جامعة القدس تستضيف أعمال المؤتمر الدولي في القدس

جامعة القدس تستضيف أعمال المؤتمر الدولي في القدس

استضافت جامعة القدس ، اليوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر الدولي في القدس "الحق في المدينة والوصول إلى العاصمة للجميع"، والذي نظمته بلدية العيزرية بالتعاون مع المدن والحكومات المحلية المتحدة UCLG).

ومن المقرر أن يستمر على مدار يومين متتاليين 8-9 تموز 2019، وذلك تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس ، بحضور رئيس الجامعة عماد أبو كشك، ووزير الحكم المحلي المهندس مجدي الصالح ، وممثلة المدن والحكومات الصناعية المحلية المتحدة في الشرق الأوسط وغرب آسيا ميليس شاهين، والقنصل الفرنسي بيار كوشار ورئيس بلدية ننتير الفرنسية ورئيس بلدية ساو ليوبولدو البرازلية وممثلين عن الهئيات المحلية والعالمية ورؤساء البلديات وعدد من الشخصيات الرسمية والشعبية في مدينة القدس.

وناقش المؤتمر الذي حضره أيضاً 12 رئيس بلدية في مناطق متعددة من العالم سبل توفير حياة كريمة للمواطن المقدسي، ودمجه الاجتماعي في مراكز المدن، كجزء من اجتماع مرحلي في ضوء المنتدى العالمي لمدن الضواحي الذي سيعقد في عام 2020 في بكين.

من جهته، قال وزير الحكم المحلي مجدي الصالح، وفق ما وصل "سوا"،: "إن شعبنا الفلسطيني يقف متحدياً لأعظم قوة في التاريخ المعاصر، ويقول لرئيسها لا ل صفقة القرن ، ولا لكل قرارات التصفية والمؤامرات المشبوهة".

وأوضح أن العالم إذ يطور نظريات التخطيط والنمو الحضري من أجل سعادة الإنسان ورفاهيته، ومن أجل تحقيق الازدهار لكافة الأجيال، إلا هنا في فلسطين، حيث تستخدم نظريات التخطيط والنمو الحضري كأداة للقمع والتهويد والطرد وحرمان الناس من حقوقها الأساسية في السكن والتعليم والصحة، نعم هذا الاحتلال الإسرائيلي الغاشم يستخدم كل أدوات وقوانين التخطيط الحضري وأنظمة البناء والتراخيص كأدوات حرب ضد الشعب الفلسطيني من أجل طردهم من أرضهم والتضييق على سبل معيشتهم.

وأشار إلى أنه يستخدم القوانين العسكرية للتلاعب في أنظمة البناء ومصادرة الأراضي ، مضيفاً: " إن انعقاد هذا المؤتمر وبحضور دولي رفيع المستوى في هذا الوقت وهذا الموقع هو رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني ونحن نعتز بها دائماً".

وأكد أن موقف دولة فلسطين ثابت ولا تهاون بموضوع القدس، لافتاً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم كل أدوات وقوانين التخطيط الحضري كأدوات حرب ضد الفلسطينيين من أجل طردهم من أراضيهم والتضييق عليهم.

وقال رئيس جامعة القدس أبو كشك: "يسعدني أن أرحب بكم في جامعة القدس جامعة العاصمة هذا الصرح الأكاديمي العملاق علمياً وأكاديمياً وبحثياً"، مضيفاً،" إن الجامعة ماضيةً في عملها لخدمة جميع فئات المجتمع، وخير دليل على ذلك حصولها على المرتبة الأولى عربياً في المسؤولية الاجتماعية لدورها الحيوي والاستراتيجي في خدمة مجتمعها المقدسي في كافة القطاعات، تحقيقاً للتنمية الشاملة المستدامة فيها".

وأكد على هدف المؤتمر في كيفية الانتقال من مفهوم الحق في المدينة من شعار إلى واقع في متناول الجميع، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة التي وضعناها في الخطط القطاعية ، بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص.

وشدد على أن المحاور والفقرات التي سيتم نقاشها والتجارب التي ستعرض، ستكون لها عظيم الأثر ومثمرة وبناءة في تحقيق الأهداف المرجوة منها، معبراً عن أمله في أن يكون المؤتمر نموذجاً يتم البناء عليه، وتطبيق مخرجاته بما يحقق أهداف التنمية المرجوة للمدينة وللشعب الفلسطيني.

وأشار رئيس بلدية العيزرية عصام فرعون إلى إن عقد المؤتمر من الأمور المهمة التي يوليها الرئيس محمود عباس فيما يتعلق بالعلاقات الدولية والفعاليات والنشاطات على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والمحلية، مستحضراً الأهمية والخصوصية والدينية لمدينة القدس.

وأكد على أهمية المؤتمر في مواجهة التحديات الجديدة من خلال تقوية التدخلات في كل المناطق من اجل المساواة والتأكيد على الهوية وفقا للشرائع الدولية.

وقال: "مدينة القدس ما زالت تخضع لأبشع أنواع الاحتلال منذ أكثر من نصف قرن، وان الاحتلال قد مارس فيها سياسيات جائرة بحق المدينة وسكانها من سياسة هدم المباني للحد من التواجد الفلسطيني في المدينة وحرمان المواطنين من الحق في التنقل".

بدوره، بين ممثل الهيئات المحلية الفلسطينية رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، أنه بالرغم من التحديات التي تمر بها دولة فلسطين، تعمل وزارة الحكم المحلي دوما على تقديم أفضل الخدمات لجميع المواطنين في جميع المناطق دون استثناء، وأن الحق في الوصول إلى العاصمة يعتبر حقا لكل فرد ولا يمكن إنكاره والوصول إلى القدس مدينة الديانات السماوية، مؤكداً أن الواقع في مدينة القدس لا يختلف كثيرا عن مدينة الخليل سوى في تصاعد وتيرة الأحداث في مدينة القدس.

و عبر القنصل الفرنسي في فلسطين بيار كوشار عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي يسلط الضوء على قضية غاية في الأهمية، مثمناً جهود جامعة القدس في استضافتها للمؤتمر فهي شريكة دائمة وداعمة للقدس وأهلها.

وأكد كوشار موقف فرنسا الداعم للقضية الفلسطينية، معرباً عن استعدادهم لدعم أية خطة اقتصادية تساهم في دفع عجلة التنمية وإنعاش المنطقة، مشددا على ضرورة العمل المشترك بين فرنسا وفلسطين للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس.

ومن ناحيته، تطرق رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة ( (UCLGورئيس بلدية ننتير الفرنسية باتريك جاري، إلى الصعوبات التي تواجهها بلديات العيزرية وأبو ديس والرام ومواطنوها من سياسيات احتلالية ترمي إلى فصلها عن مدينة القدس.

وأضاف: " نحن نعمل على تقاسم الخبرات من مواجهات الصعوبات التي تواجهها هذه المدن، ويجب أن نطالب في بلادنا مواصلة النضال من أجل الوصول إلى القدس وبالتالي الدمج الاجتماعي للسكان وهذا ما يشغل شبكتنا منذ سنوات".

من جانبه، أوضح رئيس بلدية ساو ليوبولدو البرازيلية اري فانازي أن المؤتمر يحمل أهمية كبرى لسكان المناطق المختلفة، حيث توضح التحديات التي تواجهها هذه المناطق بمشاركة من الجميع، مضيفاً، "تعتبر هذه المشاركة دليل على روح التضامن بين دول العالم لتعزيز الخدمات العامة في فلسطين".

وتخلل المؤتمر مجموعة من الجلسات التي تناولت عدة موضوعات في مسألة المساواة الاجتماعية في العاصمة القدس، كالحق في السكن والهجرات، والتنقلات والوصول إلى الخدمات العامة للصحة والتعليم، ودور مدن الضواحي في الأجندة الحضرية العالمية.

ويذكر أن جامعة القدس تولي أهمية كبيرة للقضايا المتعلقة بمدينة القدس وأهلها، وتعمل بشكل يومي في المدينة لتقديم الخدمات المجانية لهم ومناصرتهم وتعزيز صمودهم، ويشار إلى أن الجامعة حصلت عام 2017 على المرتبة الأولى على مستوى الوطن العربي، كأكثر جامعة تعنى بالمسؤولية الاجتماعية للجامعات تجاه القضايا المجتمعية، لتعتبر بذلك جامعة القدس الجامعة الأكثر التزاماً بقضايا مجتمعها خاصة في مدينة القدس، وذلك من خلال مجموعة الخدمات التي تقدمها إلى أبناء المدينة والتي لا تقتصر على التعليم بل تمتد لتشمل الخدمات القانونية والاجتماعية والثقافية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد