واللا: هكذا ستبدو المواجهة المقبلة في غزة

حدود قطاع غزة - ارشيفية

نشر موقع "واللا" العبري، اليوم الجمعة، تقريرا تطرق خلاله لسيناريو وشكل المواجهة المقبلة في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية.

وذكر التقرير أن الفرقة (162) في الجيش الإسرائيلي أجرت تدريبات تحاكي سيناريوهات المعركة القادمة مع قطاع غزة، على خلفية التحديات والوضع القائم في المنطقة.

وحسب التقرير فإن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي طلب زيادة الدقة واستخلاص العبر من حرب غزة 2014 قائلا:"نحن نريد أن نتأكد أن صاروخ الجيش يصيب البناية، في الوقت الذي يتواجد داخله مقاتلي حماس ، وليس عندما يكون المنزل فارغا".

وفيما يلي التقرير الذي أورده موقع واللا العبري كاملا:

في الخيام في مركز أرض التدريب في قاعدة تسئيليم، في منطقة مغلقة، تجمع مئات الجنود من الفرقة 162 بقيادة العميد ساعر تسور للتدريب على سيناريوهات الحرب التالية في قطاع غزة، تباهى بعض القادة في تلك الليلة بأنهم لم يناموا ثلاث ليال على التوالي لعبء الحرب على الجبهة الجنوبية، حرب تبدو مختلفة تمامًا عن عملية الجرف الصامد في عدة معايير، تشمل مناورة على الأرض ستصل إلى عمق الأراضي الفلسطينية في المرة القادمة.

لرئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي ثلاثة أهداف رئيسية:

قتل أكبر عدد ممكن من المسلحين، مع التركيز على قوات النخبة التابعة لحماس في فترات زمنية قصيرة وبأعداد لم يعرفها الجيش الإسرائيلي بعد، بهدف القيام بتدمير واسع النطاق للبنية التحتية، زيادة وتوسيع الهجوم من الجو ومن الأرض ومن البحر - ويطلب كوخافي ضمان أن قوات الجيش الإسرائيلي ستضرب بدقة الهدف وليس أهداف فارغة.

من الواضح تمامًا أنه يريد تقصير المعركة بعد 51 يومًا من القتال في عملية الجرف الصامد - سوف يضطر إلى بدء العملية التالية بأكبر قدر ممكن من الهجمات الواسعة على العدو.

لقد وضعت حماس تحديين كبيرين للجيش الإسرائيلي، الأول هو التحرك، تماما مثل الحزب اللبناني (كما يتضح في القتال في سوريا) ولذلك تبذل حماس جهود كبيرة لتحريك جميع قواتها وأنظمتها باستمرار وبهذا الشكل تمنع تدميرها، هذا التحريك السريع للقوات علي الأرض يذكرنا بالضرورة بتنظيم العصابات ولذلك هذا التكتيك من قبل حماس يضع تحديات كبيرة جدا أمام الاستخبارات والقدرة النارية التي يطلب منها أن تكون دقيقة.

والتحدي الثاني هو العالم التحت أرضي "تهديد الأنفاق"، هذا لا يعني بالضرورة الأنفاق التي تعبر السياج الحدودي إلى "إسرائيل" - لأن الجيش الإسرائيلي قدم حلاً هندسياً وتكنولوجيًا يتقدم وفقًا للخطط وأحبط نشاط الجناح الاستراتيجي لحماس - ولكن الأنفاق داخل عمق الأراضي الفلسطينية، تلك المخصصة لتحرك الخلايا من مكان إلى آخر دون أن يراها أحد، وإخفاء العبوات المتفجرة القوية وقاذفات الصواريخ، والمستخدمة كغرفة للعمليات العسكرية وأكثر من ذلك.

في الفرقة 162 قالوا خلال التمرين إن الخطط الإبداعية للجيش الإسرائيلي للمعركة المقبلة المحتملة في قطاع غزة ستحقق إنجازات عسكرية كبيرة لإسرائيل، بقيادة قائد لواء المدرعات 401 العقيد دودو سونغو، جميع القوات المدرعة، كتيبة من لواء جفعاتي، كتيبة من لواء الناحال، القوات الهندسية، وقوات المدفعية.

منذ البداية أصبح من الواضح للجميع أن ما كان في الجرف الصامد ليس ما سيحدث في المعركة القادمة، وقال الجنرال سونغو إن المناورة لن تكون هي نفسها على الإطلاق، أصبح هدف المناورة متعدد الأبعاد من حيث التهديدات.

من الجو (الحوامات والطائرات بدون طيار ومجموعات لجمع المعلومات الاستخبارية عن القوات وطائرات مسلحة، وقذائف الهاون التي ستهاجم ليس فقط الخط الحدودي أو مناطق بل ستقصف أيضا الدخول البري نفسه على مراحل، مرحلة أ ومرحلة ب) على الأرض (نيران مضادة للدبابات والقنص والعبوات المتفجرة وقوات النخبة) - وتحت الأرض (الأنفاق بأنواعها المختلفة).

من أجل مواجهة تلك التحديات، يتعين على الجيش الإسرائيلي دمج القوات الجوية والبرية والبحرية وقوات الاستخبارات، وبالتالي دعم الدخول البري بمعلومات استخبارية دقيقة وفي الوقت الحقيقي، وبنيران دقيقة.

وفقًا لما ذكره أحد كبار الضباط في الفرقة 162، فإن قوات الفرقة مجهزة بالفعل بوسائل لتحديد واكتشاف الحوامات، وبعضها لديه القدرة على اعتراضها (بقية الوحدات بصدد امتلاك وسائل لاعتراض الحوامات).

قال الضابط الكبير أيضًا أن هناك عددًا لا بأس به من الأنظمة المتقدمة التي لم يتم استخدامها أثناء عملية الجرف الصامد، وقد يفاجئ العدو في المعركة القادمة.

كانت عملية الجرف الصامد ذات معلومات استخبارية عالية - لكنهم عانوا من عدة نقاط ضعف أولاً وقبل كل شيء: طوفان من المعلومات الاستخباراتية التي لم يستفاد منها، ومن ناحية أخرى معلومات استخبارية مهمة تم حصرها في عنق الزجاجة ولم تصل في الوقت المناسب، كانت المرحلة الحرجة هي الإدراك: كانت هناك معلومات استخباراتية تم تداولها في المقر وفي غرف القيادة المتقدمة - ولكن حتى تم استخدامه أصبحت بلا معنى.

بعد استيعاب الدروس المستفادة من عملية الجرف الصامد وإعادة تنظيم فريق اللواء القتالي، تقرر في جملة أمور التركيز على مستوى الكتيبة:
منح المزيد من القدرات والقوى وأخيراً تحديد المعايير التي بناء عليا ستتحمل عبء المهام والتحديات، "العدو المختفي" هذا هو المفهوم الذي هو قانون لكنه يأخذ معاني جديدة عندما تصبح المناورة عميقة وواسعة، لذلك مقر الكتيبة الذي يضم ضباط المخابرات (أ - ب) وقائد الطاقم العملياتي (الذي يدير الكتيبة ويقاتل أمام شاشات الكمبيوتر وقواعد بيانات الكمبيوتر) من الضروري التخطيط بدقة لمسار المناورة وطرق العلاج الأولية، ودعمه في الوقت الفعلي عن طريق المعلومات الاستخباراتية ذات الصلة التي يتم تصديرها باستمرار إلى غرفة الحرب والتغييرات وفقًا لحركات العدو.

نحن نريد أن نعرف أن صاروخ الجيش الإسرائيلي يستهدف المبنى في الوقت الذي يجلس فيه مقاتلو حماس، وليس عندما يكون المبنى فارغا، وأن القذيفة تضرب قاذفات الصواريخ قبل أن تختفي - أوضح أحد الضباط أنه سنستمر في مطاردة العدو حتى في أرضه، لذلك سيتعين على المجالس وضباط المخابرات طلب معلومات استخبارية من الميدان والوحدات المختلفة، بما في ذلك قادة المدرعات وقادة الفرق الذين يقومون بالاحتكاك مع العدو، نريد إغلاق دوائر النار عليهم قبل أن يختفوا، نحن دائما نريد أن نرى الصورة كاملة.

التخطيط المبكر هو قضية حساسة ومهمة وغالبا ما تصبح نقطة ضعف، والإبداع ضعيف بسبب التغييرات المتكررة في خطط الموافقة النهائية على المناورة البرية، ولكن حتى في عملية الجرف الصامد ثبت أنه من الممكن إنشاء النظام في حالة من الفوضى، يعرف سلاح الجو أنه وفقًا للمخطط وبطلب من قيادة اللواء 401 في عملية الجرف الصامد هاجم المقاتلون أكثر من 40 هدفًا في حي العطاطرة، وهو حي فلسطيني في شمال قطاع غزة خلاله تم تدمير البنية التحتية وقتل الأعداء وهرب المدنيين قبل دخول الدبابات إلى المناطق المبنية.

إن الأهداف التي حددها رئيس الأركان كوخافي لقوات المناورة ستدعم نظام الجيش البري الرقمي (وهو نظام سيطرة وتحكم يتواجد مع القادة في الميدان من خلال المعلومات التي تأتي وتظهر على شاشة الحاسوب تباعا لإدارة المعركة) وهي عمل مرهق، وضغط غير معقول، وعشرات شاشات الكمبيوتر، وأوامر تمر عبر الاتصالات والهواتف المشفرة رغم الضغط والإرهاق.

نظام الحوسبة لقسم تكنولوجيا المعلومات التابع لشركة "إلبيت سيستمز" والذي يعمل من مستوى المقر إلى قائد الفصيلة، وتزيد من القدرات القتالية للقوات البرية، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان والمغلقة، إلى جانب حركة العدو.

منظومة جدعون، المرحلة الجديدة من النظام والتي سيتم تشغيلها في الأشهر المقبلة تشكل قفزة كبيرة في آلية الربط بين القوات ومراكز القيادة: مزيد من المعلومات وتحليل واسع وتخطيط مستقل وبعضها يعتمد على الذكاء الاصطناعي، التعامل الذكي مع الأهداف في الوقت الحقيقي والإغلاق السريع للدوائر لمهاجمة الأهداف من اللحظة التي تم فيها تحديد العدو للهجوم من قبل قوات مختلفة، من قائد الفصيل إلى الطائرة المقاتلة، على عكس عملية الجرف الصامد، يعرف النظام كيفية الجمع بين المعلومات الاستخبارية على الأرض وتحت الأرض وفي الجو، بمجرد دخول الحوامة إلى الساحة ومصادر جمع المعلومات تتعرف عليها، سيتم وضع علامة عليها/ كما قال ضابط كبير في الفرقة 162.

تطور مهم آخر في الفرقة، هو مزيج من المزيد من ناقلات الجنود المدرعة النمر التي تشكل قفزة للأمام للمناورة ودبابة "براك" وغيرها من الذخائر الدقيقة والجديدة.

ولكن هناك أيضًا تحديات: قام رئيس الأركان السابق بتصور وتعزيز أفضل لخطط التدريب في الجيش الإسرائيلي في العقود الأخيرة شملت 17 أسبوع تدريب و17 أسبوع تدريبات عملياتية، مع وجود مراعاة خطط تدريب جميع الألوية بنفس السرعة والنطاق.

التحدي العملياتي الآخر هو مواجهة السكان الفلسطينيين، إذا أراد الجيش الإسرائيلي المناورة بعمق داخل الأراضي الفلسطينية، فيجب عليه أن يتعامل مع المشكلات التي تنتج عن السكان، وفي هذه المرحلة هناك فجوة في الفهم والممارسة والتصورات على الأرض، ينبغي لمنسق الأنشطة الحكومية في المناطق بشكل عام ومسؤول التنسيق والاتصال في الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة أن يشرع في تعزيز وجود الضباط والقادة في تدريب الفرق والألوية والكتائب في مراحل التخطيط، لاستيعاب المشاكل وتقديم الطرق للتعامل معها.

إذا كانت هناك أمور خلال العملية قد تستغلها حماس، فستكون المدنيين الفلسطينيين ومحاولة خلق أزمات إنسانية لتقويض شرعية العملية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد