محادثات سرية بين إسرائيل ودولة عربية بتنسيق امريكي
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة الأمريكية نسقت محادثات بين إسرائيل ودولة الإمارات من أجل مواجهة إيران.
وذكرت الصحيفة أن اللقاءين السريين عقدا في الأشهر الأخيرة من أجل التشارك في المعلومات وتنسيق الجهود لمواجهة ما تراه الولايات المتحدة التهديد الذي تمثله إيران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين على علم باللقاءين السريين قولهم إن المبعوث الأمريكي الخاص لإيران بريان هوك هو من نسقهما، وهما آخر إشارة عن ذوبان الجليد المتزايد بين إسرائيل ودول الخليج العربية والذي دفعه العداء المشترك لطهران ومحاولاتها مد تأثيرها في المنطقة.
وقال مسؤول أمريكي الى الصحيفة إن أول لقاء حدث في الربيع أما الثاني فقد حصل مؤخراً، ولكنه لم يقدم الوقت الذي عقد فيه اللقاءان ولا المكان، ولم يكن يعرف عن اللقاءين سوى حفنة من الأشخاص داخل الإدارة الأمريكية.
اللقاءات السرية وأحياناً العلنية بين مسؤولين إسرائيليين وعرب تزايدت، خاصة في ظل الخوف المتزايد حول مشروع إيران النووي ودورها في النزاعات الأهلية في كل من سوريا واليمن والعراق.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تقيم علاقات دبلوماسية مع كل من مصر والأردن رغم وجود خلافات تاريخية معهما والدول العربية، خاصة فيما يتعلق بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
ولكن اللقاءات السرية وأحياناً العلنية بين مسؤولين إسرائيليين وعرب متزايدة، خاصة في ظل الخوف المتزايد حول مشروع إيران النووي ودورها في النزاعات الأهلية في كل من سوريا واليمن والعراق.
وتقول إن النقاشات بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين والإماراتيين لا تزال في مراحلها الأولية. ومع ذلك فهي تظهر أن هذه الاتصالات لم تعد رمزية واستكشافية للتنسيق بشأن قضايا معينة، بل من أجل زيادة التعاون الدبلوماسي والعسكري والإستخباراتي لمواجهة إيران.
ووفقا الى الصحيفة أن التعاون العميق بين إسرائيل والإمارات العربية هو نتاج لمؤتمر الشرق الأوسط الذي عقدته الولايات المتحدة في وارسو- بولندا بشباط (فبراير) هذا العام.
وقد جلب المؤتمر الذي عقد على مدار يومين قادة إسرائيل والإمارات والسعودية وعدداً آخر من الدول معاً في محاولة لبناء حملة دولية ضد إيران.
وجلس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع قادة دول عربية لمناقشة الكيفية التي يتم فيها التعامل مع التحدي الإيراني. وقادت المحادثات إلى إنشاء نقاشات تنسيقية بين إسرائيل والإمارات ولعب هوك دور المنسق فيها بحسب صحيفة القدس العربي.
وقبل إعلان وزارة الخارجية عن مجموعة العمل ضد إيران عمل هوك على جمع الأعداء معاً في لقاءات سرية، وذلك حسب أشخاص عارفين بالنقاش.
وقال مسؤول بارز في إدارة دونالد ترامب “كانت مجموعة العمل ضد إيران تعمل في عدد من الدول من أجل تنسيق النشاطات الدبلوماسية والأمنية والإستخباراتية والرد على التصعيد العدواني الإيراني”.
وأضاف المسؤول الى الصحيفة أن : “هذه الجهود عملت على إحباط وتجميد التهديدات الإيرانية بما فيها عمليات إرهابية و”سايبرية” في دول ثالثة. وخططت لهجمات ضد الملاحة الدولية وتهريب السلاح” مع أنه لم يذكر تفاصيل عن هذه التهديدات التي تم وقفها.
وقال مسؤول إن هوك يريد مساعدة الإمارات وإسرائيل لدفع دول أوروبية وشرق أوسطية على اتخاذ مواقف متشددة من طهران.
ومما يعقد المسألة هو أن الإمارات تقيم علاقات دبلوماسية واتصالات مع إيران. واتسم موقف الإمارات بالحذر من التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
ورفضت تحميل إيران مسؤولية الهجمات على ناقلات النفط في الخليج هذا الصيف. وتقول الصحيفة إن إسرائيل جعلت من بناء علاقات دبلوماسية مع دول الخليج أولوية.
وزار وزير الخارجية الإسرائيلي الإمارات بداية العام الحالي لحضور مؤتمر. وقال إسرائيل كاتز إنه التقى مع “شخصية مهمة” في الحكومة الإماراتية.
كما والتقى الشهر الماضي في واشنطن بوزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد الخليفة.
وكانت البحرين من أكثر دول الخليج انفتاحاً في علاقاتها مع إسرائيل حسبما قال مسؤولان أمريكيان سابقان. وسمحت للصحافيين ورجال الأعمال الإسرائيليين بالمشاركة في الورشة الاقتصادية التي عقدتها إدارة ترامب بالمنامة.
ومن المتوقع أن تسمح لها بالمشاركة في مؤتمر حول أمن الملاحة في الخليج من المقرر عقده في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
ويقول آرون ديفيد ميللر، المفاوض في إدارات الديمقراطيين والجمهوريين إن التحول في الدينامية يدفعه القلق المشترك من إيران وكان حافزًا لعلاقات بين إسرائيل والدول العربية التي لا تعترف رسمياً بها.
وقال “هي جديدة ومختلفة ولم توجد على المستوى الذي نراه الآن” و “يحدث هذا بسبب التغيرات الإقليمية العميقة والتي غيرت حسابات الدول العربية”.
ولا يتوقع ميللر تحولاً جذرياً في العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج ويضيف “من المبالغة الحديث عن علاقات تسير باتجاه الازدهار وتصبح علامة دائمة في الشرق الأوسط الجديد”.