بالفيديو والصور: مكفوفون يمارسون رياضة الجودو في غزة
بعزيمة قوية، وإرادة من حديد، قرر عشرة شبان من ذوي الإعاقة البصرية تحدي الواقع المؤلم في قطاع غزة ، متجهين لممارسة رياضة الجودو التي قد يصعب على الأسوياء اتخاذها هواية.
ويتخذ أولئك الشبان المكفوفين من رياضة "الجودو" سبيلا لتفريغ الطاقة السلبية التي كانت تستوطنهم، وللخروج من الواقع الصعب الذي يعيشه المواطنون كافة في القطاع المحاصر منذ قرابة 13 عاما.
أحمد عزام أحد اللاعبين العشرة، يقول لـ(سوا): نفرغ طاقتنا السلبية، ونثبت للعام أجمع أنه يوجد لدينا طاقة ونحن نخرجها عبر رياضة "الجودو" النبيلة.
ويضيف عزام : "الجودو علمتنا الشجاعة والدفاع عن النفس وعدم السكوت الى أحد، وتعلمت منها شخصيا الجرأة والدفاع عن النفس"، مشيرًا إلى صعوبات تواجهه أبرزها تكاليف الوصول إلى النادي.
ويطالب عزام الجهات المعنية بتوفير مواصلات للاعبين المكفوفين، وجميع احتياجاتهم من معدات وأدوات.
بدوره، قال اللاعب اياد القرناوي إن "رياضة الجودو تعني كل شيء في حياتي من قوة وعزيمة"، مبينا أنها تعلم الالتزام واحترام المواعيد.
ووفق القرناوي، فإنه وزملائه اللاعبين، يواجهون معيقات، مثل صعوبة المواصلات، وعدم إتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة في بطولات رسمية داخل فلسطين أو خارجها، داعيا الجميع إلى الاهتمام بهذه الشريحة.
من جهته، قال المُدرِّب حسن الراعي رئيس الاتحاد الفلسطيني للدفاع عن النفس للأشخاص ذوي الإعاقة إن جميع عناصر فريق "الجودو" كانوا يلعبون "الكاراتيه" خلال الفترة الماضية، مشددًا على ضرورة الاهتمام بهم وتأهليهم.
وأضاف : "لا بد أن يكون لنا منتخب فلسطيني، يمثلنا في بطولات "الجودو" بالمحافل الدولية والعربية، مشيرًا إلى اتفاقية وُقعت مع مركز النور للمكفوفين، من أجل تعليم وتطوير مهارات 10 أشخاص من ذوي الإعاقة البصرية.
وتابع: بدأنا نطبق على اللاعبين، برنامج الادراك الحسي الذي يعتمد على تنمية الحواس الأخرى غير البصر، ثم تفريغ الشحنات النفسية السلبية بداخلهم وتحويلها إلى إيجابية، قبل أن نشرع في التدريب.
ولفت الراعي إلى الصعوبات التي يواجهها اللاعبون المكفوفون، قائلا : "للأسف كان المجتمع ينظر لهم نظرة العطف، لكن بعدما مارسوا الرياضة باتوا نجوما في أعين الجميع، ولا يحتاجون إلا للدعم والإسناد؛ للاستمرار في المسيرة".
وبحسب الراعي، فإنه لا يوجد رعاية رسمية لفريق المكفوفين، حيث يحضرون إلى التمارين مع مرافق، فيما لا يتوفر لدى غالبيتهم إمكانيات مادية لتوفير المواصلات بشكل متواصل.
وطالب الراعي المؤسسات والشركات الراعية للرياضة الفلسطينية، بأن تولي اهتماما برياضة ذوي الإعاقة في قطاع غزة، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون.