غرينبلات: إسرائيل ضحية والضفة الغربية ليست محتلة

جيسون غرينبلات

قال جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي للمفاوضات الدولية، إن إسرائيل "هي ضحية (الصراع الفلسطيني الإسرائيلي)، وأنها من وجهة نظره لم ترتكب أي أخطاء على مدار عقود من الصراع المستمر".

و رداً على سؤال عن "مدى مسؤولية إسرائيل عن الوضع الحالي للصراع مع الفلسطينيين، المستمر بلا هوادة منذ تأسيس إسرائيل عام 1948، أجاب غرينبلات في مقابلة على شبكة "بي.بي.إس: أعتقد أن إسرائيل هي في الواقع ضحية أكثر من كونها الطرف المسؤول. منذ لحظة تأسيسها، تعرضت للهجوم عدة مرات، وهم يواصلون مهاجمتها من خلال "الإرهاب".

وأضاف: "لا يمكنني التفكير في حالات فردية، قد تكون قد ارتكبت فيها إسرائيل أخطاء أو تجاوزت سلطتها ، لكنني أعتقد أن حتى بلدنا العظيم (الولايات المتحدة) ارتكب أخطاء على مر السنين. ومع مرور الوقت، تحاول تصحيح هذه الأخطاء؛ لكنني أعتقد أن إسرائيل تبذل قصارى جهدها في ظل ظروف صعبة للغاية – حيث لا يوجد أحد كامل، أليس كذلك؟".

وفي سياق آخر، تابع غرينبلات إن "وصف تواجد المستوطنين والمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة بصفة "المستوطنات هو أمر مزعج – كون أن هذه المنطقة (الضفة) هي منطقة متنازع عليها وليست محتلة"، مقترحاً تسميتها بالأحياء الإسرائيلية. 

وألمح إلى أن خطة إدارة ترامب للسلام " صفقة القرن " التي يكتنفها الغموض ويبدو الكشف عنها أبعد من أي وقت مدى ، "توفر إجابة لمسألة تقرير المصير للفلسطينيين" دون شرح أي تفاصيل.

ورداً على سؤال حول احتمال ضم إسرائيل لمستوطناتها في الضفة الغربية، وهي الفكرة التي طرحها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يوم 7 نيسان الماضي، عشية الانتخابات الإسرائيلية عندئذ، وذكر تقرير لقناة تلفزيونية إسرائيلية في أيار الماضي إن إدارة الرئيس ترامب ستسمح لإسرائيل بضم المستوطنات، قال غرينبلات: "أنا لا أحب كلمة المستوطنات. أعتقد أنه مصطلح تحقير. أنا استخدم مصطلح الأحياء والمدن". 

وأردف قائلا: "إنني أعتقد أن أحد التحديات التي يواجهها هذا الملف، في الوقت الذي يتحدث الناس عن الضفة الغربية و"يهودا والسامرة"؛باعتبارها محتلة، يمكنني القول إن الأرض (الضفة الغربية) هي أراض متنازع عليها. يجب حل هذه المسألة في سياق مفاوضات مباشرة بين الطرفين. إن تسميتها أرضاً محتلة لا يساعد على حل النزاع".

ورفض غرينبلات في مقابلته فكرة أنه من خلال خطتها الاقتصادية التي حملت عنوان "السلام من أجل الازدهار" في مؤتمر المنامة يومي 25 و26 من شهر حزيران الماضي، فإن الولايات المتحدة تقدم للفلسطينيين رشوة مالية مقابل السلام بدلا من الأرض مقابل السلام.

وحول التكتم على تفاصيل خطة السلام قال غرينبلات : "لا أريد استباق الخطة"، موضحاً أن سياسة إدارة ترامب المتشددة في عدم الكشف عن تفاصيل الخطة هي "إستراتيجية للحيلولة دون تعرض الاتفاق المقترح للهجوم قبل أن تصبح الخطة جاهزة ليتم طرحها على الإسرائيليين والفلسطينيين". بحسب ما نقله موقع صحيفة القدس المحلية.

واستدرك : "لكن يكفي أن نقول إنه في حوالي الـ 60 صفحة المكونة منها الخطة، تمت الإجابة على هذا السؤال، وهدفنا هو إعطاء الفلسطينيين كل شيء ممكن فيما يتعلق بذلك وأي شيء آخر، طالما أن ذلك لا يؤثر سلباً على أمن إسرائيل" مشددا إن الإدارة الأميركية لا تستخدم عبارة "حل الدولتين، لأنه لا يمكن أخذ صراع معقد مثل هذا واختزاله في هذه الكلمات الثلاث".

يذكر أن البيت الأبيض صرح أنه سينتظر حتى يتم تشكيل حكومة في إسرائيل بعد انتخابات 17 أيلول المقبل قبل الكشف عن الشق السياسي من خطة السلام، مما يدفع بجدول الكشف عنها إلى شهر تشرين الثاني 2019 على الأقل، فيما بات يعتقد عدد من الخبراء في واشنطن أن الخطة لن تكشف في المدى المنظور.

ودافع غرينبلات عن الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب ضد الفلسطينيين (مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها) بالقول أن وضع القدس كعاصمة لاسرائيل هو "أمر منصوص عليه في قانون الولايات المتحدة الذي وعد كل رئيس بتطبيقه، لكنه لم يتم ذلك قبل وصول ترامب". كما دافع عن قطع المساعدات الأميركية عن " الأونروا "، واصفاً الوكالة بـ"النظام المكسور، وتبقي الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين هذه في حالة معاناة بدون مستقبل ممكن".

وقال غرينبلات إن الفلسطينيين يخشون الآن من أن يظهروا اهتماماً علنياً بخطة السلام مدعيا بأنه عقد العديد من الاجتماعات مع فلسطينيين في المنطقة الذين طلبوا جميعهم منه عدم الإعلان عن المحادثات أو هوية الأشخاص الذين قابله معتقدا أنه "عندما يعودون إلى أوطانهم يشعرون بالخوف، وهذا أمر مؤسف".

ورد غرينبلات على سؤال حول ما اذا كان هناك أي شخص فلسطيني يمكنه قيادة تحرك شعبي داعم لخطة السلام الأميركية (صفقة القرن) ، قائلا: "للأسف لا".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد