حشد: الوحدة هي الحل لمواجهة انتهاكات الاحتلال بحق القدس
نظمت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد": صباح اليوم الخميس، ورشة بعنوان: "الانتهاكات الإسرائيلية بحق مدينة القدس المحتلة في ظل القانون الدولي"، في مقر الهيئة بمدينة غزة ، بمشاركة مجموعة من السياسيين، والإعلامين، والمخاتير، والنشطاء الشباب.
ورحب علاء حمودة، مدير دائرة التدريب والتوعية بالهيئة، بالضيوف، مؤكداً أن القدس قضية جوهرية ومركزية تتعرض لأقسى أنواع التهويد والتهجير والتزوير وسرقة التاريخ.
وأشار إلى أن الهيئة الدولية "حشد" تسعى وبشكل دائم إلى تسليط الضوء على كافة قضايا الشأن الفلسطيني.
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، وفق ما ورد "سوا"، أن أننا أمام تحدي خطير يأتي في ظل مرحلة رديئة يعيشها الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الانقسام، مشيراً إلى أن إسرائيل تعمل في كل الاتجاهات لفرض مشروعها على الأرض، إلا أن الفلسطينيين وهم أصحاب الحق التاريخي وللأسف بدلاً من مواجهة هذه التحديات ضد أعداءنا، نعمل ضد بعضنا البعض.
وأضاف في ظل إدارة الرئيس الأمريكي ترامب وفريقه الأكثر تطرفاً وانحيازاً مع إسرائيل، مع انعدام التأثير الدولي، وفي ظل الهيمنة الأمريكية والعجز الدولي والتواطؤ في تنفيذ القرارات الدولية التي أصبحت حبراً على ورق، كل ذلك شجع إسرائيل على الانقاض على الأقصى والمدينة المقدسة، خاصة بعد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، لفرض واقع جديد، والتسريع في المشروع الصهيوني على حساب الحق الفلسطيني.
ولمواجهة التحديات التي تواجه مدينة القدس أكد على ضرورة العمل بكل جدية للالتقاء والتوحد، مشيراً إلى أننا في أمس الحاجة إلى الحوار الوطني لتطبيق المصالحة، والالتقاء على رؤية وطنية تجمع كل القيادات والفصائل، وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية المرجعية الرئيسية لحسم كل الخلاقات.
وأشار حبيب إلى أن القدس تحتاج إلى كل الجهود بداية من الشعب الفلسطيني، مؤكداً أننا قادرون على مواجهة المشروع الصهيوني لو توحدنا، فمن الوحدة الفلسطينية تنبع الوحدة العربية.
وفي كلمة حول التحديات الاحتلالية الراهنة في مدينة القدس المحتلة قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية د.حنا عيسى :"أن الإجراءات التعسفية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة بحق الأماكن التاريخية والدينية والثقافية بالإضافة إلى استمرارها بعملية التهويد المبرمجة مروراً بالاستيلاء على الأراضي وبناء لمستوطنات عليها، وانتهاء بعمليات الحفر المستمرة للأنفاق حول وأسفل المسجد الأقصى تعدياً صارخاً على قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وبالأخص قرار الجمعية العامة رقم 36/147 الصادر بتاريخ 16/12/1981 الذي أدان السياسيات والممارسات الإسرائيلية بحق الأماكن والممتلكات الثقافية والدينية والتاريخية في مدينة القدس، ومنها عمليات الحفر والنهب وتغيير معالم الأراضي الطبيعية، والأماكن التاريخية والثقافية والدينية".
وأكد على أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تسعى إلى خلق هيمنة ديموغرافية يهودية مطلقة في القدس، وأنه يجب أن يكون في القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل أغلبية يهودية ناهيك عن طموحات إسرائيل من وراء البناء المتسارع للمستوطنات والجدار العازل حول مدينة القدس الشرقية إلى توطيد سيطرتها على البلدة القديمة وعلى معظم أحياء مدينة القدس الشرقية، وبالتالي إحباط إمكانية أن تصبح القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
وشدد على ضرورة أن يواجه الفلسطينيون كافة المخاطر التي تواجه القدس بالوحدة الوطنية الفلسطينية، وأن حتى تبقى القضية الفلسطينية في سلم الأولويات.
بدوره استعرض الباحث والمحلل السياسي عزام شعت أمثلة عن الانتهاكات الإسرائيلية اليومية في مدينة القدس، وانعكاساتها على سكان المدينة، ومن أبرزها استهداف المقدسات وأماكن العبادة الإسلامية والمسحية، واستهداف المدنيين، ودعم الاستيطان الإسرائيلي، واستهداف المباني والمنشآت والأعيان المدنية، إضافة إلى تشديد القيود على المؤسسات التربوية والتعليمية، ووضع الحواجز والجدار الذ يعيق العملية التعليمية، وانتهاك الحق بالصحة.
وحول كيفية مواجهة إسرائيل ضد انتهاكاتها أكد شعت على ضرورة ملاحقتها قانونياً على أن يشترك بذلك المؤسسات الرسمية الفلسطينية، والفصائل، ومؤسسات المجتمع المدني، وخاصة الحقوقية، مشيراً إلى أن المواجهة تستدعي توحيد الجهود الفلسطينية، وإنهاء الانقسام الداخلي، كما يتطلب أيضاً تفعيل الأدوات الدبلوماسية على صعيد المنظمة الدولية، والدول ذات التأثير في مسار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
بدوره قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس:" القدس في خطر شديد، ومقدساتها تتعرض لانتهاكات كبيرة، مؤكداً أنه من واجب كافة مسلمي ومسيحيي وأحرار العالم الدفاع عن القدس بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية او العرقية او الثقافية، ومن واجبهم أيضاً أن يدافعوا عن شعبنا الفلسطيني المظلوم، داعياً للوقوف معاً وسوياً في الدفاع عن الأقصى وعن الأوقاف المسيحية.
وأكد أن المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تزوير وتغيير ملامح القدس وتحويلها إلى مدينة يهودية لن تمر مهما حاولوا، مشيراً إلى أن الاحتلال يستهدف كل شيء في مدينة القدس، سواء الأماكن أو المقدسات، أو الأشخاص، أو حتى الفعاليات، ورغم ذلك فإنا باقون في القدس لندافع عنها.
وتابع: "نحن فلسطينيون ولسنا أقلية أو جالية أو عابري سبيل في وطننا، نحن فلسطينيون هكذا كنا وهكذا سنبقى وسندافع عن شعبنا، عن قدسنا عن تاريخنا، وتراثنا وانتمائنا لهذه الأرض المقدسة".