بالصور: إطلاق مهرجان شاشات لسينما المرأة في فلسطين " أنا فلسطينية"

مهرجان شاشات لسينما المراة

أعلنت مؤسسة "شاشات سينما المرأة" إطلاق مهرجانها الحادي عشر في الثالث والعشرين من تموز (يوليو) 2019، حيث يتزامن افتتاح المهرجان في قطاع غزة في قاعة رشاد الشوا في الساعة الثانية عشرة ظهراً مع افتتاحه نفس اليوم على السادسة مساء في المسرح البلدي/دار بلدية رام الله ، حيث سيتوحد شطرا الوطن برؤية سينمائية لا تفرقها الحدود السياسية ولا الجغرافية.

يشمل "مهرجان شاشات الحادي عشر لسينما المرأة - أنا فلسطينية" 10 أفلام من إخراج مخرجات شابات فلسطينيات من الضفة الغربية، القدس وقطاع غزة، تبحث في البعد الذاتي للانتماء والهوية وتركز على تعبيرات متشعبة عن حيوات المرأة الفلسطينية المتعددة التي تعطي عمقاً إبداعياً وذاتياً لتصورات سينمائية حول العلاقة مع الأشخاص، الأشياء، المشاعر، الأماكن، الحكايات والعلاقات، إذ تركز الأفلام على إعطاء عمق شخصي لكيفية تعزيز المواطنة بأبعادها المكانية والزمانية وفضاءات احتمالاتها، وتعبر لنا ما الذي يمنح هذه الكلمات "أنا فلسطينية" بعداً ذاتياً لهذا الانتماء وتلك الهوية. هل هو رائحة البرتقال، هل هي حديقة في مسارنا إلى المدرسة أو الجامعة أو العمل؟ هل هو منزل قديم؟ هل هو معلم تاريخي؟ هل هي أغنية؟ وذلك بهدف التعبير والتعمق بالشعور بالهوية بعيداً عن الشعارات المستهلكة الهادفة لتقليصها، خاصة في هذا الوقت الذي تحاصر فيه الهوية الفلسطينية وتتعدد محاولات طمسها وإلغائها.

وتشكل أفلام "انا فلسطينية"، وفق ما وصل "سوا"، جزء من مشروع "يلاّ نشوف فيلم!" الذي تنفذه مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" في غزة ومؤسسة "عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة"، وهو مشروع ثقافي-مجتمعي ممتد على ثلاث سنوات بتمويل رئيسي من الاتحاد الأوروبي وتمويل مساعد من مؤسسة CFD السويسرية وممثلية جمهورية بولندا في فلسطين.

"يلّا نشوف فيلم!" بتعبيره عن المودة والديناميكية والمشاركة يشمل إنتاج عشرة أفلام، وإعطاء ستون منحة صغيرة لعروض سينمائية ثم مناقشتها لمجموعات مجتمعية مختلفة من المشاركين، بالإضافة إلى 600 عرض ونقاش سينمائي أخرى مفتوحة، و10 برامج تلفزيونية واحدة عن كل فيلم، وحملات إعلامية مستمرة على مدة المشروع.

ويستهدف "يلاَ نشوف فيلم!" جمهور واسع وفئات مجتمعية مختلفة، ويسعى من خلال هذه الأنشطة الثقافية السينمائية إلى تطوير قدرة الفئات المجتمعية المختلفة على النقاش والتفاعل المتبادل، وذلك بهدف تعزيز حرية التعبير والتسامح والسلم والمسؤولية المجتمعية وتماسك النسيج الاجتماعي، وبشكل يجعل تلك الفئات قادرة على المساهمة الفعالة في بناء مجتمع ديمقراطي يحترم التنوع وحقوق الإنسان، ويشارك بفاعلية في تحديد أولويات التنمية.

الأفلام العشرة تعبر عن الهم الفلسطيني الجمعي من خلال أساليب ولغات سينمائية متنوعة تشمل الرسوم المتحركة، الرقص التعبيري، القصص الشعبية والأساطير، كما اليوميات العادية، ففي فيلم "الراعية"، من إخراج فداء عطايا، تروي لنا المخرجة حكاية متخيلة عن منطقتي "وادي المالح وعين الحلوة" في الأغوار الشمالية، اللتان تتعرضان لتهديدات المصادرة والتهجير من قبل الاحتلال، كتعبير عن حياة المرأة الفلسطينية الراعية والمزارعة، التي تعيش ألم فقدان الأرض ومصادر المياه.

أما المخرجة أمجاد هب الريح في فيلم "أرض ميتة"، تسلط الضوء على شجن وألم امرأتين مزارعتين من قرية عانين في محافظة جنين فقدن ليس فقط أرضهن خلف الجدار، وحرمن من زراعتها أو البناء عليها، بل أيضاً حياتهما المتعلقة بتلك الأرض.

وفي قصة تتحدى خنق الجدار لمنطقة الرام تروي لنا المخرجة ميساء الشاعر رحلة "صبايا كليمنجارو" والفتيات الثلاث بعيداً عن الحدود والقيود العائلية ليتسلقن قمة جبل كليمنجارو في تنزانيا في رحلة جغرافية أصبحت رحلة نفسية في التعرف على الذات.

بينما تعرفنا المخرجة أسماء المصري على يوم في حياة أربع شابات صديقات في غزة وكيف يمضين يومهن في فيلم روائي سلس أصوله وثائقية، يظهر لنا الوجه الآخر للحياة الغزية بكل حيويتها وتنوعها بعيداً عن الحرب والدمار والانقسام.

أما في "كوفية" فتأخذنا المخرجة أفنان قطراوي إلى منحى آخر من خلال قصة فتاتين تطمحان إلى الفوز بمسابقة أفلام الموبايل وكيف تحولت كوفية إحداهن من رمز جامع يعبر عن الهوية الفلسطينية، إلى ضمادة لدماء سالت بسبب الانقسام.

ولكن الهوية الفلسطينية متجذرة مهما حدث ففي "خيوط من حرير" تسلط المخرجة ولاء سعادة الضوء على التاريخ والقصص والمعاني المطرزة في الثوب الفلسطيني منذ التهجير إلى الآن خاصة في حياة بدو بيت حانون، كرمز للاستمرارية الفلسطينية.

وتربط لنا المخرجة زينة رمضان في فيلمها "سرد" الضفة مع غزة من خلال تسجيلات صوتية لصديقتين كل منهما في مكان وذلك من خلال رسوم متحركة تعبر عن تبعات الاختناق الفعلي والوجودي لحياة شابة تسعى لإكمال تعليمها في ظل واقع شبه سيريالي.

أما في "ورق دوالي"، للمخرجة دينا أمين، تحكي لنا المخرجة قصة شخصية لها حول جدتها ذات الأصول السورية، والتي انتقلت للعيش في مدينة القدس بعد زواجها في فترة الستينات، لتصبح بذلك فلسطينية تقارع الاحتلال يومياً كأي فلسطينية أخرى.

أما المخرجة "آلاء الدسوقي"، تروي لنا هي الأخرى قصة جديدة عن "الغول" الذي لطالما سمعنا عنه من جداتنا، ليتحول غول الأساطير في الواقع الفلسطيني لحرب تخيف الأطفال وتخطفهم من عائلاتهم، فالغول لا يخيف أطفالنا، ما يخيفهم حقاً هي الحرب.

وأخيراً في فيلم "انا فلسطينية" للمخرجة فداء نصر، توثق لنا المخرجة تجربتها الشخصية وحياتها التي تعرضت للكثير من الضغوطات والقيود بسبب المجتمع وعاداته والاحتلال وسياساته، الأمر الذي جعلها تتمنى لو لم تكن فلسطينية ولكنها في النهائية تتساءل إذا لم تكن فلسطينية فماذا تكون؟

يأتي عرض أفلام "انا فلسطينية" العشرة ضمن مهرجان سينما المرأة - انا فلسطينية" الذي تنفذه مؤسسة شاشات سينما المرأة للسنة الحادية عشرة، ومن جانبها رأت علياء ارصغلي، مديرة "شاشات" والتي أشرفت على إنتاج الأفلام أن المهرجان الحادي عشر هو من الأهمية "ليس فقط لسينما المرأة في فلسطين ولكن للعمل السينمائي الفلسطيني ككل، لأن مهرجان شاشات لسينما المرأة في فلسطين هو المهرجان الأكثر استمرارية في فلسطين ببلوغه عامه الحادي عشر في هذه الدورة منذ انطلاقته في 2005، والمهرجان السينمائي الأكثر استمرارية أيضاً من مهرجانات سينما المرأة في العالم العربي، وهذا إنجاز كبير للعمل السينمائي الفلسطيني هي مكملة لرسالة مؤسسة "شاشات سينما المرأة" في دعم الإنتاج والإبداع النسوي الفلسطيني الشاب، وإتاحة الفرص لمخرجات شابات بأن ينتجن الثقافة السينمائية الفلسطينية."

ويشار إلى أن "شاشات" هي مؤسسة أهلية، تركز في عملها منذ تأسيسها في 2005 على سينما المرأة، وأهميتها، وأبعادها في تصورات عن ماهية النوع الاجتماعي. كما تركز شاشات على تنمية قدرات القطاع السينمائي الفلسطيني النسوي الشاب. وتعمل على إتاحة الفرص للمرأة للتعبير عن ذاتها، ودخولها إلى عالم الإبداع السينمائي من أجل صنع القرار في مجال الثقافة. وقد حازت مؤسسة شاشات على "جائزة التميز في العمل السينمائي" من وزارة الثقافة الفلسطينية في 2010.

مهرجان شاشات.jpg
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد