامب، هذا الأخير لمح اكثر من مرة خلال الأسبوع الماضي عن إمكانية اللقاء مع قادة إيرانيين بفضل وساطة من الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي استدعى وزير الخارجية الإيراني ظريف أثناء انعقاد قمة السبعة الكبار في فرنسا قبل ايام، بهدف احتمال إجراء اجتماع بين ترامب وبينه. حاول نتنياهو، حسب القناة ١٣ ومراسلها باراك رفيد الاتصال بترامب لحثه على عدم الإقدام على مثل هذه الخطوة، وبعد ساعات من المحاولات والانتظار، تلقى نتنياهو رداً من ترامب، انه منشغل بعدة اجتماعات مع قادة مجموعة السبع الكبار، دون ان يعد بالرد مستقبلاً، وعلى ذمة وسائل الإعلام الأميركية، فإن إدارة ترامب وجدت في توتير الأجواء مع العراق وسورية ولبنان، في وقت واحد، محاولة من نتنياهو لإبعاد اي تقارب محتمل بين ترامب والعباءة الإيرانية، وهو هدف يسعى إليه الرئيس الأميركي الذي يرغب في تحقيق إنجاز على غرار اجتماعه مع رئيس كوريا الجنوبية، وان ما قام به نتنياهو يتعارض مع مصلحة ترامب بهذا الشأن!!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد