كتائب القسام تنشر تقريرا عن أحد قادتها الشهداء
نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ، اليوم الأربعاء، تقريرا حول الشيخ القائد نصر خالد جرار أحد مؤسسي الحركة الإسلامية في سجون الاحتلال.
وفيما يلي نص التقرير كما ورد عبر موقع كتائب القسام:
في خضم رحلة جهادية طويلة خاض غمارها الشيخ القائد "نصر خالد جرار" امتدت على مدى أكثر من عقدين اختلطت خلالها سيرته الذاتية بسيرة الحركة الإسلامية الناشئة آنذاك لا سيما في شمال فلسطين المحتلة ، ولقد كان الشيخ الراحل هو مؤسس الحركة الإسلامية في سجون العدو خلال سبعينات القرن الماضي .
إن فتح ملف حياة هذا القائد الذي يقول من يعرفونه عن قرب "إنه لم يعش خلال سني عمره الـ44 يوماً واحداً حلواً" إذ كانت كلها معاناة تلو معاناة، ومما لا شك فيه أن هذا المقياس الدنيوي في السعادة والتعاسة لم يكن ذاته لدى الشيخ " جرار" ، إذ أن النار التي كنا نراه وهو يكتوي بها في هذه الحياة قد كانت برداً وسلاماً عليه، ولولا ذلك لما أعاد الكرة في ساحات الوغى بعد كل مرحلة كان الجميع يظن أنه سيستريح بعدها ويتفرغ لشئون أسرته وأولاده .
رحلة الشيخ "نصر" مع السجن
ينحدر الشيخ "نصر خالد جرار" من منطقة "وادي برقين" أحد ضواحي جنين، و هو من مواليد عام 1958، تربى في عائلة مثقفة متعلمة ملتزمة، كان في شبابه متّقداً قلبه بحب وطنه الذي تمنى كثيراً أن لا يلمح به مستعمر، حيث قام في عام 77 بإلقاء قنبلة مولوتوف على محطة باصات "إيجد" الصهيونية في منطقة جنين.
بدأت رحلة الشيخ المجاهد القسامي "نصر"مع السجن مبكراً و كانت في عام 1978، و في سجن جنين المركزي، و كما ورد في لائحة اتهامه في المحكمة الصهيونية على إقامة خلية مسلحة مجاهدة إسلامية الدوافع و التطلعات، وكان ذلك قبل انطلاق العمل المسلح من الحركات الإسلامية على شكله الحالي وحركة حماس عام 87 وحكمت عليه المحكمة العسكرية الصهيونية بالسجن لمدة عشر سنوات .
ورغم صغر سنه على السجن في تلك الفترة الذي لم يتجاوز العشرين عاماً إلا أنه صاحب فضل على الكثير من السجناء و على العمل الدعوي داخل السجن، فقد كان هو و ثلاثة آخرون من السجناء من أوائل المؤسسين للجماعة الإسلامية -هو أسس الاتجاه الإسلامي في السجن- لخلوه في تلك الفترة المبكرة من مظلة تظلل أحباب الاتجاه الإسلامي ولعدم قدرته على الانطواء تحت الأفكار العلمانية و اليسارية، فقد سعى مع العديد من الشباب لتأسيس الجماعة الإسلامية حيث لاقى في سبيل ذلك الأذى و التهديد من أصحاب الأفكار الأخرى.
في عام 1988 خرج "نصر جرار" من سجنه يبلغ من العمر ثلاثين عاماً ممتلئاً حماساً متقداً للعمل الدعوي، و كانت لجنة أموال الزكاة التي تعنى بالفقراء في بداية تأسيسها، فانضم "نصر" إلى طاقمها التأسيسي فكان ثالث اثنين في لجنتها التي رفدت بالكثير، حيث كان من المشرفين على الأيتام و الفقراء.
وفي عام 1994 كانت رحلته الطويلة الثانية مع السجن حيث اعتقل وأودع في معتقل "مجدّو" لمدة أربع سنوات و نصف في الاعتقال الإداري بعد اتهامه بالوقوف خلف عملية الخضيرة التي نفّذها الاستشهادي "رائد زكارنة"، إلا أنه لصلابته في أقبية التحقيق لم يثبت عليه شيء و كان في فترة من الفترات من أقدم المعتقلين الإداريين في السجون الصهيونية.
وفي 6/1/98 كان يوم الإفراج عنه بعد أن قضى مدة محكوميته داخل السجن و عاد بعدها ليمارس عمله الاجتماعي.
لحظة الوداع
وبتاريخ 1/1/2000 فشلت محاولة اغتياله بعد أن قام بها العدو من جديد بتطويق منطقة سكناه في "وادي برقين" بحثاً عنه حيث قامت أعداد كبيرة من القوات الخاصة الصهيونية بتطويق منزله إلا أنه استطاع الانسحاب من بين براثنهم بعد أن شعر بتحركاتهم.
وفي/2011/21/2 انفجرت به عبوة ناسفة في منطقة قريبة من بلدة قباطية على الشارع الالتفافي أثناء مهمة جهادية، مما أدى إلى بتر يده اليمنى و ساقه اليسرى من الفخذ و بقى ملقى على الأرض تحت الشجر لمدة ساعتين قبل أن يحضر المواطنون لينقلّوه إلى المستشفى.
استطاعت القوات الصهيونية بمساعدة عملائها الجبناء من اغتياله يوم الأربعاء الموافق 14/8/2002 في بلدة "طوباس" بعد أن طوّقت منزل المواطن "محمد عبد الله أبو محسن"، وأطلقت أربع قذائف تجاه المنزل الذي جرت فيه اشتباكات عنيفة في محيطه بين أفراد من كتائب الشهيد عز الدين القسام و القوات الصهيونية.
ونتيجة الإلحاح الكبير و مطالبة الشيخ "نصر" أفراد الكتائب مغادرة المكان لعدم قدرته على الانسحاب معهم و حمله لكونه مقعداً، استطاع أفراد الكتائب الانسحاب من الموقع الذي تعرّض لقصف من الطائرات الصهيونية مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه قبل أن يتعرض للهدم عن طريق الجرافات الصهيونية، ليرتقي الشيخ "نصر" شهيداً تحت الأنقاض