غزة: شبان يمتهنون التقاط ما تلفظه الأمواج العاتية

غزة / سوا/لم تمنع برودة الجو والأمواج العاتية عشرات الشبان من الانتظار على شاطئ البحر ساعات طويلة ترقباً لما ستلفظه امواجه العاتية من خيرات كما يفعلون في مثل هذه الاجواء والاحوال كل عام تقريباً.
وقالت صحيفة الأيام المحلية في تقريراً لها :"رغم تلاشي حركة المواطنين والساكنين بالقرب من الشاطئ بسبب شدة الرياح والبرد القارس الذي يزيد من حدته القرب من البحر فإن شبان وفتية يأخذون مواقع متقدمة على الشاطئ للانقضاض على ما يمكن ان يلفظه البحر كما يقول الشاب عمرو صالح والذي توجه الى شاطئ البحر من الساعة الخامسة فجراً برفقة اثنين من اصدقائه".
وقرر صالح في اواخر العشرينات من عمره المكوث على شاطئ البحر هو ورفاقه لمراقبة خروج بضائع قد يلفظها البحر في أي وقت كما حدث العام الماضي عندما قذفت الامواج كميات كبيرة من علب السجائر والفواكه وغيرها.
وأوقد صالح ورفاقه النار للتغلب على البرد القارس كي يتمكنوا من المكوث اطول وقت ممكن.
ورغم عدم عثوره على شيء مع حلول ساعات ظهيرة امس الا ان صالح لم يفقد الامل بنفي البحر لسلع وبضائع مختلفة.
وعزا صديقه انس ماضي اصرارهم على البقاء رغم المخاطر التي تواجههم بسبب تعرضهم للبرد إلى تعطلهم عن العمل وعدم ايجادهم أي فرصة عمل تغنيهم عن هذا العمل. واعترف بالصعوبات التي تواجههم سيما البرد وارتفاع الامواج ولكنه اكد استمتاعه بمشاهدة هيجان البحر وامواجه العاتية.
واقر بان وجود عشرات الشبان على الشاطئ لنفس الغرض يشجعهم على البقاء والانتظار حتى ساعات المساء والعودة مرة اخرى طالما استمر هيجان البحر وارتفاع امواجه.
وعادة ما تسقط بعض السفن التي تمر قبالة شواطئ القطاع جزء من حمولتها لتتمكن من السير وعدم التعرض للغرق بسبب ارتفاع الامواج التي تلاطم اعلاها.
ويأمل الشاب خالد حمودة ان تقذف السفن كميات كبيرة من البضائع الثمينة والتي تصل بسرعة الى شواطئ القطاع بسبب قربها من ميناء اسدود التجاري وكونها ممراً للكثير من السفن التي ترسو فيه وفي الموانئ الاسرائيلية واللبنانية.
وشجع عثور حمودة على كميات كبيرة من السجائر على شاطئ البحر العام الماضي تكرار مراقبته للشاطئ هذا العام.
وقال حمودة الذي التف وبعض الشباب حول موقد للنار بجانب احدى الاستراحات البحرية ان مردود ما عثر عليه العام الماضي من سجائر يشجعه على القدوم الى شاطئ البحر رغم البرد القارس والاجواء الرهيبة.
ويجوب شبان اخرون الشاطئ طولا وعرضا للسبق والانقضاض على أي جسم قد تلفظه الامواج التي يزيد ارتفاعها عن اربعة امتار في بعض الاحيان.
واعترف الشاب عبد الرؤوف عليان بأن سوء اوضاعه الاقتصادية دفعته الى الاقدام على هذا العمل.
وقال عليان إنه مستعد للذهاب ابعد من الانتظار على شاطئ البحر في مثل هذه الظروف في سبيل الحصول على مصدر رزق.
واعترف عليان الذي اعتاد على مراقبة الشاطئ خلال السنوات الاخيرة بان زيادة اعداد المقبلين على هذه المهنة يهدد حظوظه في العثور على كميات كبيرة من السلع والبضائع المتوقع ان يلفظها البحر خلال الساعات القادمة.
ولم تتوقف مراقبة عليان ونظرائه على البضائع بل ايضاً يتطلعون لتدفق مياه وادي غزة الى البحر والتي تتسبب في نفوق كميات من الاسماك التي يلفظها البحر الى الشاطئ وبالتالي يلتقطها المتابعون والمراقبون.