من هو قاتل الرئيس "عرفات" الذي أعلن عنه "الطيراوي" قبل أيام؟

غزة / خاص سوا/ أثارت تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس اللجنة الوطنية المكلفة بالتحقيق في ظروف استشهاد الرئيس "ياسر عرفات" اللواء " توفيق الطيراوي " حول تعرف اللجنة على القاتل الذي دس السم للرئيس عرفات، إلا أنها تحتاج لبعض الوقت للتأكد من كل التحقيقات، ومن يقف خلف عملية الاغتيال، زوبعة من جديد حول القضية.


وجدد الطيراوي التأكيد على أن إسرائيل هي المسؤولة عن جريمة اغتيال الشهيد ياسر عرفات، لكن اللجنة الوطنية المشكلة للتحقيق في استشهاده تبحث عن الشخص المسؤول بشكل مباشر عن عملية الاغتيال، وهو ما أعاد التساؤل من جيد حول الأسباب التي تدفع السلطة لإخفاء هوية القاتل أو الكشف عن آخر ما توصلت إليه التحقيقات على الأقل.


وكانت السلطة الوطنية الفلسطينية تسلمت نهاية عام 2013 نتائج فحص لجهات سويسرية وروسية أكدت أن الوفاة لم تكن طبيعية، وأن الرجل استشهد بفعل دس مادة البولونيوم له، تلاه اتهام واضح من اللواء الطيراوي لإسرائيل بالوقوف خلف تدبير الأمر.


شبهات حول أشخاص


المحلل السياسي "توفيق أبو شومر" استبعد أن تكون اللجنة المكلفة بالتحقيق قد توصلت بالفعل إلى الشخص الذي أوصل المادة السمية إلى الرئيس ياسر عرفات، موضحاً أن الأمر يدور عن شبهات وبعض القرائن التي لا ترقى لتوجيه الاتهام لهذا الشخص أو ذاك.


وشدد شومر في حديث مع وكالة (سوا) الإخبارية، أن المتهم الأول والرئيس في اغتيال الرئيس عرفات هو الاحتلال الإسرائيلي، مستبعداً في الوقت ذاته أن تفضي التحقيقات الحالية لاسم شخص معين في القضية.


وأوضح أن السبب الذي يجعل السلطة لا تعلن اسم شخص بعينه في الجريمة هو أن إسرائيل التي تقف خلف العملية تخفي جميع الأدلة التي تدينها أو التي تدين الشخص الذي أوصل السم، مدللا ًعلى ذلك بالعمليات التي استهدفت قادة المقاومة الفلسطينية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.


ونبه إلى أن الحالة الوحيدة التي تم الكشف عن المجرم الحقيقي في عمليات اغتيال هكذا هي محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل"، حيث تم القبض على الجناة بشكل سريع واعترفوا خلال التحقيق عن الجهة التي أرسلتهم وتم تسليم الترياق المضاد للسم، مستبعداً أن يتم الكشف عن خيوط جريمة اغتيال الرئيس عرفات قبل عشرات السنين.


عمل سري


من جانبه، توافق المحلل السياسي "محمد هواش" مع سابقه في أن الحديث يدور عن شبهات حول أشخاص أوصلوا السم للرئيس ياسر عرفات، ولكن تلك الشبهات لا ترقى لقرائن يمكن أن يتم خلال توجيه اتهام رسمي لشخص بعينه.


ولفت هواش في حديث مع وكالة (سوا) الإخبارية، أن عمل اللجنة يتسم بالسرية، لأنها لا تريد أن تدخل القضية برمتها في متاهات مزايدات حزبية أو إعلامية، متوقعاً أن يتم إعلان رسمي في حال توصلت اللجنة لأي نتائج حول القضية.


وأوضح أن هناك اقتراب من الحقيقة نتيجة بعض التقارير الطبية الدولية التي وضعت بين يدي اللجنة، إلا أن القناعة لدى الكل الفلسطيني هي أن القاتل إسرائيل بعد أن أخذت موافقة من الولايات المتحدة الأمريكية.


ورأى هواش أن هناك زعامات وشخصيات لم يكشف عن الجهات التي قامت بقتلهم كالمهدي بن بركة وجيفارا الذي تكشفت حقيقة مقتله بالتفاصيل خلال أيام قليلة مضت، منوهاً إلى أنه لا يجوز الخلط بين الاتهام السياسي والجنائي في هكذا قضايا.


تقارير دولية


هذا وكانت السلطة الفلسطينية قد تسلمت بداية نوفمبر 2013 تقريرين أحدهما سويسري والآخر روسي حول الأسباب التي أدت إلى استشهاد الرئيس ياسر عرفات، وأكد رئيس اللجنة الطبية في اللجنة الوطنية "عبد الله البشير" أن أسباب الوفاة التي أظهرها التقريران هي تطور الحالة المرضية والتي نتجت عن مادة سمية لم يتم فحصها، والكشف عن نتيجة فحصها، وكان هذا رأي خبراء السموم في مراكز عالمية تم الاستعانة بهم، ولم يكن طبيعتها معروفاً لدى اللجنة، إلا أن عرضت نتائج تقرير مركز لوزان السويسري التي أظهرت وجود مادة "البولونيوم 210"، لكنهم أشاروا إلى أنهم بحاجة لتحاليل رفاة "عرفات" لتحديد إن كانت سبب الوفاة.


وأوضح أن الاتفاقات تمت على إجراء فحوصات من قبل خبراء روس وسويسريين وفرنسيين للتأكد من أن الوفاة ناتجة عن التسمم بمادة "البولونيوم 210"، وقام الفريقان الروسي والسويسري بتسليم التقرير للجنة، وبدأت اللجان المختصة دراسة التقريرين، ومقارنة النتائج الواردة بهما، وستستمر هذه الدراسة لفحص كافة المعطيات حتى تتكشف الحقيقة كاملة.


العثور على بولونيوم 210


ودون في التقريرين أن الفحص الجيني أثبت أن جميع العينيات تعود للرئيس "عرفات"، وأظهر التقريران وجود مادة "البولونيوم 210" وبكميات كبيرة، وفي التقرير الروسي أكد وجود مادة إشعاعية أخرى هي "الرصاص المشع 210"، وهاتان المادتان متواجدتان بشكل متوازن، وكل منهما ممكن أو يولد الآخر، وكذلك ممكن أن ينتج مواداً طبيعية أخرى "كالروديوم 220".


وباستخدام التجارب والقياسات تم استبعاد "الروديوم 220" كمصدر للمادتين، وتركزت الأبحاث على مصدر هذين العنصرين، فمن ناحية نظرية يمكن أن يكون "البولونيوم 210" هو المصدر إثر تناوله كمصدر سام، وإثر تناوله أنتج الرصاص، وهذا يؤيد النظرية السمية، ومن ناحية نظرية من الممكن أن يكون الرصاص المشع هو سبب "الروديوم 220".


واستخدم الفريقين الحسابات والتجارب المعروفة عن مصادر "البولونيوم"، وكان لا بد من مقارنة النتائج بتطورات الحالة المرضية، والتقرير السويسري أكد وجود متلازمة الإشعاع الحاد، وهي تحدث من إشعاع داخلي نتيجة مادة مشعة وهي "البولونيوم 210"، وهذا ما يؤدي للوفاة.


وجاءت خلاصة التقرير السويسري أن النتائج تدعم يشكل معتدل نظرية أن تكون الوفاة ناتجة عن "البولونيوم 210"، أما خلاصة التقرير الروسي أن مجمل نتائج البحث الشامل عن "البولونيوم 210" وتطور الحالة السريرية لا يعطي دلائل كافية يعتمد عليها التقريران أن "البولونيوم 210" سبب متلازمة إشعاعي حاد أدى إلى الوفاة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد