غزة: خريجون يعزفون عن العمل تحت بند "المياومة"

غزة / أحمد أبو عامر/ خاص سوا / لا تزال المشاكل التي يعاني منها مواطنو قطاع غزة تتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل تواصل فرض الحصار الذي اشتد بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، وعدم تمكن الحكومة من القيام بواجباتها تجاه غزة.

وتجلت آخر تلك المشاكل في عزوف بعض الخريجين عن العمل تحت نظام "المياومة" في المدارس الحكومية، نتيجة للخوف من عدم حصولهم على مقابل مادي لعدم توفر موازنات تشغيلية للوزارات في غزة.


لا أفق للرواتب


الخريجة (س. ط) اعتذرت عن العمل بعد أن اتصلت بها وزارة التربية والتعليم في غزة للعمل ضمن نظام العقد اليومي (المياومة).


وعزت الخريجة اعتذارها إلى عدم وجود أفق لحل أزمة الرواتب التي تطغى على مشهد الحياة في القطاع منذ أن تسلمت حكومة التوافق لمهامها.


وقالت الخريجة في حديث لـ(سوا): أنها بحاجة ماسة للعمل حتى ضمن نظام العمل اليومي ولكن عدم وجود أفق واضحة لحل أزمة الرواتب دفعتها للاعتذار.


وأضافت: لا يعقل أن أبذل جهداً لأشهر دون أن أتلقى مقابلاً لذلك، حيث أنني أعرف عدد لا بأس به من الخريجات اللواتي عملن على بند اليومي في الفصل الثاني من العام الدراسي الماضي، وحتى اليوم لم يتقاضن أي مقابل مادي مقابل ذلك.


وأشارت إلى فشل الخريجات في الحصول على مستحقاتهن منذ أشهر طويلة رغم مطالبتهن المستمرة يتلقون وعوداً منذ أشهر.


وتعهدت برفض أي عرض للعمل بنظام اليومي في الحكومة ما لم يكن هناك تطمينات حقيقة بصرف المستحقات مع نهاية انتهاء العقد.


إجازة بدون راتب


أما المعلمة (م. ن) فأكدت لـ(سوا) أنها بصدد تقديم إجازة بدون راتب من عملها، نتيجة عدم توفر رواتب لهم منذ أشهر طويلة، متسائلةً "ماذا تكفي الـ 1000 شيكل التي تصرف كل أكثر من شهر في ظل الأوضاع الصعبة التي نعيش.


وأوضحت أن تفكيرها وجهدها ينصب الآن باتجاه تقديم امتحان التوظيف المقبل في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين " الأونروا " وتنافس للحصول على وظيفية ثابتة أو عقد يومي، كون أن وكالة الغوث لا تتأخر في صرف رواتبها ولديها أمان وظيفي.


ولم تخف المعلمة (م. ن) قلقها نتيجة الاثار السلبية التي يتسببها التأخر في صرف الراتب سيما في تلبية الاحتياجات المنزلية.


وقالت ان أغلب تفكيرها ينصب في اتجاه تلبية احتياجات منزلها في ظل عدم توفر الرواتب، ناهيك عن قضية التفكير بالأمان الوظيفي للمعلم، فبعد كل هذه الأعوام التي عملت بها، يصنف كل موظف تعين بعد أحداث الانقسام بأنه "غير شرعي".


اعتبارات للعزوف


مدير عام الشئون الإدارية في وزارة التربية والتعليم بغزة "رائد صالحية" أوضح أن هناك عدة اعتبارات تدفع ببعض ممن تتاح لهم فرصة العمل بنظامي اليومي في المدارس الحكومة للاعتذار والتي من ضمنها التخوف من تأخر العائد المادي نتيجة للأوضاع التي يعيشها قطاع غزة.


وأشار صالحية في حديث لوكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الاثنين، إلى أن العقود التي تمنح لبعض الخريجين من وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" تأخذ جزءً كبيراً من الأشخاص الذين يكون لهم نصيب في العقود اليومية لدى وزارة التربية والتعليم.


وبين مدير عام الشئون الإدارية إلى أن من ضمن تلك الأسباب أيضاً هو بعد المسافة مكان الاقامة للشخص وللمدرسة التي يفترض أن يكون يعمل بها ضمن عقده، فمثلاُ الخريج الذي يسكن في الشجاعية ويكون له نصيب في العقد اليومي تكون المدرسة التي سيعمل بها في خانيونس وهكذا، وهو ما دفع البعض للعزوف عن العقد اليومي، ناهيك عن عدم مقدرة الوزارة دفع بدل ايجارات في هكذا حالات.


محاولات للتغلب على المعيقات


ولفت إلى أن وزارة التربية والتعليم تسعي مع وزارة المالية في غزة إلى التغلب على المعيق المادي، وقامت بحصر لأيام عمل من كان لهم نصيب على بند اليومي الفصل الماضي، وأرسلتها لوزارة المالية التي صرفت لجزء كبير ممن عملوا على بند اليومي، وجاري حاليا لاستكمال الاجراءات لصرف من لم يصرف له.


وحول "التثبيت" في الحكومة، شدد صالحية على أن الوزارة في غزة ليس باستطاعتها القيام بالتوظيف والتثبيت في ظل الأوضاع الحالية التي تعيشها غزة، مؤكداً أنه ما لم يكن هناك احداثيات للتوظيف، فإنهم سيبقون يعملون على بند اليومي لحل مشكلة الشواغر.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد