الأسرى الأطفال بين الاتفاقيات الدولية وانتهاكات الاحتلال
غزة / سوا/ في الآونة الأخيرة تزايد اعتقال الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال الذين يتعرضون لقسوة التعذيب والمحاكمات الجائرة، والمعاملة غير الإنسانية التي تنتهك حقوقهم الأساسية، وتهدد مستقبلهم بالضياع، بما يخالف القانون الدولي واتفاقية الطفل.
بلغ عدد الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2014م، قرابة (280) طفلًا قاصرًا (ما دون سن الـ 18 وفقًا للقوانين الدولية)، يعيشون ظروفًا صعبةً للغاية في سجون "عوفر" و"مجدو" و"هشارون".
إن ما تقوم به سلطات الاحتلال يشكل انتهاكاً لحقوق الأطفال الأسرى, ويخالف القانون الدولي خاصةً اتفاقية الطفل المادة (16) التي تنص على: "لا يجوز أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة، أو أسرته أو منزله أو مراسلاته ولا أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته وأن "للطفل الحق في أن يحميه القانون من مثل هذا التعرض أو المساس".
إن الاحتلال لا يراعي حداثة سن الأطفال أثناء تقديمهم للمحاكمة ولا يشكل لهم محاكم خاصة, بالإضافة إلى أنه يحدد سن الطفل بما دون ال16 عاماً، وذلك وفق الجهاز القضائي الصهيوني الذي يستند في استصدار الأحكام ضد الأسرى الأطفال إلى الأمر العسكري رقم "132"، والذي حدد فيه سن الطفل بمن هو دون السادسة عشر، وفى هذا مخالفة صريحة لنص المادة رقم "1" من اتفاقية الطفل والتي عرفت الطفل بأنه(كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر).
تحرم سلطات الاحتلال الأطفال الأسرى من أبسط الحقوق التي تمنحها لهم المواثيق الدولية، هذه الحقوق الأساسية يستحقها المحرومون بغض النظر عن دينهم وقوميتهم وجنسهم وديانتهم, وتشتمل على الحق في عدم التعرض للاعتقال العشوائي، والحق في معرفة سبب الاعتقال، والحق في الحصول على محامي، وحق الأسرة في معرفة سبب ومكان اعتقال الطفل، بالإضافة إلى الحق في المثول أمام قاضي، والاعتراض على التهمة والطعن بها، وفي الاتصال بالعالم الخارجي، وفي معاملة إنسانية تحفظ كرامة الطفل المعتقل.
رغم كل الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التي شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال، إلا أن سلطات الاحتلال تضرب بها عرض الحائط باعتقالها للأطفال والقاصرين دون مبرر.
بدورها, اعتبرت إذاعة صوت الأسرى اعتقال الاحتلال للأطفال بمثابة جرم خطير يجب أن يعاقب عليه القانون، لافتةً إلى تزايد عدد الأطفال والقاصرين المعتقلين في سجون الاحتلال.
وطالبت الإذاعة كافة الحقوقيين والمعنيين بقضية الأسرى بالوقوف بجانب الأسرى الأطفال ودعم قضيتهم وإنهائها بالإفراج عنهم، حتى يمارسوا حقهم في الحياة كأي طفل في العالم.