هل ينهي المؤتمر السابع لحركة "فتح" خلافاتها الداخلية؟
غزة / خاص سوا / لا يزال المؤتمر السابع لحركة فتح يشغل بال الكثيرين لما يشكله من أهمية على صعيد الحركة الداخلي وإمكانية مناقشة وحل الخلافات الداخلية التي تعصف بها، بالإضافة إلى بعده الوطني الفلسطيني في ظل استمرار حالة الانقسام وتفاقم معاناة المواطن لا سيما في قطاع غزة.
إلا أن تأجل موعد المؤتمر لأكثر من مرة منذ نهاية العام الماضي وحتى الآن، يبرهن للكثيرين أن الخلافات التي تعصف بالحركة سبب رئيسي في تأجيله، بل ذهب البعض للقول إن انعقاد المؤتمر سيزيد من الخلافات، خاصةً وأن كل طرف يتمسك بمواقفه ويرفض التنازل.
ترتيبات لوجستية
عضو المجلس الثوري في حركة فتح "ابراهيم أبو النجا" أكد أن هناك بعض الأمور اللوجستية الضرورية لعقد المؤتمر يتم تأمينها حالياً قبل أن يتم اعلان موعد محدد لعقد المؤتمر والمتمثلة على سبيل المثال لا الحصر "مكان المؤتمر، والأوراق اللازمة، وعمل اللجان، والتقارير التي ستعرض وتناقش، وغيرها".
وبين في حديث لوكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الأربعاء، أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر لم تنتهي من استلام مقاومات عقده، رافضاً كل ما يثار من أن هناك خلافات داخلية تحول دون انعقاده.
وأشار إلى أن هناك قضايا عديدة لم يتم انجازها قبل عقد المؤتمر ولا سيما الانتخابات الفرعية في بعض المناطق، لا سيما في قطاع غزة، بسبب وجود بعض المعيقات والمتمثلة في الحصار الإسرائيلي والعدوان الأخير والمؤامرات الخارجية التي تحاك ضد الحركة.
اجتماع الرئيس باللجنة
ولفت أن الرئيس عقد اجتماع مع اللجنة التحضيرية للمؤتمر وحثهم على الاستعجال في استكمال اجراءات عقده وتحديد موعد له، متوقعاً في الوقت ذاته أن يتم عقده قبل منتصف العام الجاري.
وكان الرئيس محمود عباس ترأس، بداية الشهر الجاري اجتماعا للجنة التحضيرية للمؤتمر العام السابع لحركة "فتح"، للوقوف على سير التحضيرات للمؤتمر، وما أنجز من مهمات العمل.
وشدد الرئيس على ضرورة التحضير الدقيق لمؤتمر ناجح يليق بمكانة حركة فتح وتضحيات أبنائها، ويؤدي إلى تعزيز قدرتها في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه القضية الوطنية من مختلف جوانبها ومساراتها.
خلافات داخلية
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة "ناجي شراب" رأى أن الأبرز الآن هو عقد المؤتمر السابع للحركة من عدمه، موضحاً أن الظاهر حتى الآن هو خلافات ومشاكل تنظيمية داخلية تحول دون عقده، ومستدلاً على ذلك بأنه أجل لأكثر من مرة.
وأشار شراب في حديث لوكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الأربعاء، أن التخوف ينبع من أن عقد المؤتمر أصلاً سيفاقم من الخلافات الداخلية، فالخلافات الآن لم تعد شخصية بين شخصيتين بل تحولت لخلافات بنيوية.
وبين أستاذ العلوم السياسية أنه إذا لم يتم الارتقاء إلى مستوى مصلحة حركة فتح والمصلحة الفلسطينية فإنها بلا ستؤدي إلى انقسام حقيقي على مستوى الحركة.
لن تناقش المصالحة
ورأى أن القارئ للخطاب الإعلامي الصادر عن بعض قيادات حركة فتح، فإنه يلحظ أن المؤتمر لن يذهب لمناقشة المصالحة الفتحاوية الداخلية، وذلك للمعطيات التي ذكرت سابقاً.
وتوقع شراب أنه في ظل هذه الحالة فإن حركة فتح تتجه إلى سيناريوهات صعبة، من حيث الانقسام البنيوي، والذي قد ينتج عنه تنظيماً سياسياً جديداً، ناهيك عن محاولات فصل بنيوي بين فتح الضفة وفتح غزة، ولافتاً إلى أن القيادات والعناصر الفتحاوية التي فصلت من الحركة لن تقبل أن تكون على هامش الحركة.
فتح ستنجح
من جانبه، توقع المحلل السياسي "رياض العيلة" أن تنجح حركة فتح في عقد مؤتمرها السابع على الرغم من كل الذي يثار حول انعقاد المؤتمر، موضحاً أن تحديد موعد محدد للمؤتمر مرتبط بانتهاء المؤتمرات الداخلية في المناطق.
واستبعد العيلة في حديث مع وكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الأربعاء، أن تشكل الخلافات الداخلية أي ضغط في اتجاه تأجل أو الغاء انعقاد المؤتمر، منوهاً إلى أن الخلافات توجد في كل الفصائل إلا أن حركة فتح خلافاتها ظاهرة للعيان.
وشدد على أنه في النهاية المؤتمر سيفرز قيادة جديدة منتخبة، بعد أن يتم مناقشة كافة التقارير التي تقدمها اللجان المختلفة، وتلك القيادة المنتخبة هي التي ستقود الحركة خلال الفترة المقبلة بغض النظر عن أي خلافات هنا أو هناك.