السيسي: مصر تحتفظ بحق الرد بالأسلوب والتوقيت المناسب
القاهرة / سوا / قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن "مصر تحتفظ بحق الرد وبالأسلوب والتوقيت المناسب للقصاص من القتلة"؛ تعقيبًا على إعدام تنظيم "داعش" في ليبيا 21 مسيحيًا مصريًا مختطفًا ذبحًا.
وأضاف السيسي، في كلمة متلفزة، في الساعات الأولي من صباح الإثنين: "أيها الشعب المصري الصامد أتقدم بخالص العزاء في شهداء الإرهاب الغادر، خالص العزاء في مصابهم، مصاب مصر كلها". وأضاف السيسى: "إننا في هذه اللحظات العصيبة، نشعر جميعًا كمواطنين مصريين بالحزن والألم والغضب".
ومضي قائلا: "مصر ودول العالم أجمع تواجه معركة شرسة مع تنظيمات إرهابية تتبنى ذات الفكر الإرهابي المتطرف وتتشارك في نفس الأهداف التي لا تخفى عن أحد"، مؤكدًا أنه "آن الأوان للتعامل معها جميعًا بدون انتقائية أو ازدواجية في المعايير".
ووصف السيسي الحادث بـ "الإرهابي"، قائلا: "هذا الإرهاب حلقة في سلسلة الإرهاب المستشري في العالم كله، ويفرض علينا استئصال جذوره وحماية العالم من انتشار سمومه"، داعيا إلى "الاصطفاف من أجل محاربة الإرهاب".
وتابع: "هذه الأعمال الجبانة لن تنال من عزيمتنا، وأن مصر التي هزمت الإرهاب من قبل لقادرة، بتصميم وإرادة شعبها العظيم، على دحره والقضاء عليه".
وأوضح أن "مصر تحتفظ بحق الرد وبالأسلوب والتوقيت المناسب للقصاص من هؤلاء القتلة المجرمين المتجردين من أبسط القيم الإنسانية". ووجّه السيسي الدعوة إلي مجلس الدفاع الوطني (أعلى هيئة وطنية للشؤون الأمنية) للانعقاد المستمر والتباحث حول القرارات والإجراءات المقرر اتخاذها حول الحادث.
وأشار السيسي إلى أنه وجه الحكومة بالوقوف إلى جانب أسر شهداء الإرهاب، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتخفيف من مصابهم، كما طالب الحكومة بالاستمرار في التنفيذ الصارم لقرار منع المصريين تماما من السفر إلى ليبيا في ظل هذه الأوضاع المتردية حفاظا على أرواحهم. ولفت إلى أنه وجه أجهزة الدولة المعنية بـ"اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتأمين وتسهيل عودة المصريين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن".
وكلّف السيسى وزير الخارجية، سامح شكرى، بـ"السفر فورًا إلى نيويورك؛ لإجراء اتصالات عاجلة مع كبار المسؤولين في الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن، والمشاركة في القمة الدولية حول الإرهاب، من أجل وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته واتخاذ الإجراءات العملية الكفيلة التي تتفق مع ميثاق الأمم المتحدة، باعتبار أن ما يحدث في ليبيا يعد تهديدًا للسلم والأمن الدوليين".
وتستضيف الولايات المتحدة قمة في 18 فبراير/ شباط الجاري لبحث سبل "محاربة التطرف في العالم".
وفي السياق نفسه، قال بيان للرئاسة المصرية إن "مجلس الدفاع الوطني نعي شهداء مصر الأبرار، الذين سقطوا ضحية أعمال إرهابية خسيسة، ويؤكد لذويهم وللشعب المصري العظيم أنه سيثأر لدمائهم الغالية". وأوضح البيان أن مجلس الدفاع الوطني ينغقد برئاسة السيسي، وبحضور كل من رئيس مجلس الوزراء (إبراهيم محلب)، ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية والمالية، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس المخابرات العامة، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، ورئيس هيئة العمليات، ومدير المخابرات الحربية. وأشار البيان إلى أن "اجتماع مجلس الدفاع الوطني ما زال منعقدًا حتى الساعة".
ومجلس الدفاع الوطني الذي اجتمع أكثر من مرة منذ تولي السيسي الرئاسة في يونيو/ حزيران الماضي هو المجلس المكلف بالنظر في الشئون الخاصة بوسائل تأمين البلاد وسلامتها، وأغلبية أعضائه من العسكريين، ويضم رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب ووزير الدفاع وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة ويترأسه رئيس الجمهورية، طبقا لقانون صدر في فبراير/ شباط 2014.
ويختلف مجلس الدفاع الوطني عن مجلس الأمن القومي حيث يختص الأخير بإقرار إستراتيجيات تحقيق أمن البلاد وخطط التنمية وحماية هوية الدولة.
وأظهر تسجيل مصور بثه موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب"، مساء الأحد، إعدام تنظيم "داعش" في ليبيا 21 مسيحيا مصريا مختطفا ذبحا.
وفي بيان للرئاسة المصرية، في وقت سابق الأحد، نعى السيسي "شهداء مصر الذين سقطوا ضحية الإرهاب الغاشم"، معربا عن "خالص التعازي للشعب المصري في مصابه الأليم"، داعيًا لاجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني، الذي انعقد في وقت سابق .
وفقًا للبيان، أعلن السيسي الحداد العام رسميًا في البلاد لمدة 7 أيام ، وسط إدانات عربية ودولية للحادث.