قضايا نقابية ومهنية على طاولة المناظرات
ثلاث مقولات انعقد حولها اليوم دوري مناظرات الاطر والمؤسسات الصحفية الذي ناقش قضايا نقابية ومهنية في مستهل الدوري الودّي الذي نظمته مؤسسة فلسطينيات بالتعاون مع أولف بالمة السويدية وبمشاركة 6 أطر صحفية.
وفي مستهل الدوري قالت وفاء عبد الرحمن مديرة مؤسسة فلسطينيات في كلمة عبر سكايب إن هذا الدوري مختلف عن دوري مناظرات الجامعات فكل فريق يحمل المقولة التي يؤمن بها فعلياً ويدافع عنها، وكان التدريب المشترك لهذه الأطر بهدف تحقيق التقارب بين الصحافيين والصحافيات لبناء شراكة استراتيجية تخدم العمل الصحفي.
وأوضحت أن مؤسسة فلسطينيات تقدمت بمبادرة لتوحيد الجسم، فموقفنا واضح أن النقابة واحدة والمبادرة تطرح ضرورة وجود لجنة حكماء تنظر في عضويات المنتسبين للنقابة، وأضافت أن الكثير من الصحافيات والصحافيين يظلمون بينما تتعدد الكتل والأجسام الصحفية،
وكانت عناوين المقولات الثلاث: "هذا المجلس يرى أن تعدد الكتل والأجسام الصحفية أضر بمصالح الصحافيين" وكانت بين فريق نادي الاعلاميات مؤيد وفريق منتدى الإعلاميين الفلسطينيين معارض، والمقولة الثانية " المناكفات السياسية أضعفت دور النقابة" أيدها فريق فلسطينيات وعارضها الصحفي الديمقراطي، والثالثة " هذا المجلس يرى أن المعطل الأساسي لوحدة النقابة هي سياسية الاحلال بديل الشراكة بين فتح و حماس "، أيدها التجمع الإعلامي الديمقراطي وعارضها التجمع الإعلامي الفلسطيني.
في المناظرة الأولى دفع الفريق المؤيد للمقولة بحججه المؤيدة لأن تعدد الكتل والأجسام الصحفية أضر بمصالح الصحفيين، إذ خدمت هذه الأجسام فئة معينة هي المنتمين لها وليس الكل الصحفي، وأيضاً فإن الكتل والأجسام الصحفية تعبر عن مصلحة الحزب السياسي الذي لا تمثله وهي بالتالي لا تعكس الحالة الديمقراطية التعددية التي يطمح لها الكل الصحفي، وهي بالتالي لا تقوم بتجسيد أهداف نقابية ولم تعزز النوع الاجتماعي، صحيح أن التنوّع إيجابي وحق مكفول وفقاً لقانون نقابة الصحافيين ولكن نتحدث عن واقع تأثر بشكل مباشر بالانقسام وأثّر على عمل وتشكيل هذه الأطر الصحفية.
بدروه دفع الفريق المعارض لحججه المؤكدة أن تعدد الكتل والأجسام الصحفية كانت في مصلحة الصحافيين، فهي لا تنافس النقابة ولم يطرح أي جسم منها نفسه كبديل لها، والنقابة نفسها تلتقي بهم وهناك تعاون مشترك، فكيف تتعاون النقابة مع أجسام يمكن أن تشكّل خطراً عليها، كما أن هذه الأطر كان لها مواقف مشتركة مع النقابة من بينها رفض البطاقة التي حاول إصدارها مكتب الإعلام الحكومي وإصدار بيان مشترك حول رفض ورشة البحرين، بالتالي فأن دورها تكميلي مع النقابة بدليل وجود إطار تنسيقي للكتل مع النقابة.
وفي المناظرة الثانية أكد فريق فلسطينيات المؤيد للمقولة أن المناكفات السياسية أضعفت دور النقابة، فإن الشعب الفلسطيني الذي تأثر بالمناكفات السياسية وألقت بظلالها على العمل النقابي الصحافي، في الوضع الطبيعي يفترض أن تضم النقابة كل الأطر الصحفية، ولكن في حالتنا غابت الأحزاب الإسلامية غير المنضوية في إطار منظمة التحرير وهذا يدل على أن القرار سياسي ناتج عن مناكفات بينما لم تتمكن النقابة من حل مشاكل الكثير من الصحافيين كما حدث عندما تم اعتقال صحافيين أثناء حراك بدنا نعيش، وأدت المناكفات إلى انشقاق داخل النقابة نفسها ما حذا بأحد أفراد الأمانة العامة للانشقاق والخروج بفيديوهات مناهضة لنقيب الصحافيين، كما أن مجموع اللقاءات التي جمعت النقابة بالجهات الحاكمة صفر وهذا كل يثبت أن المناكفات السياسية أضعفت دور النقابة.
بينما رد فريق التجمع الصحفي الديمقراطي المعارض للمقولة بأن ما هو موجود ليس مناكفات سياسية إنما تعددية مطلوبة وقانونية، فالاختلاف أمر صحي يفرز خيارات متعددة، ولم يحدث أن تسببت التعددية في إضعاف دور النقابة، وإذا كانت المناكفات السياسية تتسبب في إضعاف النقابة فلماذا لم يحدث هذا في نقابات المحامين والمهندسين وغيرها، كما أن النقابة ساهمت في حل الكثير من مشاكل الصحفيين في الضفة والقطاع وهذا يثبت عدم وجود مناكفات تؤثر على عمل النقابة.
أما المناظرة الثالثة وهي بعنوان "هذا المجلس يرى أن المعطل الأساسي لوحدة النقابة هي سياسية الإحلال بديل الشراكة بين فتح وحماس"، فقد دفع الفريق المؤيد للمقولة التجمع الإعلامي الديمقراطي بحججه أن سياسة الاحلال في ترجمة فعلية للانقسام، كما أن تفرّد طرف بعينه في نقابة الصحافيين ألغى وجود الآخرين، صحيح أن طابع النقابة تعددي لكن الانقسام طال النقابة وأدى لتشكيل أجسام صحافية منافسة للنقابة، كما أن أوجه الإحلال تعددت منها رفض الاعتراف بساسة النقابة وتشكيل وحدة نقابية وتعزيز الانقسام والحزبية ونزعة الأنا والتصارع على استقطاب الصحافيين.
بينما دفع فريق التجمع الإعلامي الفلسطيني المعارض للمقولة إنه لا يوجد إحلال فحركة فتح تسيطر على الجزء الأكبر من النقابة وهذا غير منطقي، وعندما حاولت حماس السيطرة عليها عام 2012 فإن هذا الجسم زال فلماذا لم تعد النقابة، وإن انفراد أحد الأطراف بالنقابة وعدم وجود تيارين هما غير المنتمين لمنظمة التحرير الفلسطينية وهما فتح وحماس هذا لا يؤدي إلى إحلال، فدور النقابة ضعيف قبل وبعد الانقسام حين لم تكن حماس تسيطر.
وفي نهاية المناظرات قدم المناظرون والمناظرات والحضور مداخلات أكدوا فيها ضرورة توحيد نقابة الصحافيين والعمل على تقويتها، مع الأخذ بالاعتبار المبادرات التي تم تقديمها من قبل مؤسسة فلسطينيات وغيرها وصولاً إلى جسم صحفي قوي يضم الجميع ويعمل على أساس مهني متجاوزاً حالة الانقسام السياسي ويخدم جموع الصحافيين.