في حوار خاص مع سوا

خاص: الحية يكشف عن لقاء عقد بين اشتية وقادة من حماس في تركيا وينفي اعادة تشكيل اللجنة الإدارية

خليل الحية

تحدث عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، خلال حوار خاص مع وكالة (سوا) الاخبارية، عن مستجدات الوضع الفلسطيني في ملفات عديدة أبرزها المصالحة الفلسطينية والتفاهمات مع الاحتلال الإسرائيلي وملف صفقة تبادل الأسرى وعلاقة الحركة مع الإقليم.

وكشف الحية لسوا النقاب عن لقاء ودي جرى بين قادة من الحركة في تركيا ورئيس الوزراء محمد اشتية بعد تشكيل الحكومة، عرضت خلاله حماس موقفها من ملف المصالحة.

وقال الحية إن حماس تمد يدها لتحقيق المصالحة الفلسطينية على أساس كل الاتفاقيات التي وقعت سابقا، مضيفا أن "الوحدة الوطنية تحتاج إلى قرار وإرادة من الإخوة في حركة فتح والرئيس محمود عباس ".

وأضاف الحية : "عرضنا موقفنا على اشتيه في لقاء خاص جمعه بقيادات من حماس في تركيا بعد تشكيل الحكومة، ضمن لقاء ودي وكأصدقاء بعيدا عن المسميات"، موضحا أن "اشتية استمع لشرح مطول من قبلنا وحمل الرسالة لكنه ذهب ولم يعد".

وأكد الحية أن "حماس لا تمانع ان يأتي الرئيس أبو مازن إلى غزة ، لنجلس سوياً بكل مكونات الشعب الفلسطيني ويأتي الأمناء العامون للفصائل وننسق مع مصر ليأتوا هنا ونطرح كل القضايا".

ونفى الحية اعادة تشكيل اللجنة الادارية في غزة، قائلا: "منذ أن أعلنّا حل اللجنة الادارية الحكومية في 2017 لا يوجد ما يسمى لجنة ادارية، متابعا إن "الإدارات والوزارات تدير شأن العمل الحكومي أمام حالة الفراغ، ونحن نشجعهم ونتابع معهم ونشد على أياديهم".

وحول التفاهمات في غزة، قال الحية إنها قائمة وتسير بشكل معقول، لافتا إلى أن حركته تعلم أن هناك تلكؤ من جانب الاحتلال، وهي تتابع الأمر مع الوسطاء لإلزامه على تنفيذها.

وبشأن ملف صفقة تبادل الأسرى، أشار الحية إلى استعداد وجاهزية حركته لإبرام هذه الصفقة، مستدركا : "لكن الاحتلال غير جاهز وحتى الان غير معني بها".

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته "سوا" كاملا:

أين وصلت التفاهمات مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل جولات الوسطاء على مدار الأيام والشهور الماضية؟

مسيرات العودة فعل شعبي سلمي جسدت الحالة الوطنية في قطاع غزة باعلي درجات الوطنية العليا وانعكاساتها العامة التي عندما صُممت هذه المسيرات كانت تهدف بالدرجة الاساسية لبعدين: بعد سياسي وطني عام لنقل القضية الفلسطينية إلى المجتمع الدولي والاقليمي والمحلي؛ لأنه كان هناك ظروف ومحاولات لطمس القضية الفلسطينية ولذلك سميت مسيرات العودة لإعادة احياء القضية الفلسطينية من جديد، ثم الشق الآخر وهو كسر الحصار.

نحن ندرك أن الذين اتخذوا قرار حصار غزة وحصار المقاومة ما زال قرارهم ساريا ولكن نحن ننتزع بصمود شعبنا وفعلنا المقاوم الشعبي والسلمي شيئا من حقوقنا التي سلبها الاحتلال، لذلك هذه المسيرات أنتجت بعد الفعل السياسي والشعبي والميداني ما أسميناه نتائج ايجابية في موضوع الزام الاحتلال بتفاهمات تعود بالنفع على شعبنا الفلسطيني، والتخفيف من معاناة شعبنا على طريق كسر الحصار، وبالتالي جاءت ما أطلقت عليه اسم التفاهمات، وهي إحدى النتائج الايجابية من مسيرات العودة لذلك نقيمها في هذا الجانب والمضمار.

التفاهمات أنجزت مسارات متعددة من الانجازات، أولا الزمت الاحتلال بأن يسمح ويفسح المجال للأشقاء والمحبين لشعبنا الفلسطيني لاغاثة الشعب الفلسطيني دون معوقات، ونضرب على سبيل المثال أشقاءنا في مصر وقطر على وجه الخصوص، فمصر التي بادرت مشكورة بفتح مجال البعد الاقتصادي والتجارة مع غزة، بلا شك هذا خفف من معاناة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة إلى أبعد مدى.

أيضا أشقاؤنا في قطر الذين يدفعون منذ شهر اكتوبر الماضي وحتى الان 30 مليون دولار لغزة، إن كان وقودا أو أموال للفقراء أو للميزانية التشغيلية أو لشيء من الرواتب، وإن كان موضوع الرواتب فيه إشكالية، هذا بلا شك يعود بالنفع على قطاع غزة.

هذه التفاهمات رفعت اليد أو جزء من المنع الصهيوني، لذلك نحن نقدم شكرنا في مصر وقطر على مساهمتهم للتخفيف من معاناة شعبنا الفلسطيني.

الجوانب الأخرى التي شملتها التفاهمات ، إن كان بموضوع الكهرباء، نحن ذاهبون باتجاه نقلة نوعية ليس فقط من خلال شراء الوقود، بل هناك مشروع حل مشكلة الكهرباء حلا استراتيجيا وهو ما يسمى (خط 161)، وتحويل المحطة إلى الغاز، ونأمل أن يتم الانجاز في مدة منظورة، ونحن على موعد في غضون سنة أن يتم انجاز خط 161، وإن شاء الله الخطوات الاولى بدأت، ولكن فيها تلكؤ وبطئ من جانب الاحتلال، ونحن على يقين أنه بالمتابعة منا والاخوة الاشقاء في قطر سننجز هذا الموضوع .

على الصعيد الاخر العامل التشغيلي " تشغيل العاطلين عن العمل" نتكلم عن حوالي 10 الاف مواطنا حاليا ضمن التشغيل المؤقت ب المنحة القطرية ، ونتكلم أيضا عن ما يقرب من 6 مليون دولار تدفعهم قطر شهريا للفقراء والأسر المستورة ، وذلك ينعكس ايجابا على شعبنا الفلسطيني.

أيضا على صعيد مشاريع المواد الممنوعة هناك ضغط على الاحتلال، ويوجد تقدم بطيء في هذا الموضوع ، وموضوع المناطق الصناعية أيضا يوجد به تقدم بطيء.

بالمجمل التفاهمات قائمة وتسير بشكل معقول، ونحن نعلم أن هناك تلكؤ من جانب الاحتلال ونتابع مع الوسطاء والاشقاء لإلزام الاحتلال بذلك، ومن هنا نحن نقول أن المسيرات مستمرة ، والتفاهمات قائمة ونحرص بكل ما أوتينا من قوة لإلزام الاحتلال بذلك، وإن شاء الله نصل إلى حالة كسر الحصار إلى الابد عن شعبنا الفلسطيني.

نحن نتمنى من اخواننا في السلطة بالضفة الغربية أن يرفعوا الحصار والعقوبات التي فرضت على قطاع غزة منذ عام 2017، والتي لا تقل أهمية عن حصار الاحتلال؛ لأننا نتكلم عن ما يزيد 30 مليون دولار امتنعت السلطة من دفعها إلى غزة منذ 2017 وهذا جعل شرائح متعددة من الموظفين والفقراء وأسر الشهداء والأسرى والجرحى كانت أسرا مرتاحة عفيفة، واليوم عندما قلصت رواتبهم أو قطعت تفاقمت معاناتهم، ونأمل من اخواننا أن يستمعوا لمنطق العقل والوطنية في ظل التلكؤ والتنكر لكل حقوقنا الوطنية.

س: هل عامل الوقت ومماطلة الاحتلال سيلعب دورا مؤثرا في تصاعد الأمور؟

الاحتلال يمر بظروف سياسية معينة تدل على فشله وضعفه، وهو بكل ما يؤتى اليوم من امكانيات دولية، وللأسف اقليمية من تطبيع، لكنه يفشل في تشكيل حكومة بعد انتخابات وربما يفشل لاحقا، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على هشاشة هذا الكيان؛ لأنه كيان ظالم نشأ على أنقاض شعب قائم على أرضه لذلك هذا الاحتلال ليس مرشحا له البقاء والصمود لأنه يقوم على أساس الظلم والطغيان.

طبيعة الاحتلال التلكؤ والتهرب وعدم اعطاء الحقوق، ولكن وظيفتنا نحن أن نصر على انتزاع حقوقنا، هذا هو المسار والهدف الذي نعمل به من خلال القوى الوطنية وقيادة مسيرات العودة بكل عقلانية وبراعة في ادارة العملية.

نحن ندير عملا شعبيا مقاوما سلميا ضد الاحتلال لانتزاع بعض من حقوقنا، ولا نريد أن ننجر إلى حالة من التصعيد غير المحسوبة، لكن اذا كان الاحتلال يرغب في شن عدوان على قطاع غزة لأسباب داخلية سيرى غزة بكل مكوناتها صامدة صابرة ترد على هذا العدوان بكل قوة، ومن خلفنا مقاومة باسلة راشدة قوية لا تهاب ولا تخشى أن ترد العدوان عن شعبنا.

س: هل ترى أن حركة حماس تعيش حاليا في مأزق بسبب تزايد الضغوطات على قطاع غزة من عقوبات تفرضها السلطة واستمرار الحصار الإسرائيلي؟

المنطقة كلها تعيش في أزمة والقضية الفلسطينية تمر بظروف صعبة من حالة الاستهداف لاجتثاثها بعصف كل القوانين والقرارات الدولية عبر 70 سنة التي كانت تنصف الشعب الفلسطيني اليوم تمر المنطقة والقضية بظروف بالغة التعقيد.

للأسف الادارة الامريكية الصهيونية أكثر من الصهيونية نفسها ذاهبة باتجاه تصفية القضية الفلسطينية، ولذلك حماس والمقاومة ربما كبرنامج يعيش في ظروف أفضل من برنامج التسوية الذي سوق الوهم والفراغ.

اليوم المقاومة تجد لها أنصار وهي الرد الطبيعي على كل حالة الفراغ والوهم الذي سوقه أوسلو، وهذا النموذج الذي كان ضد ارادة الشعب والمنطق.

المقاومة بعناوينها هي الخيار الطبيعي والرد الأمثل لهذه الحالة ولذلك برنامج حماس كبرنامج مقاومة يعيش في حالة احتضان شعبية، وتصاعد في حالة احتضان قوى اقليمية مهمة في المنطقة تقول للمطبعين والذين يريدون أن يستبيحوا المنطقة للاحتلال لا، فالمنطقة يجب ألا تنهار أمام هذه الارادة، وبالمقاومة والممانعة نكسر حدة هذا الاستهداف.

لذلك حماس تعيش في هذا الجو العام، ولكن ربما نمر في ظرف مالي صعب وهذا صحيح ، وربما نمر في ظرف سياسي، ولكن المنطقة الان تتمايز بين منطقة تفتح أبوابها للتطبيع والمشاريع الامريكية والاسرائيلية وبين اتجاه اخر يتعاظم ويقوى وينتصر للحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية وهو برنامج المقاومة، وحماس تعيش في قلب هذا البرنامج والمحور.

حماس اليوم وهي تعيش هذا الظرف أصبحت وكل مكونات المقاومة في شعبنا الفلسطيني والأمة أملا للشعب الفلسطيني والأمة من حالة الانهيار التي تعيشها الامة.

س: هل تعاني حماس من أزمة مالية كبيرة أثرت على مختلف مؤسساتها؟

بلا شك حماس تعيش في ظروف ليست غريبة وليست مخفية بسبب الحصار الاقتصادي وظروف المنطقة، وهناك ظروف موضوعية وظروف مقصودة، فحصار حماس ماليا واقتصاديا بدأ منذ سنوات طويلة، ولكن بسبب ظروف المنطقة بعد ما يعرف بثورات الربيع العربي، والانكفاء عليها والاشكالات التي تعيشها المنطقة، اثر بلا شك على هذه الروح، ولكن حماس صابرة صامدة وتتعايش مع هذه الظروف، وأنا أطمئن كل المراقبين والمحبين لحماس، أننا قادرين على تجاوز هذه المرحلة وتجاوزناها منذ سنوات طويلة وسنعمل بكل ما أوتينا من جهد على تجاوزها، ونقول للمحاصرين لن تستطيعوا حصار الشعوب والاحرار عندما تمد يدها لأصحاب الحقوق، فنحن شعب مظلوم وله قضية وحركة حماس في قلب هذا الشعب المظلوم، ولن تكون الأموال هي المعيق لنصرة شعبنا الفلسطيني.

الشعب الذي عاش منذ أكثر من 70 عاما مشرد في كل الأماكن لن تقف الأزمة المالية أمامه وأمام قوى المقاومة وحماس وشعبنا الفلسطيني، وسنتعايش مع كل الأزمات وسنتجاوزها لما يخدم قضيتنا وشعبنا نحو الحرية والانعتاق من الاحتلال والعودة واقامة دولتنا على أرضنا.

س: هل أجريتم تدوير للمسئولين في الوزارات والأجهزة الأمنية، وهل تم اعادة تشكيل اللجنة الإدارية؟

منذ أن أعلنّا حل اللجنة الادارية الحكومية في 2017 لا يوجد ما يسمى لجنة ادارية، والشأن الحكومي في غزة يدار بعد تنصل السلطة منه رغم كل ما فعلناه ومددنا يدنا لكل شيء وقابلوا كل التسهيلات والمبادرات برصاص وتفجيرات وتذرعوا بهذه التفجيرات التي استهدفت رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، ولم يتعاونوا معنا بغير ذلك، وتذرعوا بها لوقف ما يسمى يومها بذهن المصالحة وتحمل الحكومة

بلا شك الادارات والوزارات تدير شأن العمل الحكومي أمام تنصل الادارة الحكومية، ونحن نشجعهم ونتابع معهم ونشد على أياديهم، والموجودون في الادارات المتمثلون بالوكلاء وغير ذلك يديرون هذا الأمر أمام حالة الفراغ، ولا يوجد في غزة لجنة حكومية ولا غير ذلك، ولكن هناك شأن حكومي له مسؤولين في المؤسسات والجهات العليا، وهؤلاء يديرون الأمر أمام تنصل الحكومة وتراجع السلطة عن دورها، وزاد الطين بلة أنهم شكلوا حكومة غير شرعية ولا يعترف بها أحد.

س: الرئيس عباس دعا حماس مؤخراً لإتمام المصالحة على أساس اتفاق 2017، ما الذي يعيق إتمامها مع تزايد المخططات الأمريكية والإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية؟

إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية مسألة واجبة، والتحديات التي تقف أمام القضية الفلسطينية خاصة ما تسمى " صفقة القرن " ومؤتمر البحرين، تدعونا أن نذهب بكل قوة لتحقيق الوحدة الوطنية، ولكن للأسف الشديد الأخوة في حركة فتح وعلى رأسهم أبو مازن ما زالوا يعيشون في وهم واشتراطات الماضي، وكأن هناك سلطة يُمكن الخلاف عليها أو أن هناك نظام سياسي.

أبو مازن عصف بكل النظام السياسي الفلسطيني، فكان عندنا مجلس وطني متعارف عليه ومجلس مركزي، لكنه ذهب وعين مجلسا وطنيا ومركزيا وحكومة، وللأسف ذهب لخطوة وألغى المجلس التشريعي، وبقيت كل السلطات بيده والآن الشعب الفلسطيني كله يُدار بقلم أبو مازن والفريق المُصغر الذي حوله. القضية الوطنية والكل يُنادي، لكن كيف نذهب لوحدة وطنية؟.

للأسف أبو مازن تكلم عن إعلان اتفاق جزئي، تكلم عن آليات عمل لاتفاق مركزي وهو 2011 ولا يوجد به كل التفاصيل، وباعتقادي أن اتفاق أكتوبر 2017 انتهى، ولكن يوجد اتفاق الفصائل في يناير 2017، واتفاق نوفمبر في القاهرة، فلماذا تُصر حركة فتح وأبو مازن على الحديث عن اتفاق أكتوبر 2017؟

لأنهم يتمترسون تحت موضوع تمكين الحكومة لنذهب للخلاف "مكنا الحكومة جاء الوزير ذهب الوزير" نحن ذهبنا لهذا الاتفاق وسلمنا كل شيء ولم تقم الحكومة بواجبها، وهذا الاتفاق كان يخص حكومة الوفاق الوطني وهذه الحكومة لم تعد قائمة.

إذا ما أردنا لتحقيق وحدة وطنية علينا الذهاب لتطبيق كل الاتفاقيات بدءاً من مارس 2005 وانتهاءً بنوفمبر 2017 مروراً بـ 2011 بالقاهرة وأنا أتحدث عن اتفاقيات وقعت عليها كل الفصائل الفلسطينية، لماذا نذهب لاتفاق جزئي بسيط وانتهى مكانه؟ لأن كان له علاقة بحكومة الوفاق الوطني وانتهى دوره.

أنا أقول بكل وضوح المصداقية والإرادة الحقيقة تكمُن في تطبيق كل شيء الاتفاقيات وليس تفرداً واجتزاءً وهذا هو المنطق، ليس من حق حماس أن تقول أنا أريد هذا الاتفاق ولا أريد غيره.

تعالوا نطبق كل الاتفاقيات عندنا اتفاقيات متعددة بدءاً من مارس 2005 في القاهرة وانتهاء باتفاق نوفمبر 2011، نأتي بكل هذه الاتفاقيات ثم ما هي الآلية؟ الخطر داهم علينا جميعاً.

الآلية أن نأتي بكل الفصائل بالأمناء العاميين والإطار القيادي المؤقت ولجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية ويأتي أبو مازن ليرأسهم ونشرح القضية الوطنية وما يتوافق عليه هؤلاء نذهب له.

س: هل تعارضون زيارة أبو مازن إلى غزة؟

نحن نادينا مراراً وتكراراً وقلنا لأبو مازن أن يأتي إلى غزة، لنتحدث مع بعضنا البعض.

غزة هي أحد بقع الشعب الفلسطيني الآمنة لكل فلسطيني، ونحن لم نمانع يوماً من الأيام ولا نمانع أن يأتي الأخ أبو مازن إلى غزة، على أن يأتي ولنجلس سوياً بكل مكونات الشعب الفلسطيني ويأتي الأمناء العاميين للفصائل وننسق مع مصر ليأتوا هنا ونطرح كل القضايا ونتفق، فما المانع؟

نجتمع في غزة أو القاهرة أو في أي مكان، نحن طرحنا مراراً وتكراراً كل شيء وطرحنا أكبر من ذلك على الوسيط المصري سواءً في الغرف المغلقة أو غيرها.

الوحدة الوطنية تحتاج إلى قرار وإرادة من الإخوة في حركة فتح والأخ أبو مازن استشعاراً بحالة الخطر التي تمر به القضية الفلسطينية، فلنذهب نطرح كل شيء على الطاولة، ولنتفق على استراتيجية وطنية على كيفية إدارة القضية، والعلاقة مع الاحتلال والمجتمع الدولي وكيف نبني مؤسساتنا الوطنية ونعيد الاعتبار للوحدة الوطنية الفلسطينية وهذا ما نحتاجه اليوم.

سُعار المستوطنات أكل كل شيء اليوم، فالإدارة الأمريكية تعصف بكل شيء ولا تعترف باللاجئين ولا القدس ولا الأغوار والجدار وحتى لا تعترف بالضفة الغربية أنها أرض مُحتلة، وما زال هناك علاقة بين الإدارة الأمريكية وبين السلطة ونسمع أن رجل هنا وهناك من السلطة.

نحن نقول أن الوضع الفلسطيني يحتاج إلى المبادرة الآن للجلوس معاً ومعنا الأخ أبو مازن وحركة فتح وكل الفصائل ومكونات الشعب الفلسطيني، في غزة أو القاهرة أو بيروت في أي مكان أهلاً وسهلاً.

في شهر رمضان طُرحت عدة مبادرات وليس سراً أن نقول: الأشقاء في قطر عرضوا فكرة على أبو مازن للاجتماع بالفصائل لكن لم يتجاوب، ونحن عرضنا الفكرة على اشتيه في لقاء خاص بين بعض قيادات حماس واشتيه في تركيا بعد تشكيل الحكومة، ضمن لقاء ودي كأصدقاء بعيدا عن المسميات. وطرحنا على اشتية موقف حماس من كل القضايا، والرجل استمع إلى شرح مطول من قبلنا وحمل الرسالة لكنه ذهب ولم يعد.

هناك وسطاء آخرون ليس سراً أن نقول: في لبنان رئيس مجلس النواب اللبناني عرض فكرة على أن تستضيف لبنان حواراً وطنيناً جاداً برئاسة أبو مازن لكن لم نسمع جواباً، هناك دول تتوسط لذلك ما هو المطلب لذلك؟

نحن نقول الوحدة الوطنية مهمة وضرورية وأيادينا ممدودة لتطبيق الاتفاقيات الموقعة ولكن هذا يحتاج إلى بيئة.

هل يُعقل أن نتكلم عن وحدة وطنية ومازلنا نلاحق الشعب الفلسطيني والمقاومة في الضفة الغربية.

السجون الفلسطينية أصبحت باب دوار بينها وبين الاحتلال، وأصبحت مأوى للأحرار وفيها المعتلين السياسيين، ويتلذذ الأخوة في السلطة بالضفة الغربية بعذابات الناس، كل يوم يقطعون رواتب لأسر شهداء وغير ذلك وللأسف يقولون نحن لا نعاقب غزة.

في شهر 2 قطعوا رواتب 5000 أسرة فلسطينية بين موظف وأسرة شهيد وجريح كيف؟ هؤلاء الذين خفضوا رواتبهم من 50% إلى 30% كيف لا يعاقبواً هؤلاء الناس؟ ويجبرونهم على التقاعد المُبكر ويخصمون من رواتبهم، فماذا نقول عن ذلك؟

أيضا على صعيد وزارة الصحة ! نحن في الشهر السابع وما وصل من السلطة إلى نصيب غزة لا يُقدر 5% حسب معلوماتي ويمكن أن يكون أقل، أين المال الذي يأتي؟

غزة "بقرة حلوب" للسلطة الفلسطينية من خلال المقاصة ولذلك هناك أرضية يجب أن تكون وأن نذهب إلى حالة وفاق لأن الخطر قاتل ومدمر للقضية الفلسطينية.

هل يعي إخواننا في حركة فتح والأخ أبو مازن المخاطر المُحدقة علينا، فلنذهب إلى وحدة وطنية حقيقية، نحن متفقون ضد صفقة القرن فما هي الإجراءات العملية؟ الآن أبو مازن قال نحن نفكر بوقف التعامل بالاتفاقيات مع الاحتلال ما يعني ذلك؟ يعني ذلك خطوات عملية على الأرض، هل يكفي الإعلان.

آلا يحتاج هذا الاعلان إلى روح وطنية نتعامل مع بعضنا كيف نواجه المستقبل؟ فإذا أنت أعلنت ذلك أليس من المتوقع أن تنهار السلطة الفلسطينية أو أن تتعرض القضية إلى خطر!

لماذا حالة التفرد وحالة الإقصاء وعدم مشاورة أحد؟ وهذا هو بيت القصيد، هناك عقلية التفرد والإقصاء هي التي تحكم وللأسف نحن في ظروف صعبة بالغة التعقيد ونأمل أن يستجيب الأخوة في حركة فتح وأبو مازن إلى نداء العقل والمنطق والوطن والحاجة فيسارعوا إلى ذلك.

س: كيف تقييم علاقة حماس مع مصر وإيران والدول العربية، وكيف تستطيع الحركة التوازن في العلاقات في ظل إقليم متناقض؟

منذ أن نشأت حماس قامت ببناء سياستها على قواعد واضحة، أولاً آلا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهذا واضح وجسدت حماس المسار حقيقي ونحن نفخر بهذا المسار.

المسار الثاني، أن تكون علاقاتها منفتحة مع كل المكونات المتناقضة وكل مكونات العالم إلا الاحتلال، فبابنا مفتوح لنتعامل مع كل العالم مباشرةً إلا الاحتلال فلا تعامل بيننا وبينه.

ثالثاً نتعامل مع الجميع على قاعدة خدمة القضية الفلسطينية ومقاومة الشعب الفلسطيني دون أن تكون علاقتنا مع دولة ضد الدولة الأخرى.

كنا في السابق نزور إيران ونزور السعودية ونزور مصر ونزور الإمارات ونزور قطر ونزور تركيا ونتعامل مع الجميع والكل مُقر بهذه العلاقة ولم يكونوا منزعجين وإن أبدوا ملاحظات فكنا نبررها.

جلسنا مع الملك السعودي رحمة الله عليه الملك عبد الله وجلسنا مع قائد الثورة الإيرانية وجلسنا مع كل هذه المكونات ولم يكن هناك أي مشكلة وكنا نتلقى الدعم من كل هؤلاء بتفاوت.

اليوم الذي تغير هو الإقليم وليس نحن، التي تغيرت هي سياسات الدول ولم تتغير حماس، فما دخل الشعب الفلسطيني في هذه التناقضات نحن شعب تحت الاحتلال يريد أن يأخذ الدعم من كل مكونات الدنيا، خدمة لتثبيت الشعب الفلسطيني.

ولذلك نحن ندير علاقات مع ايران ولكنها قطعا وقولا واحدا لا نفكر ولا نقبل أن تكون ضد السعودية أو مصر أو الإمارات أو أي دولة اخرى.

نحن نعتز بعلاقتنا مع ايران، ومصر ونريد أن تكون علاقتنا مع السعودية جيدة ومع الإمارات والبحرين وقطر وكل مكونات الدنيا، ولكن علاقتنا مع دولة ليست ضد دولة اخرى، ولا نقبل أن تكون علاقتنا مع دولة ضد الدولة الاخرى، فنحن شعب محتل وحركة مقاومة تريد أن تتلقى الدعم والتأييد.

نحن كحماس وشعب فلسطيني لسنا جزءا من صراع المنطقة، وإذا قبل أحد ان يكون جزء من هذه المحاور نحن لن نقبل، نحن نريد أن نكون مع الجميع دون أن نحسب على محور ضد محور، ولكن نحن نعتز أننا بمحور المقاومة والممانعة ولكن نحن لسنا ضد ولا نعمل ضد دولة اخرى، لذلك هذه القواعد الثلاثة أو الأربعة سلمت حركة حماس من اية تناقضات، لذلك نسير فيها منذ أن نشأت حماس وحتى اليوم، لذلك علاقتنا مع مصر جيدة وأثبتنا للقاصي والداني أننا لم نعبث بالعلاقة الداخلية، والعلاقة مع مصر جيدة ومتطورة ونسعى لتطويرها، أيضا علاقتنا مع ايران جيدة ونسعى لأن تكون علاقتنا مع باقي الدول، ولم نقطع علاقة مع أي دولة.

ماذا عن العلاقة مع سوريا؟

هناك ظروف موجودة ولا نريد أن تبقى هذه القضية مطروحة وأنا أفضل على ألا أعلق على هذا الموضوع.

طرأ مؤخرا حديث عن صفقة تبادل مع الاحتلال وخرجت كتائب القسام برسالة مهمة قبل أيام، أين وصلت الامور في ذلك؟

حماس حريصة على انجاز صفقة تبادل لإخراج أسرانا من سجون الاحتلال، وهذا هو المسار الطبيعي الذي يفهمه الاحتلال وحدث ذلك مرات وتكرار من حماس وباقي الفصائل وحزب الله اللبناني.

نحن مستعدون وجاهزون لإبرام هذه الصفقة ولكن الاحتلال غير جاهز وحتى الان غير معني بها، والحكومة الإسرائيلية تكذب على شعبها، وتحاول أن تراوغ في المكان، وأن تستفيد من الوقت.

الوقت ليس في صالح الاحتلال، ولا في صالح من هم في أيدينا من جنود الاحتلال

كان واضحا من رسالة القسام أن الملف لن يبقى مفتوحا، هل يغلق الملف نهائيا

أنا أقول الاحتلال غير جاهز والحكومة الصهيونية تكذب، والأحزاب الإسرائيلية تتصارع على هذا الملف، لكن الاحتلال لم يتقدم بخطوة حقيقية تجاه هذا الملف، لذلك هم يحاولون أن يسوقوا الوهم على الشعب الصهيوني ، أنا أكرر أن الوقت ليس في صالح الاحتلال ولا في صالح من هم بيد القسام ويد حماس.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد