العيدية .. أهم طقوس العيد وعادة إسلامية قديمة
العيدية هي عادة إسلامية سنوية وتكون العادة عبارة عن نقود أو هدية أو حلوى وغيرها تعطى للأطفال في عيد الفطر المبارك وأيضًا في عيد الأضحى المبارك وتعود هذه العادة العربية الإسلامية إلى قرون قديمة.
يبدو أن الوضع الاقتصادي جعل العيديات لدى بعض العائلات تكون على هذا النحو، فلا أموال فائضة للهدايا والعيديات، ويتظاهر الناس كأنهم حصلوا على عيدياتهم.
طبعا هذا الوضع ليس مستفحلا، لكنه موجود لدى بعض العائلات خاصة بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور في السنوات الأخيرة.
والعيدية هي الهبة التي يمنحها الأهل والأقارب في العيد، وتترجم بمبلغ مالي يعطيه كبار العائلة للأولاد بدل الهدية العينية. والعيدية عادة قديمة تضفي فرحا على العيد، وتعدّ من أهم مظاهره، وتعتبر عادة إسلامية امتدت على مدى القرون، ولم تفقد بريقها حتى اليوم.
درج أن يتبادل الكبار أيضا العيدية. ومَن يكون السبّاق في إلقاء السلام والتمني بعيد مبارك يحقّ له أن يحصل على العيدية ممن ألقى عليه تحية العيد.
فيتسابق الناس في الصباح الباكر لقول: كل عيد وأنت بخير، ملمحين باستحقاقهم العيدية، ثم يتحضرون للنزول إلى ساحات القرى ليلتقوا بأكبر قدر من الناس ويسابقونهم بالمعايدة، ثم يعودون إلى البيوت لتقديم العيدية للأبناء.
لم تعد هذه العادة موجودة، وخسر الكبار عيديتهم المستحقة ووجب عليهم منح العيديات من جيبهم الخاص.
ومع هذا ما زال رائجا أن يقدم الزوج عيدية لزوجته حتى لو كانت عاملة، وهناك من يختارها أن تكون رومانسية موضوعة داخل محفظة فخمة أو مرفقة بالأزهار.
وكذلك العيدية ما زالت منتظرة من الأولاد للأهل المسنين الذين توقفوا عن العمل.
ينتظر الأولاد بشغف يوم العيد للحصول على عيديتهم، إضافة لثياب العيد وبركاته من خروجات وحلويات وهدايا.
وتوضع العيدية إما في ظرف أو تعطى مباشرة من الجيب، وقد ترفق أيضا بهدية صغيرة أو بحلوى.
أما كيف توزّع العيدية فإن الرجال والنساء يصرفون مبالغ مالية لتوزيعها على أولاد العائلة في أيام العيد، من أولادهم إلى أولاد الأخ والأخت ومَن حضر من أطفال، أقارب كانوا أم جيرانا.
وهي تعكس أولا صلة الرحم بالدرجة الأولى التي أوصى بها القرآن الكريم ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعكس العطف والمودة والمحبة في المجتمع.
وتقسم العيدية قسمة عادلة بين الأبناء، فيعطى كل واحد منهم بحسب عمره. ويقوم الإخوة الكبار خاصة العاملين منهم بمنح العيدية لإخوانهم الأصغر سنا، فيكون الصغار أكثر الرابحين في العيد.
وقيمة العيدية تتفاوت بحسب راتب المانح لها. وتحتاج بعض العائلات رصد ميزانية خاصة للعيد وما يرافقه من ثياب جديدة وولائم وضيافات، إضافة إلى العيدية التي قد تثقل كاهل الأهل أحيانا خاصة بوجود عدد كبير من الأطفال.
ويعتمد المبلغ المادي في العيدية على عمر الطفل والقدرة الاقتصادية لمن يوزع العيدية. وكان الأطفال في السابق يلبسون الملابس الجديدة ويطوفون الأحياء والبيوت ويعودون بعد ذلك للمنزل يحصون ما جمعوه من عيدية.
ولا بد من الإشارة إلى أن العيدية تكون أول مال نقدي يتعامل به الأطفال، طبعا مع استثناء المبالغ الصغيرة أو المصروف اليومي في المدرسة، لذا يشعرون بالمسؤولية تجاه طريقة صرف أو ادخار ما حصّله من أموال.
ويجتمع الأولاد آخر يوم في العيد لإحصاء "غنائمهم" والتباهي بمن جمع أكثر. والعيدية قد تكون هداية أخرى من العطور والأزهار أو قطعة من الذهب أو الملابس أو ألعابا للأطفال؛ ولكن يبقى للنقد سحره لدى الأطفال.
وينفق الأطفال عيدياتهم على الألعاب والحلوى وفي الملاهي. والبعض يدخرها لشراء بعض الهدايا أو الحاجات الأخرى.
بعض العائلات جعلت العيدية رمزية ترضي الأولاد ولا تسبب عجزا للأهل.
وتتراوح المبالغ المخصصة للعيدية بين 3 دولارات حوالي 3 دولارات) و50 ألف ليرة (حوالي 33 دولارا) لدى عائلات الطبقة المتوسطة كل حسب دخله وعدد أطفاله وأطفال العائلة، وتبدأ من مئة ألف لدى العائلات المرتاحة ماديا لتصل إلى مليون ليرة وأكثر.
وتتراوح المبالغ المخصصة للعيدية بين 10 شواكل و 100 شيكل لدى عائلات الطبقة المتوسطة كل حسب دخله وعدد أطفاله وأطفال العائلة، وتبدأ من 100شيكل لدى العائلات المرتاحة ماديا لتصل إلى 500 شيكل وأكثر.
ومهما بلغت قيمة العيدية فإنها تبقى تعبيرا جميلا عن العطاء، يتعلّم الأولاد من أهلهم كيف يهبون الأطفال، ويقف الطفل أمام تحمّل مسؤولية صرف أمواله لفرحه أو ادخارها لأمر في نفسه أو وهبها للأطفال الأكثر حاجة.