كيف يؤثر احتراق غابات الأمازون على الحياة البشرية؟
مع اندلاع حرائق غير متناهية في مساحات شاسعة من غابات الأمازون منذ ثلاثة أسابيع يحاول خبراء البيئة الكشف عن الأسباب التي أدت لنشوب النيران بمعدل يساوي مساحة ملعب كرة قدم كل دقيقة من الغابات.
يطلق خبراء البيئة على غابات الأمازون اسم " رئة الأرض" لإمدادها الكرة الأرضية ما نسبته 25% من غاز الأوكسجين وتوفيرها ما يقرب من خمس المياه العذبة التي تصب في المحيطات.
وباعتبار غابات الأمازون أكبر تنوع بيولوجي على مستوى العالم فإنها تضمن الاستقرار المناخي وتساعد في تأمين كميات كبيرة من المياه للبرازيل وأمريكا الجنوبية فإن احتراقها يشكل كارثة بيئية جديدة تؤثر مباشرة على الحياة البشرية على الأرض.
وفقاً لأبحاث معهد الأبحاث الحكومي «INPA» يمكن لشجرة يبلغ قطرها 10 أمتار توفير أكثر من 300 ليتر من المياه يومياً في صورة بخار تطلقه في الغلاف الجوي، وهو أكثر من ضعف ما يستهلكه أحد البرازيليين يوميًا.
لذلك فإن عملية إزالة أشجار ونباتات الغابات المطيرة تلحق الضرر بالتبخر ونطاق تأثير الأنهار الطائرة، كما أن لذلك أيضًا تأثيرًا على هطول الأمطار في العديد من بلدان أميركا الجنوبية، وهذه السحب المطيرة تؤثر أيضا على الأمطار في بوليفيا وباراغواي والأرجنتين وأوروغواي وحتى في أقصى جنوبي شيلي.
وإزالة الغابات من أجل تحويلها لأراض تستخدم للزراعة ينتج عنها إطلاق غازات دفيئة في الغلاف الجوي وتزعزع استقرار المناخ مع توقعات بتاثير الحرائق على أصل 10% من الكائنات الحية التي تسكن منطقة الامازون.
يعيد الخبراء سبب اندلاع النيران في غابات الأمازون إلى تسارع وتيرة إزالة الغابات خلال أشهر الجفاف من أجل تحويلها الى أراض زراعية أو مزارع للماشية
وكان المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء قد تحدث عن اشتعال حوالي 2500 بؤرة حريق جديدة في البرازيل خلال 48 ساعة منذ بدء الحرائق.
وفي العامين الماضيين، ارتفعت رقعة المناطق التي نشبت فيها النيران بأكثر من الضعف، من 3168 ميلاً مربعاً خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2017 إلى 7192 ميلاً مربعًا خلال ذات الفترة من هذا العام، وفقا للمعهد.
أطلق عدد من الساسة والشخصيات المؤثرة حملة نداءات لإنقاذ غابات الأمازون أبرزهم أطلق الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس عبر حسابه الخاص على موقع تويتر معبراً عن القلق العميق من الحرائق في أكبر غابة استوائية في العالم يقع 60% منها في البرازيل.
وإلى جانب المناشدات العالمية لإنقاذ غابات الأمازون فإن صراعاً مركزياً جديداً طفى إلى السطح حول قرار مصير الغابات بين البرازيل التي تتحكم في ثلثي مساحاتها والمجتمع الدولي فيما لايزال القادة البرازيليون يكافحون لاحتواء الموقف.
كان الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو قد اشتكى من أن البرازيل ليست لديها الموارد اللازمة لإخماد حرائق الغابات عقد اجتماعات طارئة وأعلن الموافقة على إرسال الجيش للسيطرة على الحرائق، وقد تم إصدار حالة الطوارئ في ولاية أمازوناس، ويتوقع أن تتبعها الولايات الأخرى المتضررة، بينما يحاول أكثر من ألف رجل إطفاء إخماد الحرائق وتسيير رحلات لطائرات بدون طيار لرسم خرائط للمناطق المعرضة للخطر.
عالمياً نظمت تظاهرات في عدد من الدول الأوروبية من أجل غابات الأمازون وقد شارك مئات النشطاء في مسيرات في لندن وأمستردام ودبلن.
وجاء إعلان بولسنارو بعد ضغوط شديدة من زعماء أوروبيين هددوا بإلغاء صفقة تجارية كبيرة مع الكتلة الرئيسية في أميركا الجنوبية (ميركوسور) بسبب موقف بولسونارو بشأن البيئة.
وقاد الحملة من أجل التحرك لحماية غابات الأمازون، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي أكد أنه سيتصدى لجهود المصادقة على الاتفاق التجاري المبرم بين الاتحاد الأوروبي ودول تحالف ميركوسور الاقتصادي الأميركي الجنوبي، بحسب "وكالة الأنباء الكويتية".
