حماس: في المسجد الأقصى حريق لم ينطفئ بعد

المسجد الأقصى المبارك

قالت حركة حماس ، اليوم الاربعاء، إن جريمة إحراق المسجد الأقصى تظل شاهدة على مدى الإجرام الإسرائيلي المستمر يومياً ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.

ودعت الحركة في بيان أصدرته بمناسبة الذكرى 50 لإحراق المسجد الأقصى التي توافق تاريخ اليوم، "جماهير أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى نصرة أهلنا في القدس ودعم صمودهم في أرضهم، واعتبار يوم الجمعة القادمة 23/8 يوماً للنفير العام في مسيرات العودة في غزة وفي الضفة وفي الشتات وفي العالم العربي والإسلامي".

وفيما يلي بيان حماس كما وصل سوا:

بيان صحفي

صادر عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"

في المسجد الأقصى حريق لم ينطفئ بعد

خمسون عاماً وأنين الأقصى يتصاعد، وتلكم النيران التي اشتعلت في جنبات المسجد القبلي ودمرت تاريخاً منقوشاً بالزخارف على جدران المسجد والتهمت سجاده ومحرابه وأتت على المنبر الذي كان رمزاً لتحريره، ذلك المنبر الذي صنعه نور الدين وزرعه صلاح الدين.

ما زالت تلكم النيران تلتهم من طهر الأقصى وإسلاميته وهويته الفلسطينية والعربية حتى اليوم.

لقد نجح الفلسطينيون في القدس قبل خمسين عاماً في إخماد ألسنة اللهب بأجسادهم وماء عيونهم، لكن يد الاحتلال التي امتدت بالسوء والتهويد للمسجد الأقصى ما فتئت تعيث فيه فساداً وتدنيساً ومحاولاتٍ للتهويد حتى اللحظة.

اليوم وبعد مرور نصف قرن على ذلك التاريخ المشؤوم 21/8/1969 الذي أحرق فيه المتطرف الصهيوني الأسترالي دينيس مايكل روهان المسجد القبلي بتواطؤ مفضوح من قبل الاحتلال، تشتد الهجمة على المسجد الأقصى المبارك، بل وتأخذ منحى جديداً وخطيراً جداً لم يجرؤ الاحتلال على القيام به قبل ذلك، فها هم قادة الاحتلال يطلقون الوعود لجمهورهم بأن ما كان من قواعد حاكمة في التعامل مع الأقصى قد ولّت، وأن لليهود الحق في دخوله و"الصلاة" فيه، وأن بناء هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى قد بات قريب المنال، تأتي هذه العربدة الصهيونية في الوقت الذي تمتد فيه أيادٍ لبعض الأنظمة العربية بالسلم والتطبيع مع الاحتلال الصهيوني ليزداد طغيان عدونا وتجرؤه على الأقصى والقدس.

إنَّ هذه الجريمة النكراء وبعد مرور خمسين عاماً تظل شاهدة على مدى الإجرام الصهيوني المستمر يومياً ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وستبقى محطة أليمة في ذاكرة شعبنا لن تنساها الأجيال الفلسطينية على مرّ التاريخ، ولن يهدأ لها بال حتى تحرير الأقصى وتطهيره من دنس اليهود المغتصبين.

إنَّنا في ذكرى جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، نجدد العهد لمسرى نبيّنا، وأولى القبلتين على المضي قدماً نحو تحريره مهما كانت التضحيات، ونؤكّد على ما يلي:

أولاً: إن إسلامية وقدسية المسجد الأقصى جزء من عقيدة الأمة، وهي ثابت من ثوابت التاريخ، ولن تهتز ولن تتغير ولن تنجح كل محاولات الاحتلال الصهيوني في فرض وقائع جديدة في الأقصى وما حوله.

ثانياً: نحيّي أهلنا الصَّامدين والمرابطين في القدس وأكناف بيت المقدس حماة الأقصى الذين يذودون عن المسجد الأقصى بصدورهم العارية، ويتصدون لمحاولات عصابات المستوطنين وقوات الاحتلال لتدنيس الأقصى وتهويده رغم ما يتعرَّضون له من تهجير وإبعاد مُمنهج عبر هدم المنازل والاعتقال والتضييق والملاحقة ومصادرة الأراضي.‏

ثالثاً: إنَّ خيار المقاومة والصمود والتمسك بالحقوق والثوابت وتوحيد الصف الوطني ضمن إستراتيجية نضالية موحّدة هو السبيل لمواجهة الاحتلال ومخططاته ومشاريعه وتحرير القدس والمسجد الأقصى.‏

رابعاً: إنّ ما يتعرض له المقدسيون من تنكيل وتهجير ومجازر هدم البيوت كما يحدث في واد الحمص والعيساوية ومخيم شعفاط وغيرها من قرى القدس لا يعدو كونه فصلاً من فصول محاولات التهويد للمسجد الأقصى والقدس وتغيير معالمها الجغرافية والديمغرافية، ولن يستطيعوا اقتلاع المقدسيين من أرضهم.

خامساً: ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني في الضفة والقدس وغزة والداخل والشتات إلى مواصلة صمودهم وتمسكهم بالحقوق والثوابت الوطنية، كما ندعو جماهير أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى نصرة أهلنا في القدس ودعم صمودهم في أرضهم، واعتبار يوم الجمعة القادمة 23/8 يوماً للنفير العام في مسيرات العودة في غزة وفي الضفة وفي الشتات وفي العالم العربي والإسلامي.

سادساً: ندعو منظمة التعاون الإسلامي والتي تأسست رداً على حريق الأقصى إلى القيام بدورها في حماية المسجد الأقصى ودعم أهل القدس وتعزيز صمودهم.

سابعاً: نهيب بالوسائل الإعلامية كافة إلى القيام بدورها في نصرة الأقصى والمقدسات وكشف حقيقة التهويد المستمر الذي يتعرّضون له، وإلى تسليط الضوء على أهمية المسجد الأقصى ومكانته لدى المسلمين، وكشف بطلان المزاعم الصهيونية الساعية لتغيير الحقيقة التاريخية له.

وختاماً، سلامٌ إلى أرواح أولئك الذين لم يرتضوا لمسجدهم أن يستباح، إلى الشهداء الذين هبّوا لنصرة أقصاهم ولسان حالهم يهتف فينا:

النور كيف ظهوره إن لم يكن دمنا الوقود

والقدس كيف نعيدها إن لم نكن نحن الجنود

حركة المقاومة الإسلامية "حماس"

الأربعاء: 21 أغسطس 2019م

الموافق؛ 20 ذو الحجة 1440 هـ

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد