عبر مسافرون فلسطينيون عن استيائهم وتذمرهم من سوء معاملة السلطات الإسرائيلية لهم أثناء السفر عبر معبر بيت حانون – ايرز شمال قطاع غزة .

وقال العديد من المسافرين إن السلطات الإسرائيلية تفرض إجراءات صارمة على الراغبين بالسفر عبر "ايرز"، حيث يمنعون من اصطحاب أو حمل أي مستلزمات شخصية باستثناء حقيبة ملابس صغيرة وهاتف شخصي فقط.

واشتكى تجار ورجال أعمال ومرضى ومواطنون عاديون خلال أحاديث منفصلة مع وكالة (سوا) من آلية التعامل التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية بحقهم، موضحين أن الاحتلال يمنعهم من اصطحاب حاجاتهم الشخصية، وابسط المستلزمات التي يحتاجونها خلال رحلة سفرهم.

وذكروا أن الاحتلال لا يسمح للمسافر إلا بحمل حقيبة كتف صغيرة لا تكفي لأبسط المستلزمات، مشيرين إلى أنه "حتى حقيبة السفر الرسمية التي يمكن جرها بعجلات ممنوع المرور بها".

وذكر أحد رجال الأعمال الذي يتنقل أسبوعياً عبر ايرز – فضل عدم ذكر أسمه - لسوا : "نضطر إلى شراء الملابس الرسمية للاجتماعات من الضفة الغربية، ولا نستطيع حمل "اللا بتوب" أو حتى فرشاة الأسنان او ماكنة الحلاقة أو بعض المتعلقات الخاصة البسيطة".

إقرأ/ي أيضا: البدء بتجهيز أرض المستشفى الميداني الأمريكي شمال غـزة

وأضاف : "رجل الأعمال لديه تصريح خاص ويجب أن يخرج بشكل محترم، لكن تتم معاملته بطريقة مهينة (..) لافتا إلى أن نظرائهم في الضفة الغربية يستطيعون التنقل بسياراتهم الخاصة، دون التعرض إلى ذات المضايقات.

وأوضح ان الكثير من الشخصيات الرسمية في قطاع غزة يعاملون بهذه الطريقة، لكن لا أحد يتحدث بشكل صريح تجاه هذا الأمر لأنه سيفقد التصريح الخاص به، داعيا الشؤون المدنية إلى متابعة هذا الموضوع.

وتابع : "الشؤون المدنية هي الجهة المسئولة عن التنسيق مع الجانب الإسرائيلي، ولديها علم بجميع التفاصيل على المعابر"، مؤكدا أن كل الإجراءات واللقاءات التي يعقدها التجار من غزة تتم بمعرفة الشؤون المدنية وتنسيقها.

ورفض رجل الأعمال اتهام الشؤون المدنية بالتقصير في متابعة هذا الأمر لأن المعوق الرئيسي هو الاحتلال وسياسته تجاه قطاع غزة، لكنه دعاها في ذات الوقت إلى اتخاذ إجراءات تضمن الحفاظ على كرامة التجار وسهولة تنقلهم وبحث ذلك الأمر مع الجانب الإسرائيلي.

وفي إطار متابعة القضية تواصلت وكالة (سوا) الإخبارية مع صالح الزق رئيس لجنة الشؤون المدنية في قطاع غزة، حيث قال إن الوزارة تضغط على الجانب الإسرائيلي بشكل يومي من أجل وضع حد لهذه الإجراءات التي تمس كرامة المواطن الفلسطيني.

وأكد الزق في حديث لوكالة سوا، أن الاحتلال يمنع المسافرين عبر "ايرز" من اصطحاب أبسط مستلزماتهم الشخصية وحقائب السفر أو جهاز "اللاب توب" وحتى العطر والماكياج، فيما يسمح فقط بأخذ الملابس الشخصية.

وأضاف الزق: "نحن نتواصل مع الإسرائيليين بشكل يومي لتخفيف هذه الشروط، ولكن الارتباط الإسرائيلي يدعي أن هذه الإجراءات تتخذها شركة أمنية مدفوعة الأجر من قبل وزارة الداخلية الإسرائيلية، وأن لا علاقة للارتباط بذلك".

وبحسب الزق، فإن الجانب الإسرائيلي يدعي أن كل إجراء تم اتخاذه بحق المسافرين عبر معبر "ايرز"، جاء بعد عملية تهريب تم اكتشافها، ولذلك لا يمكن التراجع عن هذه الإجراءات.

وأوضح الزق أن الهيئة لا تستطيع الحديث مباشرة مع الشركة الأمنية الإسرائيلية حول هذه الإجراءات؛ "لان علاقتنا فقط مع الارتباط الإسرائيلي". وفق حديثه.

ويحتاج تنقل الفلسطينيين بين قطاع غزة والضفة الغربية و القدس ، إلى موافقة مسبقة من السلطات الإسرائيلية، التي تمنح تصاريح لفئات محددة فقط مثل المرضى، والتجار، والأجانب.