قصة طبيبة الاسنان كاملة بكافة فصولها وأحداثها
قبل أكثر من سبع سنوات، لم تكن فاطمة السعدي الطالبة المتفوقة على جميع قريناتها، سوى ضحية لزواج القاصر، تبددت أحلامها سريعا، بعد تركها للمدرسة وإجبارها من قبل أهلها على الزواج مبكرا، ليتحول زواجها فيما بعد إلى جحيم انتهى بالطلاق.
فاطمة (25 عاما)، من مدينة كربلاء جنوبي بغداد، عاشت حياة عصيبة، بعدما اتخذ أهلها قرارا بالموافقة على زواجها وهي لا تزال طالبة في الصف الخامس العلمي، رغم تفوقها الدراسي ورغبتها في أن تكون طبيبة.
كنت أشعر بالخيبة، كما تقول فاطمة، بعدما تركت الدراسة وذهبت إلى بيت زوجي مجبرة، لا أعرف كيف أبدأ حياتي من هناك وأنا أضع كل تفكيري في الدراسة، وكيف يمكنني العودة رغم أن أحد شروط الزواج هو تركي للمدرسة.
لم يكن لدى فاطمة طريقة للاحتجاج أو الرفض، سوى الرضوخ للأمر الواقع، وعدم الاعتراض على قرار أهلها، لكنها استطاعت إقناع زوجها بالعودة إلى المدرسة بعد مرور سنتين على الزواج.
وتضيف، كانت موافقة زوجي مشروطة، وهي أن أتخرج من الإعدادية وأتوقف، ولكن نتائج الامتحانات قد أظهرت حصولي على معدل 99% والأولى على المدرسة، الأمر الذي رفع من مستوى التحدي والمواجهة، بدءا من زوجي وأهله، والطفل الذي أنجبته وصعوبة الدراسة في كلية الطب، بعدما خيرني زوجي بينه وبين الدراسة، اخترت دراستي بلا تردد.
وبعد رحلة علمية قضتها فاطمة في الدراسة بكلية طب الأسنان، تخرجت أخيرا هذا العام، لتكون طبيبة تستعد للانخراط في المؤسسات الصحية في مدينتها كربلاء.
