"الفيبر غلاس" تهمة إسرائيل الجديدة لصيادي غزة
غزة / خاص سوا/ ألصق الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا تهمة جديدة بصيادي غزة لينغص عليهم حياتهم ويحرمهم من قوت يومهم، زاعما أنهم يهربون مادة "الفيبر جلاس" لاستخدامها في صناعة صواريخ المقاومة الفلسطينية.
مادة "الفيبر جلاس" تعتبر المكون الأساسي لصناعة مراكب الصيادين، ويمنع الاحتلال الإسرائيلي دخولها إلى قطاع غزة منذ عام 2008.
الصياد حسن مقداد متوقف عن العمل منذ أشهر بسبب عدم وجود مادة "الفيبر جلاس" ليرمم قاربه، مبينا أن عدم وجود هذه المادة تجعل الصيادين لا يتمكنون من الإبحار لممارسة مهنتهم التي يحصلون من خلالها على لقمة عيشهم.
ويقول مقداد في حديثه لـ"سوا"، في حال أردت الحصول على لقمة عيشي، يجب أن أتأجر مركبا آخرا حتى أستطيع العمل، لأن مركبي الخاص معطل بسبب عدم تواجد الفيبر غلاس.
ويضيف المعيل لستة من افراد أسرته، :"أحيانا نستخدم فيبر منتهية صلاحيته حتى ندبر أمورنا، لكن ذلك يشكل خطرا على حياتنا ومراكبنا قد تغرق في أي لحظة".
وبالحديث إلى متضرر آخر من منع دول مادة الفيبر غلاس، قابلت "سوا" الصياد رفيق أبو سلطان، الذي أكد أن الاحتلال لا يفوت أي فرصة للتنغيص على الصياد الفلسطيني بشتى الطرق.
ويبين أبو سلطان –الذي ورث المهنة أبا عن جد- أن الفيبر جلاس تستخدم في صناعة المراكب الصغيرة "الحسكات" بنسبة 90%، فإن انقطعت لا يستطيع أي صياد إصلاحه، وبالتالي يقطع رزقه.
ويقول: "امتلك مركبا يحتاج إلى تصليح ولا أستطيع لأنه لا يوجد مادة الفيبر جلاس بغزة، وأنا أعيل 10 أبناء، وأخي ووالدي كلنا نعمل في مهنة الصيد".
ويبدى الصياد أبو سلطان قلقه من قطع مصدر رزقه بسبب منع "الفيبر جلاس"، مطالبا المنظمات الدولية وحقوق الانسان بالضغط على الجانب الاسرائيلي لإدخال هذه المادة والمواد الأخرى التي يحتاجها الصيادين.
وعن اتهام الاحتلال لصيادين اعتقلهم بأنهم يهربون المادة لاستخدامها في صناعة صواريخ المقاومة، يؤكد "أبو محمد" أن كل هذه الاتهامات باطلة ولا أساس لها من الصحة.
وكان الاحتلال الإسرائيلي أعلن مساء الأربعاء الماضي عن اعتقاله للصيادين محمد بكر وأحمد صعيدي وعواد صعيدي، الشهر الماضي قبالة سواحل جنوب قطاع غزة، زاعما أنهم يرتبطون بالمقاومة.
وحول ذلك نفى الاتحاد العام لنقابة عمال فلسطين والنقابة العامة للصيادين الخميس ارتباط الصيادين المعتقلين لدى الاحتلال بالمقاومة، مؤكدين أن مادة " فيبر غلاس " تستخدم في صناعة قوارب الصيد، لا صواريخ المقاومة.
وقال رئيس الاتحاد العام سامي العمصي في بيان صحفي: "إن الصيادين المعتقلين لا يرتبطون بالمقاومة ولا يزال الاحتلال يحتجزهم حتى الآن، متابعا: وإن وجد معهم المادة فهي تستخدم لصناعة السفن ولا تستخدم في صناعة الصواريخ، والسبب الذي قد دفعهم لذلك هو حظر الاحتلال إدخال المادة إلى القطاع.
أما نزار عياش نقيب الصيادين الفلسطينيين، فأكد أن مادة الفيبر يستخدمها الصيادين منذ 30 عاما في صناعة السفن، مبينا أنها كانت تدخل بشكل طبيعي من الجانب الاسرائيلي والمصري، لكن إسرائيل تريد أي حجة للتضييق على الشعب الفلسطيني وبالتالي منعت المادة من الدخول منذ عام 2008 بحجج أمنية.
ويلفت إلى أنه منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة حتى الان، اعتقلت إسرائيل 40 صياد، مؤكدا أن جميعهم غادروا عدا آخر ثلاثة، الذين اتهمهم "زورا" بتهريب مادة الفيبر غلاس.
ويحتاج أكثر من 70 قارب إلى ترميم بسبب أعطاب فيها، وأكثر من 18 مركبة متوقفة عن العمل بشكل نهائي، وكل قارب يعيل ما بين 3- 10 أسر، ولا يوجد بديل عنها لأن القوارب تصنع منها، حتى صانعي القوارب توقفوا عن العمل بسبب توقف دخول المادة، وعدم توفر بديل.