هكذا اختبر وزير الأمن الإسرائيلي "الكفاءة القيادية" للملك عبد الله!
القدس / سوا / كشف المعلق في صحيفة معاريف الاسرائيلية أفي بينيهو، الذي شغل منصب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن وزير الأمن الإسرائيلي السابق يتسحاك مردخاي أجرى زيارة سرية للأردن عام 1998 وقام بطلب من الملك حسين لاختبار "الكفاءة والقدرات القيادية"لابنه عبد الله.
وكان بينيهو حينها المستشار الإعلامي لمردخاي، ورافقه في زيارته للأردن ويروي تفاصيلها في مقالة نشرت في موقع صحيفة معاريف يوم السبت الأخير.
وحسب بينيهو توجه الملك الأردني حسين إلى مردخاي بالقول: "سيدي وزير الأمن، في المهبط خارج القصر تحط طائرتان. أطلب منك أن تحلق من هنا إلى الصحاري في منطقة الزرقا برفقة مساعديك ومستشاريك. ابني الكولونيل عبد الله قائد القوات الخاصة في الجيش الأردني يجري هناك تدريبات عسكرية. انطلق، سجل انطباعاتك وسأنتظرك هنا في القصرلتناول وجبة الغداء".
ويضيف: استجاب وزير الأمن لطلب الملك، وكان السياسي الإسرئيلي الأول والأخير، الذي دعي لمشاهدة تدريبات عسكرية لدولة عربية. ركبنا الطائرات وحلقنا شرقا. على التلة وتحت سقيفة انتظرنا الكولونيل عبد الله بزيه العسكري وسلاحه حاملا منظارا. وفي تدريات القوات الخاصة شاركت قوات مشاة وكوماندوز ومروحيات. وكان صوت عبد الله في جهاز الاتصال مقتضبا، حازما وواثقا.
ويتابع: وقفنا هناك متأثرين من الموقف، وفجأة هبطت أربع مروحيات في مكان قريب منا. خرج الطيارون ووقفوا إلى يمين الطائرات، وبإشارة من عبد الله بدأوا بالجري باتجاهنا. ارتبك الحراس الإسرائيليون قليلا لكن نظرة الكولونيل هدأت من روعهم. توقف الطيارون على بعد متر واحد من وزير الأمن الإسرائيلي، أشار عبد الله لأحدهم أن يتقدم خطوة واحدة، سيدي الوزير، قال، إسمح لي أن أعرفك بشقيقي الأصغر الأمير فيصل قائد السرب". بعد ساعة عدنا إلى العاصمة عمان لتناول وجبة الغداء مع الملك والأميرين فيصل وعبد الله والأميرة عائشة.
ويتابع: بعد ذلك طلب حسين التحدث مع مردخاي على انفراد. "كيف كان انطباعك من ابني عبد الله؟"، سأل، "كيف يتصرف كقائد؟ هل يسير جنوده خلفه؟ فأبلغه الوزير الإسرائيلي بانطباعاته الإيجابية.
ويضيف: بعد أيام، سمعنا أن الملك حسين المريض عزل فجأة شقيقه حسن عن ولاية العهد، ونصب عبد الله بدلا منه. حينها فهمنا مغزى الزيارة النادرة. ويوضح: "تذكرت هذا الأسبوع تلك الزيارة الخاصة في أعقاب القيادة الشجاعة والتصميم الذين أبداهما عبد الله للانتقام لإحراق الطيار الأردني".