هآرتس تكشف تفاصيل الجلسة الأولى من ورشة البحرين

جانب من الجلسة الأولى من ورشة البحرين

كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تفاصيل الجلسة الأولى من ورشة المنامة التي عقدت أمس الثلاثاء في البحرين، بمشاركة دول عربية.

وقالت موفدة "هآرتس" إلى مؤتمر البحرين، نوعا لنداو، أنه في ظل ترتيبات امنيه مشددة، ورغم غياب الممثلين الرسميين الإسرائيليين والفلسطينيين، جرى على جزيرة صغيرة في المنامة، عاصمة البحرين، مساء أمس، أكبر لقاء تطبيع شوهد مثله في السنوات الأخيرة، بين ممثلين من دول عربية وإسرائيليين، وذلك برعاية مؤتمر السلام الاقتصادي الذي تنظمه إدارة ترامب، بهدف تجنيد 50 مليار دولار للفلسطينيين، إذا تم دفع خطة السلام التي تنوي الولايات المتحدة عرضها بعد الانتخابات الإسرائيلية.

وأضافت أنه تم افتتاح الحدث الذي عقد في فندق "الفصول الأربع" الفخم، بحفل استقبال و"كوكتيل" يخلو من الكحول، لأن الفندق لا يقدم المشروبات الروحية، بناء على الشريعة الإسلامية، ولكن أيضا في غياب الكحول، تبادل الحديث بارتياح عشرات رجال الأعمال العرب والإسرائيليين، على الملأ تمامًا، وبحضور الصحفيين.

وأردفت:" وهكذا، كان هناك فلسطينيون، أيضًا، في نهاية الأمر – حوالي 15 وصلوا مع أشرف الجعبري، رجل أعمال مختلف عليه في الخليل، والذي سيكون المتحدث الفلسطيني الوحيد، حسب برنامج المؤتمر.

وقال الفلسطينيون لصحيفة "هآرتس" إنهم وصلوا من مختلف أنحاء الضفة الغربية و القدس ، وأنهم يدعمون المؤتمر. وفي مرحلة معينة جلس معهم في لوبي الفندق، منسق أعمال الحكومة السابق في المناطق، الجنرال (احتياط) يوآب مردخاي، الذي وصل إلى الحدث بصفته رجل أعمال خاص. وكان يمكن ملاحظة فلسطينيين آخرين في المكان، خارج مجموعة الجعبري، والذين طلبوا عدم كشف هوياتهم.

وكان من بين الشخصيات التي شاركت في المؤتمر، وزير المالية القطري، علي شريف العمادي، ووزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن احمد آل خليفة، وهذا الخير تحدث علانية مع الإسرائيليين، وعلى سبيل المثال مع مدير عام مستشفى شيبا، البروفيسور يتسحاق كرايس، الذي قال لصحيفة "هآرتس": نحن متفاجئون بشكل جيد من الأجواء المشتركة البناءة، التي تبحث عن تحديات مشتركة، وقد وجدنا كل الطراف منفتحة جدًا للمبادرات والتعاون المستقبلي".

وقال مصدر من السلطات البحرينية لصحيفة "هآرتس" ان العلاقات مع إسرائيل تشهد دفئًا، ولكن استضافة المؤتمر مسألة معقدة من جانبهم أيضا، خاصة مقابل الفلسطينيين، وان الضغط الأمريكي كان من العوامل الرئيسية التي أدت إلى عقده.

أحد المشاركين الإسرائيليين الذي أكثر من الحديث عن العلاقات مع الفلسطينيين، كان مدير شركة "نوكيا" في حوض المتوسط، أريك طال، الذي عرض بفخر الجيل الثالث الذي أطلقته شركته في المناطق الفلسطينية، في العام الماضي، بحسب الصحيفة.

وقال: "يوجد لنوكيا إسرائيل مركز تطوير عالمي يطبق، عمليًا، نموذج التشغيل في السلطة الفلسطينية، أيضًا. طلب مني المشاركة هنا في النموذج بهدف دفع الاقتصاد في المنطقة".

وقد افتتح الجانب الرسمي للمؤتمر، صهر الرئيس الأمريكي ترامب، ومستشاره جارد كوشنر، الذي توجه إلى الفلسطينيين قائلاً: "على الرغم مما قاله أولئك الذين خيبوا آمالكم في الماضي، فإن الرئيس والأمريكان لم يتخلوا عنكك". وأضاف: "على مدار فترة طويلة حوصر الفلسطينيون في الماضي، وهذه خطة لمستقبل أفضل. هذه هي الرؤية لما يمكن أن يسمح به السلام".

وأضاف كوشنر: "تخيلوا مركزًا سياحيًا صاخبًا في وسط غزة أو الضفة الغربية، تخيلوا أشخاصًا يسافرون حول المنطقة بسلعهم بأمان وبرفاهية، وهذا ليس مبالغة، إنه تراث الشرق الأوسط". وقال إنه "يمكن تحقيق السلام إذا كان الطريق لتحسين حياة الناس ... البحث عن الفرص، بدلاً من اتهام الآخرين بالوضع الحالي".

وقال كوشنر في كلمته: "نريد أن نرى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مضيفا أن تحقيق النمو الاقتصادي للفلسطينيين "مستحيل من دون حل سياسي عادل" للنزاع مع إسرائيل يضمن أمنها.

وأشار إلى أن اتفاقا على خطة اقتصادية للمضي قدما إلى الأمام يعتبر من الظروف الضرورية لتحقيق السلام.

وكشف كوشنر عن بعض تفاصيل الخطة الأمريكية للتنمية في الضفة الغربية وقطاع غزة، التي تقدر قيمتها بـ 50 مليار دولار، مشيرا إلى أن هناك إمكانية لمضاعفة الناتج المحلي للفلسطينيين وتوفير فرص عمل جديدة بفضل هذه الخطة.

وأشار مستشار ترامب إلى أن هناك حاجة للاستثمار. وقال: "نريد تحقيق التغيير لكي تصبح هذه المنطقة قابلة للاستثمار"، داعيا إلى ترك "خلافات الماضي" جنبا والتركيز على التنمية.

ويعمل كوشنر ومبعوث الإدارة إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات على الجانب الاقتصادي من الخطة، منذ أكثر من عامين. ويقترحان جمع حوالي 50 مليار دولار وضخها على مدى عقد من الزمان في خطة رئيسية لتنمية الاقتصاد والمجتمع الفلسطيني.

ومن بين أمور أخرى، تقترح هذه الخطة الشاملة الربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة، عبر إسرائيل - على الرغم من سياسة "فرق تسد" التي ينتهجها نتنياهو. وفي الواقع، تبدو هذه الخطة تمامًا كمشروع لإعادة إعمار دولة ما، ولكن من دون أن تذكر بأي حال ما إذا ستكون دولة كهذه.

بعد خطاب كوشنر، تم افتتاح المنتدى رسميا، بعرافة الصحفي البريطاني نيك غواينغ، الذي قال انه "على مدار أجيال، أصبحت رؤية الشرق الأوسط الجديد، خاصة في الضفة وغزة، مموهة في غياب السلام الدائم. وتحدث غواينغ مع رجل الأعمال ستيفان شفارتسمان، وهو يهودي أمريكي من أغنياء نيويورك ويدعم الرئيس ترامب، ومع رجل الأعمال محمد العبر، من أغنياء الخليج.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد