دعوة إسرائيلية للاستعداد لجولة قتالية بسيناريو جديد

جيش الاحتلال الإسرائيلي - ارشيفية -

وجه قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلي، اللواء تمير يدعي، انتقادات شديدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، واتهمه بأنه لم يعرّف التغييرات في قدرات "العدو" بتهديد الجبهة الداخلية أثناء الحرب، وأن هيئة الأركان العامة لم تأخذ هذه التهديدات بالحسبان من أجل الاستعداد لحالة الطوارئ.

وأشار يدعي في مقال نشرته المجلة العسكرية "بِين هَكْتافيم" (بين الأقطاب)، في عددها الصادر في شهر تموز/يوليو الحالي، إلى أن الجيش لم يستعد بالشكل الملائم "رغم أن اتجاهات التغيير في التهديد على الجبهة الداخلية معروفة للجميع"، وأن "علاقة الجبهة الداخلية مع باقي المقرات القيادية الرئيسية كانت منقوصة". وأضاف أنه منذ بدء مزاولته منصبه طرأ تحسنا معينا، لكن "قيادة الجبهة الداخلية لم تحل كافة المشاكل بعد، والطريق ما زالت طويلة".

وكان مراقب الدولة الإسرائيلي نشر تقريرا حول إخفاقات خطيرة في جهوزية قيادة الجبهة الداخلية، في آذار/مارس الماضي، وأنها تعاني من نقص شديد في وسائل الإنقاذ، وأن جاهزية كتائب قوات الاحتياط لذلك متدنية إلى متوسطة.

يدعي في هذا السياق أن قيادة الجيش الإسرائيلي تعلم أنه الحرب القادمة يمكن أن تشل قيادة الجبهة الداخلية، وأنه "لم يتم التعبير عن هذه المشكلة أثناء تقييم الوضع الذي جرى التدرب عليه في مناورات حربية مختلفة"، وذلك لأن "الجيش الإسرائيلي لم يفكر بأي مدى ينبغي أن تستعد قيادة الجبهة الداخلية لأن تحل مكان سلطات مدنية فاشلة، وما إذا كانت قيادة الجبهة الداخلية جاهزة لتحمل مسؤولية إخفاقات محتملة" لسلطات مدنية. وفقاً لما أورده موقع "عرب48"

وأضاف يدعي أنه لدى توليه منصبه، في آب/أغسطس 2017، اتضح له أن قيادة الجبهة الداخلية قد تكتشف أن لا صلة لها بالواقع أثناء الحرب "إذا لم تغير بصورة جوهرية استجابتها لعمليات تخليص وإنقاذ وقدرتها على المساعدة في منع انهيار أجهزة مدنية وقت الطوارئ".

وقال إنه في أعقاب التطور التكنولوجي في الأذرع البرية والجوية والبحرية والاستخبارية في الجيش، "شعر بحجم الإهدار حتى الآن، وهذا التغيرات تجاوزت قيادة الجبهة الداخلية".

وأشار يدعي إلى أنه "منذ العام 2006 (حرب لبنان الثانية) طوّر العدو منظومات القذائف الصاروخية بأحجام كبيرة، والقادرة على إطلاق رشقات بحجم واسع ومتواصل إلى كافة الأراضي الإسرائيلية". ولذلك "فإن هذه القدرات جعلت العدو يطور مفهوما بموجبه لا يتم تفعيل النيران لغرض الإرهاب والتخويف فقط، وإنما بهدف شل الجبهة الداخلية وإرغامها على البقاء في الملاجئ لفترة طويلة، وشل مطارات وموانئ والتغلغل من غلاف الدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي".

لكن الجيش والحكومة في إسرائيل يقولون، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس"، اليوم، إن "حزب الله لم يحقق حتى الآن إنجازات بارزة في دقة صواريخه". لكن السيناريو الذي يطرحه يدعي في مقاله يولي أهمية لتطورات كهذه لدى حزب الله. وكتب أن "جيوش الإرهاب من حولنا تطور قدرات هجومية دقيقة. وغاية هذه القدرات شل أهداف حيوية في مجال الاقتصاد المدني، مثل الكهرباء والماء، وكذلك في مجال الجبهة الداخلية العسكرية، أي مواقع الاستخبارات ووحدات الدفاع الجوي". وأضاف إلى ذلك تهديدات السايبر، مشددا على أن "سيناريو القتال في عدى جبهات بالتوازي، في قطاع غزة والشمال، بات، أكثر من الماضي، سيناريو معقول ينبغي الاستعداد له". ورأى أن احتمال أن يتمكن حزب الله أو تنظيم مسلح آخر من شل الجبهة الداخلية الإسرائيلية من خلال الدمج بين قتل فوق الأرض وتحت الأرض "سيطمس أي إنجاز عسكري (إسرائيلي) في أراضي العدو".

وأضاف أن قتالا كهذا سيحدث "منذ مراحل الحرب الأولى وفي كافة الأراضي الإسرائيلية"، ولذلك سيشوش الحدود بين الجبهتين الداخليتين العسكرية والمدنية، ودعا إلى تحسين التعاون بين الجبهة الداخلية والجبهة الحدودية بأقرب وقت. وشدد على أن "الفصل التقليدي، الذي بموجبه قيادة الجبهة الداخلية تعني بالجبهة الداخلية والجيش الإسرائيلي يحسم الحرب في الجبهة الحدودية، لم يعد ساري المفعول".

يدعي عن "إنجازات" ادعى أنه حققها في الفترة الأخيرة، وكتب أن "المفهوم الجديد كشف حفنة من فضائله خلال جولة القتال في أيار/مايو 2019" بين إسرائيل و حماس في قطاع غزة. "في هذه الجولة نجحنا في قيادة الجبهة الداخلية بوضع صورة قومية عامة للجبهة الداخلية، في غضون ساعات. وقادة الألوية والمناطق في قيادة الجبهة الداخلية حصلوا، بواسطة تطبيق إلكتروني، على توصيات محددة لسياسة الدفاع في كل واحد من آلاف الأحداث التي جرى التخطيط لها في إسرائيل. لكن التغيير الثقافي بهذه الروح في قيادة الجبهة الداخلية ما زال في بدايته".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد