بالصور: الشعبية بالوسطى تكرم الطلبة الناجحين والمتفوقين في الثانوية العامة 2019
نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في المحافظة الوسطى مساء أمس الأربعاء حفلاً تكريمياً لطلبتها الناجحين والمتفوقين في الثانوية العامة ، (فوج القائد الوطني: علي القطاوي)، بحضور قيادات وكوادر وأعضاء وأصدقاء الجبهة، وأهالي الطلبة.
صالح الثوابتة الحفل بالترحيب بالضيوف الحضور وتوجيه التحية للشهداء والأسرى ولأبناء شعبنا، ومن ثم عُزف السلام الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لدماء الشهداء.
وألقى عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة ومسئول المحافظة، وفق ما وصل "سوا"، كلمة استهلها بنقل تحيات وتهنئة الرفيق الأمين العام القائد أحمد سعدات من داخل "باستيلات" العدو، وتبريكات جميل مزهر أبو وديع وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية.
وأكد أن الرسالة التي توجهها الجبهة خلال هذه الاحتفالية رعاية هذا الجيل الواعد، وتأمين كل مقومات النجاح والتفوق له، هو الضمانة الحقيقية لغدٍ أفضل نكون أقرب فيه لتحقيق أهدافنا في الحرية والاستقلال، وهو أيضاً الدرع الواقي من خطر الانزلاق في كَبَوات الفرقة والانقسام.
وشدد أحمد أن اهتمام الجبهة بالطلبة الأوائل والمتفوقين، يأتي انسجاماً لوعينا بأن هؤلاء الشباب يُشكّلون ملامح المرحلة المقبلة، وهم اليوم في مقدمة الصفوف ليكونوا غداً قادة المستقبل، ورواد غدنا المشرق.
وقال خليل " لأننا اكتوينا من سياط الظلامية والجهل والتخلف، نريدهم أن يكونوا متفوقين وروّاد في كل المجالات، تنويريين يحملون مشاعل التقدم والازدهار، ولأننا اكتوينا من نار العصبوية والفصائلية المقيتة، نريدهم أن يتفوّقوا علينا، وأن يحبوا فلسطين وأن يتوشّحوا بكوفيتها، ويرفعوا علمها، وأن يضحّوا من أجلها، من أجل فلسطين، لا من أجل سلطة أو حزب أو عشيرة، ولأننا اكتوينا من نار الاقتتال والانقسام نريدهم أن يكونوا وحدويين، مهما اختلفوا... فسوف يجمعهم هدفٌ واحد ، ورايةٌ واحدة ، ومصيرٌ واحد ، وفلسطينُ واحدة".
وأشار أحمد إلى أن عدونا ومنذ تأسيس كيانه المسخ قد عسكر نفسه بآلة حربية متطورة، ساهمت في تدجين أكذوبة الجيش الذي لا يقهر، لكنه في الوقت ذاته امتلك ترسانة هائلة من الأدمغة والعقول، لأنه يدرك بأن الصراع على الأرض لا بد أن يحميه ويغذّيه ويوجّهه صراعٌ علمي وفكري وسياسي وثقافي.
وأضاف بأن المشروع العنصري مارس منذ نشأته على الأرض العربية وبقوة سياسة ملاحقة واغتيال وتصفية العقول الرافضة لوجوده المسخ ، والتي تهدد أمنه ومستقبله ، وربما بدرجة أوسع وأكثر ضراوة من ملاحقة واغتيال القادة العسكريين ، لأن تلك العقول كانت تؤسس لمشروع ثقافي عربي نهضوي ، يتصدى لمشروعه الاستعماري التصفوي في المنطقة العربية بأسرها ، ولا زالت هذه العقول تمثل خطراً على وجوده أكثر من خطر البندقية ، كما حدث في الطريقة البشعة التي اغتيل بها الأديب المناضل ، الرفيق غسان كنفاني ، الذي لم يحمل البندقية قط ، لكن كتاباته العروبية ، التحررية والتقدمية ، كانت ترسم خارطةً لوطن حر بلا احتلال ، ولمجتمع تسوده حرية التعبير والرأي والمساواة والعدالة الاجتماعية ، لذلك اغتيل غسان .
ووجه خليل رسالة إلى الطلبة الناجحين قائلاً: " إن رسالتنا لكم اليوم ، أن تثابروا وتجتهدوا وأن تستمروا على ذات الدرب وإلى الأمام في مسيرة النجاح والتفوق ، لأن هذا الطريق هو السلاح الأقوى الذي يخيف عدونا ويحسب له ألف حساب ، كما ونوصيكم بأن تستخلصوا العبر والعظات من حقبة الانقسام المقيت ، وأن تتيقنوا بأننا نكون أبعد ما نكون من تحقيق أهدافنا في الحرية والاستقلال ونحن منقسمون ، فلا يمكن لأي فصيل مهما بلغت قوته أن يحقق تلك الأهداف لوحده ، وبأننا يمكن أن نختلف، أفراداً وأحزاب ، لكن هناك الكثير من القواسم المشتركة التي يمكن أن نلتقي عليها وأن نصوغ من خلالها برنامج وطني مشترك، تلتف حوله كل جماهير شعبنا وقواه الفاعلة في الداخل المحتل وفي الشتات".
وأضاف: " نحن في الجبهة الشعبية لا نعدكم بتقديم الهدايا والمنح الجامعية ، وإن كنا سنحاول أن نقدم ما نستطيع في هذا المجال، ولكننا نعدكم بأن نهديكم وعياً بحقوقكم، وأن نناضل معكم وبكم من أجل تحقيقها، فالدراسة الجامعية أصبحت من أثقل الهموم على كاهل الأسرة الفلسطينية ، وخاصة في قطاع غزة المحاصر والمفقر، مما يدفعنا للنضال من أجل حق التعليم المجاني لكل طالب وطالبة ، وخاصة أبناء الأسر الفقيرة ، الذين باتوا يحرمون من هذا الحق رغم تفوقهم، لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليفها الباهظة، نتيجة سياسة تسليع التعليم والاتجار به، لجني الأرباح ومراكمتها، وتوقف الدعم من قبل السلطة الفلسطينية لجامعات القطاع حتى أصبحت الجامعات المملوكة لمنظمة التحرير والحكومة لا تختلف عن باقي المؤسسات التعليمية التجارية".
وشدد في كلمته بأن الجبهة تؤمن بأن طريق الوحدة هو الطريق الوحيد القادر على استنهاض مشروعنا الوطني، وتعزيز مقومات صمود شعبنا في التصدي لآلة البطش الإسرائيلية، ولكافة المخططات والمشاريع التصفوية التي تستهدف طمس هويتنا الوطنية وتقويض مشروعنا الوطني، مشدداً في الوقت ذاته بأن الجبهة ستواصل تقدم الصفوف لاستنهاض عافية جماهير شعبنا، وتحريضها للنزول إلى الساحات والميادين في أوسع حراك جماهيري غاضب من أجل الضغط على طرفي الانقسام لإنهاء هذه الحالة اللاوطنية والمزرية، وإلى الأبد. وهي وحدها القادرة إن أرادت.
ووصف قرار الرئيس أبو مازن بخصوص وقف العمل بالاتفاقيات مع الاحتلال، أنه خطوة تُشكل مدخلاً مهماً يوفر مناخات إيجابية لمراجعة المرحلة السابقة، ويمهد الطريق لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي ، مؤكداً على ضرورة الدعوة العاجلة للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، لصياغة خارطة طريق قادرة على معالجة وتصحيح أوضاعنا الداخلية المأزومة، وإعادة الاعتبار لبرنامجنا الوطني التحرري، على أساس من التعددية والشراكة الحقيقية من أجل حشد وتوحيد طاقات وإمكانات شعبنا وقواه في مواجهة سياسات العدو التي تعمل على فرض وقائع لتكريس احتلاله لكامل الأرض الفلسطينية.
وفي ختام كلمته، جدد خليل تهنئته للطلاب الناجحين والمتفوقين ولذويهم، مؤكداً استمرار دعمهم ومؤازرتهم من أجل مواصلة درب النجاح والتفوق، موجهاً الشكر الجزيل لكافة العاملين في سلك التربية والتعليم، وفي مقدمتهم المعلمين الأفاضل ، لما يبذلوه كل عام من جهد ومثابرة من أجل إنجاح العملية التعليمية وتطويرها .
من جانبه، ألقى الطالب غسان جميل مزهر كلمة الطلبة المتفوقين، رحب فيها باسمهم بالسادة الحضور، متقدماً إلى الرفاق في الجبهة الشعبية بالمحافظة الوسطى بالشكر الجزيل على تنظيمهم هذا الحفل التكريمي لكوكبة من الناجحين والمتفوقين في الثانوية العامة بالمحافظة.
واعتبر مزهر أن هذه اللفتة الكريمة من الجبهة تُشكّل لهم دافعاً كبيراً للاستمرار من نجاح إلى نجاح، فهذا التكريم ليس مصدر اعتزاز لهم فحسب بل وإنما مصدر قوة يستندوا إليه في كل خطوة مستقبلية وموقف وقرار ينمي فيهم حب الوطن وقوة الإرادة والشكيمة.
وأهدى مزهر هذا النجاح والتفوق إلى أرواح شهدائنا الأبطال الذين أناروا لنا مسيرة التحرير ودروب النجاح، وإلى أسرانا البواسل وفي مقدمتهم القائد والمعلم والملهم والرفيق الذي غرس فيهم معاني الإرادة والصمود القائد أحمد سعدات.
كما أهدي هذا النجاح إلى روح أمه الغالية، مشيرا أنها لم ولن تغيب يوماً عن تفاصيل حياته ودائماً ما يجد بصمتها في كل خطوة نجاح يخطوها، كما أهدي النجاح إلى والده العزيز الذي لم يكل ولم يمل وسخر كل جهوده وكل الإمكانيات في مساندته للوصول إلى هذا النجاح، كما أهدي هذا النجاح أيضاً إلى كل أولياء الأمور الذين وفروا لهم كل سبل النجاح والتفوق لأبنائهم الطلبة في الوصول إلى سلم المجد.
وقال مزهر: " من وهج تاريخ جبهتنا المضئ، ومن شموخ جبال وطننا الجميل ننطلق إلى ميادين الجد والعمل لنقطف ثمار مرحلة طويلة متعبة ومرهقة ونحصد ما بذلناه من جهد لنواصل طريقنا لخدمة وطننا وجبهتنا، يجمعنا صدق الانتماء لهذه الأرض الطاهرة فهي رسالتنا السامية التي ولّدت فينا نفحات النجاح بعد عناء وجد واجتهاد لتحقيق أحلامنا الخاصة، كخطوة على طريق دعم مسيرة المقاومة والتحرير والعودة".
وجدد العهد باسم الطلبة بأن يحفظوا لفلسطين عهدها وأن يردوا الجميل لهذا الوطن، ولكل سواعد التضحية والتحرير بكل ما يملكون من سلاح العلم والمعرفة، متمسكين بالهوية الوطنية والجبهاوية ، معاهداً بتجسيد ما تعلموه داخل الجبهة على الأرض من النضال لأجل تحقيق مطالب الطلاب من كل أشكال الاستغلال والخصخصة والمتاجرة بمعاناتهم، وربط نضالهم بالنضال الوطني العام، والنضال المستمر من أجل إعادة الاعتبار للجامعات كصروح وطنية وملاذ للمقاومين والثوار.
كما عاهد بأن يكون الطلبة المتفوقين بذرة انتماء وحب وأمل في أرضنا فلسطين ومن أجل الجبهة التي قدّمت لهم الكثير من الدعم وغمرتهم بفيض من الحب والاهتمام، معرفاً عن ثقته بأن سواعد شعبنا وفي مقدمتهم الشباب والطلاب سيصلوا إلى اللحظات الهامة من تاريخ شعبنا والتي يترجموا فيها معاني النجاح إلى تحقيق حلم تحرير فلسطين من نهرها إلى بحرها.
وتخلل الحفل عدة عروض فنية، منها عرض مسرحي بعنوان ( حلم العرب) أداء وتقديم فرقة مسرح آفاق الجديدة، وأغنية فنية من أداء الفنان فضل اللي، وكورال بعنوان (البؤساء) من أداء فرقة كورال طلائع غسان كنفاني، وعرض دبكة تراثية أداء فرقة الدبكة التابعة لآفاق الجديدة.
وفى ختام الحفل تم تكريم الطلاب الناجحين بدروع متمنين لهم التقدم والازدهار وتحقيق الأهداف التي يتمنوها .