الهداف بغداد بونجاح يمنح بلاده كأس الأمم الافريقية
منح الهداف بغداد بونجاح الجزائر، أمس الجمعة، اللقب القاري الثاني في تاريخها ، أثناء تسديده هدف ساحق قبل انقضاء الدقيقة الثانية من المباراة النهائية لكأس الأمم الافريقية في كرة القدم، بعد تصديه لكرة السنغالي ساليف سانيه، وبهذا الهدف حصدت بلاده الكأس بجدارة.
وجاء ذلك أثناء تسديدة بغداد بونجاح التي ارتدت من المدافع السنغالي ساليف سانيه وسقطت "لوب" في مرمى الحارس ألفريد غوميس، والتي أشعلت روح الآلاف من المشاركين في إستاد القاهرة الدولي الذين لوحوا بالعلم الأبيض والأخضر، كما وانتظر الملايين من الجزائريين هذه الفرحة منذ نحو ثلاثة عقود.
حيث ساهم بغداد بونجاح مع العديد من "محاربي الصحراء"، في كتابة تاريخهم الخاص، كما علق مدربهم جمال بلماضي في تصريحات على هامش البطولة التي انطلقت في مصر في 21 حزيران/يونيو، وانتهت الجمعة بفوز الجزائر على السنغال بهدف ساحق، في استعادة لنتيجة مواجهتها في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة في الدور الأول.
يستعد بغداد بونجاح للتصدي للكرة في أحلك الظروف، كونه لا يتخلى عن أدنى فرصة قادمة له، بل يحاول بكافة الوسائل استعادة الكرة، وبدوره قال بلماضي ردا على سؤال حول التعويل عليه: "اخترت بونجاح لأنه يعمل كثيرا، هو الأصل في كل أهدافنا (في البطولة)، وسجل في التصفيات"، مضيفاً :"هو أحد أفضل الهدافين في العالم، هو هداف لا يقارن، يقوم بعمل هائل. إضاعته ركلة جزاء ضد ساحل العاج لا تثير قلقي".
الركلة الضائعة التي تحدث عنها بلماضي حصل عليها المنتخب الجزائري في مطلع الشوط الثاني لمباراته ضد ساحل العاج في الدور ربع النهائي، أضاع مهاجم السد الركلة حين كان منتخب بلاده متقدما بهدف نظيف، قبل ان يتمكن العاجيون من معادلة النتيجة وجر المباراة إلى الوقت الإضافي وبعده ركلات الترجيح، حيث أدى الحارس رايس مبولحي دورا أساسيا في ضمان عبور الجزائر (4-3).
لم يكمل بغداد بونجاح تلك المباراة، اذ دفع مدربه بلماضي بإسلام سليماني بدلا منه قبل نهاية المباراة بنحو ربع ساعة. منذ اللحظة التي أضاع فيه بونجاح ركلة الجزاء، تبدلت معالم وجهه، وبدلا من الابتسامة العريضة التي يعرف بها، حلت معالم القلق والحسرة.
زاد منسوب مشاعر التأثر على دكة البدلاء، حيث اعترى بغداد بونجاح الكثير من القلق والتوتر مع مرور الوقت وعدم تمكن زملائه على المستطيل الأخضر من معادلة النتيجة، فتوجه بيديه إلى السماء للدعاء، وحينما أطلق الحكم صافرته معلناً عبور الجزائر إلى نصف النهائي، جلس بونجاح إلى الأرض يبكي كالأطفال.
يختلف بونجاح عن غيره من لاعبي المنتخب. ليس نجما في انكلترا مثل رياض محرز لاعب مانشستر سيتي، أو اسما لمع في فرنسا مثل يوسف عطال لاعب نيس. بونجاح إبن بلده، من نادي رائد شباب غرب وهران، إلى اتحاد الحراش، ومنه عبر الحدود إلى تونس مع النجم الساحلي، وصولا الى ناديه الحالي السد القطري، حيث برز موهبته التهديفية الفتاكة.
ويشار إلى أن بغداد بونجاح سجل 39 هدفا في الدوري المحلي في قطر، في منصف شهر فبراير للعام الجاري، كما وسجل مساهمته بعودة السد إلى عرش الدوري القطري للمرة الأولى منذ ستة أعوام، كما ورأى فيه النجم السابق وصاحب الرقم القياسي في الأهداف المسجلة في أمم إفريقيا، الكاميروني صامويل إيتو، "أحد أفضل المهاجمين الأفارقة".
في الموسم الماضي، طبع في الذاكرة تسجيله سبعة أهداف من أصل العشرة التي سجلها فريقه في مرمى العربي في آب/أغسطس 2018، وفق إيلاف.
بعد هذا الأداء، اعتبر تشافي، النجم الإسباني السابق في السد الذي اعتزل بنهاية الموسم ليتولى تدريب الفريق بدءا من الموسم المقبل، أن بونجاح "لن يُنسى أبدا بفضل سباعيته التاريخية".
مع هدفه الثاني عشر مع المنتخب في 29 مباراة دولية، دخل بونجاح تاريخ محاربي الصحراء من الباب العريض، وانضم إلى شريف وجاني الذي سجل هدف الفوز بالنتيجة نفسها على نيجيريا في النهائي... قبل 29 عاما.
ويشار إلى أن بغداد بونجاح يسعى للتفكير في خطوة الانتقال إلى أوروبا، عقب كأس الأمم الإفريقية، في حال حصوله على عرض كبير ومؤثر ويستحق الانتقال.