الحكومة: دعمنا لغزة مستمر ومستعدون لزيارتها فورا بشرط
أكد نائب رئيس الوزراء، وزير الاعلام نبيل أبو ردينة، أن الحكومة الفلسطينية تحول 100 مليون دولار لقطاع غزة سواء للصحة أو التعليم والمعاشات.
وقال أبو ردينة إن الباب ما زال مفتوحا، والأيادي ممدودة والدعم الى غزة مستمر والضمانات المصرية لدينا كامل الثقة بها، وعلى حماس ان تلتزم بما تم التوقيع عليه.
وأضاف: ملتزمون تماما باتفاق 2017 الذي وقعت عليه حماس، ومستعدون تماما لتنفيذه في حال أعلنت حماس الالتزام به بضمانات مصرية، مؤكدا ان الرئيس والقيادة لن يقبلوا على الإطلاق بدولة أو دويلة في قطاع غزة، وهناك استعداد لدى الحكومة للذهاب الى قطاع غرة فورا بشرط أن يعمل وزراؤها بحرية كاملة.
واستعرض أبو ردينة أمام عدد من كبار الإعلاميين والصحفيين والكتاب المصريين في اللقاء الذي عقد بمقر سفارة دولة فلسطين في القاهرة، بحضور سفير دولة فلسطين ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح، وعدد من مستشاري السفارة ومندوبية فلسطين بالجامعة العربية، آخر المستجدات السياسية والمخاطر المحدقة بالمنطقة نتيجة انسداد الأفق السياسي. بحسب وكالة وفا.
كما تناول الإجراءات السياسية والاقتصادية والاستعمارية الإسرائيلية المتصاعدة، مبينا خطورة هذه الانتهاكات الجسيمة على واقع ومستقبل المنطقة بكاملها.
وقال انه "لا قيمة لأي خطة أو ورشة اقتصادية أو غيرها دون القدس ، واللاجئين، فلا بد من الاعتراف بما تم التوافق عليه بالعالم حيث صوتت الامم المتحدة عام 2012 بأغلبية 138 دولة، بأن فلسطين دولة على حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها، وهذا الإجماع الذي يتمسك به العالم حتى اليوم هو إنجاز فلسطيني وعربي ولا يجوز المساس به".
وشدد على أن القدس هي مفتاح السلام والحرب، وهي التي تؤدي الى الطريق الصحيح عبر الحل السياسي على أساس الشرعية الدولية .
وتابع أبو ردينة "ان القدس هي العامل الذي يجمع العالم العربي، والصوت يجب أن يرفع عاليا في المنابر الإعلامية العربية والدولية عبر لغات متعددة لفضح الانتهاكات الاسرائيلية خاصة ما يجري بالقدس".
ووفق أبو ردينة، فإن الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، ممثلة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وكل مؤسسات الشعب الفلسطيني، اجتمعوا على موقف التمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية، مؤكدا أن أي مفاوضات أو مبادرات لتحقيق سلام فلسطيني- إسرائيلي يجب أن تقوم على أساس حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، وفي إطار قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تعتبر القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين أرضا محتلة، وأن أي محاولات لتشكيل رؤية مخالفة للثوابت الوطنية والقومية لن تحقق شيئا، وعلى الإدارة الأميركية مراجعة مواقفها وسياساتها، وأن تعي جيدا ان العنوان لتحقيق السلام والامن والاستقرار الرئيس محمود عباس وقيادة منظمة التحرير وصولا إلى سلام دائم وعادل وفق الاجماع الدولي.
وأشاد أبو ردينة بالموقف المصري الواضح والداعم للقضية الفلسطينية المتضمن دائما بأننا "لا نرضى ما لا يرضاه الفلسطينيون"، مؤكدا أننا نثق بالقيادة المصرية الممثلة بالرئيس عبد الفتاح السيسي في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية والعربية، بالإضافة إلى الحقوق القومية .
ولفت إلى أن مبادرة السلام العربية خط أحمر لا يمكن التراجع عنه، مشيرا إلى ان التطبيع المجاني مع الاحتلال غير مقبول ومخالف لقرارات القمم العربية السابقة.
وطالب بضرورة تفعيل القرارات والتوصيات الصادرة عن القمم السابقة، مشيرا إلى أن إسرائيل اذا لم تلتزم بالاتفاقات الموقعة معنا فلن نلتزم بعد اليوم بأي اتفاق موقع مع الحكومة الاسرائيلي.
كما طالب الاعلاميين بضرورة زيارة الشعب الفلسطيني لرؤية وتوثيق ما يجري حيث وصل فلسطين وفود من جميع الدول العربية تقريبا، فزيارة العربي لأخيه الفلسطيني والصلاة في الاقصى وكنيسة القيامة فهذا مرحب به.
وشدد على أن الموقف العربي كان حازما وواضحا بشأن ثوابت القضية الفلسطينية، والذي يؤكد أيضا أن الرئيس محمود عباس هو العنوان وما يرضيه ويرضي شعبه نحن كعرب ملتزمون به تماما، ولهذا اصطدم الموقف الامريكي بهذا الجدار العربي، موضحا أن القيادة ترفض التوطين بشكل قاطع في الدول العربية ولن تسمح بقبول أي وضع يخل بسيادة الامن القومي بالدول العربية.
كما تطرّق أبو ردينة إلى الوضع المالي الصعب الذي تواجهه الحكومة نتيجة قرار الاحتلال اقتطاع دفعات الأسرى وأسر الشهداء، مؤكدا ان القيادة ستستمر بدفع رواتب الأسرى وأسر الشهداء كاملة حتى لو بقي قرش واحد لدى السلطة الوطنية الفلسطينية.
كما تحدث عن الضغوط الهائلة التي تُمارس على الرئيس بسبب مواقفه الصلبة بشأن القدس وتمسكه بالثوابت الوطنية، مؤكدا أن موقفه هو "طالما القدس خارج الطاولة فترمب خارج الطاولة"، والإنجازات الفلسطينية هي إنجازات عربية تسير بدعم عربي، وعلى هذه القاعدة نرجو من أقلامكم وأصواتكم أن تكونوا دائما لدعم الثوابت الفلسطينية والعربية.
وقال: ما تسمى " صفقة القرن " تعثرت، وعدم إعلانها حتى اليوم هو بسبب صمود الموقف الفلسطيني والعربي، ونحن ملتزمون بالحل السياسي، وأوقفنا الاتصالات السياسية مع الادارة الأميركية والإسرائيلية، ولكن التنسيق الأمني مع الأجهزة الأميركية والاسرائيلية الأمنية مستمر لأسباب أمنية وليس سياسية والذي يهدف الى مكافحة الاٍرهاب، ووقف العنف، ووقف غسيل الأموال، والكثير من الجرائم التي ترتكب، حيث يوجد لدينا 83 اتفاقا امنيا مع دول العالم، بما فيها روسيا والصين لما لها من أهمية.
ونوه إلى ان الصيف الحالي ساخن، وقد يكون متفجرا في كل الجبهات، ليس على الشعب الفلسطيني فحسب، بل على المنطقة بأسرها.
وأضاف "ان القضية الفلسطينية عليها إجماع عربي، والقدس لها رمزية معينة عند العرب والمسلمين، فالقدس خط أحمر لا يمكن لأي أحد أن يتجاوزه، مضيفا أن الرد الروسي- الصيني على "صفقة القرن" كان واضحا، وهو أنهما مع الحق الفلسطيني ومع الشرعية الدولية ومع إقامة دولة فلسطينية، وهذا ما أكده الرئيس الروسي خلال الاتصال الهاتفي مع الرئيس محمود عباس قبل أيام.
في سياق آخر، أشاد أبو ردينة بالدعم السعودي والجزائري المستمر لفلسطين والالتزام بقرارات القمم العربية السابقة، معربا عن شكره أيضا لدولة قطر لأنها استجابت أن تعطي السلطة الوطنية قرضا يتم سداده خلال فترة 10 أشهر، مضيفا ان المبالغ الفلسطينية المحتجزة لدى الجانب الاسرائيلي عن الفترة السابقة يقدر بمليار دولار تقريبا.
كما أعرب عن شكره لدولة الكويت على دعمها وموافقتها على عمل "موسوعة القدس" من خلال 3 مجلدات بلغات متعددة ليتم توزيعها على العالمين العربي والإسلامي، بالإضافة الى الدول الصديقة أيضا، ليعلم الجميع ماذا يحدث في القدس، خاصة في المقدسات الاسلامية والمسيحية.
وأشار أبو ردينة، إلى أنه تم طرح طلب عقد اجتماع وزراء إعلام لمجموعة "77+ الصين" هذا العام، أمام وزراء الاعلام العرب يوم أمس، وتم الاقتراح أن يعقد في عاصمة لها دوي إعلامي "كالقاهرة"، أو مكان محايد كجنيف لكي نتمكن من توصيل الصوت الفلسطيني والعربي، وان يكون واضحا على الساحة الدولية، فلا يجوز الصمت في هذه المرحلة التي يتعرض فيها الصوت والأفكار العربية إلى تشويه.