ملاك الخطيب قضيةٌ تكشف واقعاً مؤلماً لاعتقال أطفال فلسطين

غزة / مصطفى البنا / سوا / على تلةٍ خضراء لا تبعد عن مدرستها سوى عشرات الأمتار راحت الطفلة الصغيرة تتمشى في طريق عودتها إلى المنزل في آخر آيام السنة المنصرمة ، وربما كان في خاطرها أن تملئ العام الجديد بأحلام أجمل مما كان يرسمها لها غدر الإحتلال .

لكن قدرها ألقى بها في الطريق الاستيطاني الذي حاولت قطعه للوصول إلى بيتها الواقع قرب قرية بتين الواقعة إلى الشرق من مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة ، لتجد قيود جنود الإحتلال المدجيين بالسلاح أقرب إليها من فرحة العام الجديد .

الطفلة الفلسطينية ملاك الخطيب لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها باتت منذ اعتقالها في 31 من ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي أصغر أسيرةٍ فلسطينية تقبع خلف قضبان سجن هشارون العسكري ، بعد أن حُكم عليها بالسجن لمدة شهرين مع دفعة غرامةٍ مالية قيمتها 6 آلاف شيكل أو ما يعادل (1500 دولار) .

أما التهم التي وجهتها محكمة عوفر العسكرية التي وقف أمامها وجه ملاك البريء لخمس مراتٍ فكانت أتفه وأكثر وحشيةً من الاعتقال ذاته ، حيث وجهت ليديها الرقيقتين تهمة إلقاء الحجارة على جنود الإحتلال أثناء خروجها من المدرسة ، كما اتهمت بحيازة سكين وقطع الطريق الاستيطاني .

يقول يوسف الخطيب شقيق ملاك إن أياً من الفصائل الفلسطينية لم تتواصل مع عائلتهم وأن التواصل معهم اقتصر على وسائل الإعلام ، وأن ملاك كحال بقية الأسرى الذي يتعرضون للإهمال من الجميع .

وحين سُئل عن إذا ما كان يطالب الفصائل بالتحرك من أجل قضية ملاك ، أجاب يوسف بـ " لا ، فالفصائل لم يكن لها صوتٌ منذ اليوم الأول وستخرج ملاك يوم الجمعة " ، وبالتالي فإن انتظار تحركٍ منهم ليس أمراً مجديّاً وقد اقترب موعد الإفراج عن الطفلة في ظل غياب دورهم !

وأضاف يوسف أن رئيس نادي الأسير عيسى قراقع قد تكفل بدفع الغرامة المالية التي فرضت على العائلة في حكم المحكمة الصادر بحق ملاك ، وقدم يوسف الشكر لقراقع على هذه الخطوة .

يردف يوسف بالقول إن ملاك هي رسالة الشعب الفلسطيني الصامد والأصيل والصابر إلى كل العرب ، وتوجه إلى العرب قائلاً " أقول لهم أن ملاك بخير لكن أنتم أيها العرب معقول بخير " ! .

وباستغرابٍ واستهجان تساءل شقيق ملاك لماذا لا يحظى أطفال فلسطيني بحقوق الإنسان ؟ ، ولماذا تُنسى تلك الحقوق حينما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني وأطفاله ، مضيفاً أن من حق ملاك أن تحظى باهتمامٍ حقوقيٍ كبير كالذي لقيه الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي قتله تنظيم داعش الإرهابي حرقاً ، مؤكداً أن قضيتها ليست بأقل من قضية الطيار معاذ .

ملاك الخطيب ليست الطفلة الوحيدة التي تمنعها دولة الإحتلال من تنسم عبق الحرية في أرضها ووطنها ، فقد سجلت الإحصاءات الصادرة عن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فرع فلسطين اعتقال الإحتلال أكثر من 197 طفلاً فلسطينياً بشكلٍ سنوي .

وتضيف الحركة في تقرير لها بعنوان " عام 2014 الأسوأ بالنسبة للأطفال الفلسطينيين " أن الاعتقال العسكري بحق الأطفال يلحق بهم عنفاً جسدياً ونفسياً ويعيق تعليمهم ، إضافةً إلى تأثيراته على صحتهم العقلية .

وتمارس بحق الأطفال الأسرى في سجون الإحتلال جملةٌ من الإجراءات التعسفية واللاإنسانية كحرمانهم من حقوقهم التي كفلتها الأعراف والمواثيق الدولية ، وإصدار أوامر عسكرية بحقهم ووضعهم في ظروف ومراكز اعتقال سيئة في ظل إهمالٍ طبيٍ متعمد وإنعدامٍ للرعاية ونقصٍ في الطعام والملبس ، ووصل الحد إلى إصدار أحكام عالية بحقهم وفرض الغرامات المالية الكبيرة .

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد