حكم مباراة الوداد والترجي في بطولة أفريقيا

باكاري غاساما

غادر الحكم الدولي الغامبي بكاري غاساما المعسكر الاعدادي الخاص بالحكام، الذي يشرف عليه الاتحاد الافريقي لكرة القدم، برسم الاستعدادات لبطولة كأس أمم افريقيا 2019 المقرر إقامتها من 21 يونيو إلى 19 يوليوز، 2019، في مصر، بعد تلقيه خبر وفاة والدته.

من المرجح أن يكون حكم المباراة أوروبيًا

وغادر غاساما أول أمس الثلاثاء المعسكر، صوب مسقط رأسه من أجل حضور جنازة والدته، ولم تحدد اللجنة الخاصة بالحكام موعدا لانضمامه مجددا.

جدير بالذكر أن بكاري غاساما كان قد أدار المباراة التى جمعت الوداد الرياضي والترجي برسم إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا على ملعب “رادس”، والتي شهدت تتويج التونسيين في إطار ما سمي بـ”فضيحة رادس”.

يبدو أن الأحداث التي شهدتها المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم 2019، والتي جمعت بين فريقي الترجي الرياضي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، مساء أمس الجمعة 31 مايو/أيار، ستظل عالقة بالأذهان لسنوات قادمة. 

بدأت تلك الأحداث عندما أطلق الحكم الغامبي باكاري غاساما صافرته، معلناً فوز فريق الترجي على ضيفه الوداد المغربي، في إياب الدور النهائي لمسابقة دوري أبطال إفريقيا في كرة القدم.

وأثارت المباراة جدلاً واسعاً وصل إلى حد وصفها بـ «الفضيحة» و»المهزلة»، بحسب ما ذكره موقع وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم السبت. 

فعلى الملعب الأولمبي في رادس، استضاف الترجي حامل اللقب الوداد بطل 2017 في لقاء إياب لحسم وجهة الكأس، بعدما تعادلهما الأسبوع الماضي 1-1 في الرباط. 

وكما كان التحكيم محور الجدل في المباراة الماضية، شكَّل مرة جديدة ولاسيما تقنية المساعدة بالفيديو (VAR) المعطَّلة، محور لقاء العودة، مفضياً إلى انسحاب الفريق المغربي من الملعب، وتتويج الترجي التونسي بلقب رابع بعد 1994 و2011 و2018.

الهدف المُلغى

توقفت المباراة بعد نحو ساعة على انطلاقها، إثر احتجاج لاعبي الوداد على إلغاء هدف لهم عادلوا به تقدم الترجي في الشوط الأول عبر هدف الجزائري يوسف البلايلي.

وامتد التوقف لنحو ساعة ونصف ساعة، في فترة شهدت احتكاكاً بين اللاعبين، ورشقاً لأرض الملعب بالقوارير البلاستيكية من المشجعين، حتى اضطر رئيس الاتحاد القاري أحمد أحمد إلى النزول للميدان، للتشاور مع مسؤولي الناديين، قبل اتخاذ قرار إنهاء المباراة.

وانسحبت غالبية اللاعبين إلى خارج المستطيل الأخضر، بينما شكّل عدد من لاعبي الترجي حلقةً وسط الملعب وقاموا بتمارين الإحماء في حال استئناف المباراة.

وبعد الانتظار الطويل، اتخذ حكم اللقاء الغامبي قراره النهائي بإنهاء المباراة بعد الحصول على وجهة نظر مسؤولي «الكاف» واعتبار الوداد البيضاوي منسحباً، وعلى الفور، احتفل لاعبو الترجي وجمهورهم داخل أرضية الملعب باللقب القاري للمرة الثانية على التوالي والرابعة في التاريخ، وفقاً لوكالة الأناضول. 

وقال مدرب النادي التونسي معين الشعباني الذي أصبح رابع مدرب يحتفظ بلقب المسابقة القارية الأم، لقناة «بي إن سبورتس»: «الحقيقة هذا التتويج لم يكن سهلاً» لفريقه الذي أنهى المسابقة دون خسارة.

وتطرق الشعباني إلى ما جرى في الشوط الثاني بالقول إن الوداد «رفض العودة إلى اللعب، هم مَن أوقفوا المباراة»، مشيراً إلى أن الحكم كان قد أبلغ قائدَي الفريقين قبل المباراة بوجود خلل في تقنية الفيديو.

وكشف شمام ما دار بينه وبين حكم المباراة ومدرب نادي الوداد، عبداللطيف نصير، وقال إن الحكم «أبلغنا بوجود خلل في تقنية الفيديو، وما إذا كنا مستعدين لخوض المباراة في ظل ذلك»، مشيراً إلى أن القائدين وافقا على المضيّ في اللقاء، بحسب قوله. 

وأشار شمام إلى أن لاعبي الوداد عادوا وطالبوا باللجوء للتقنية خلال المباراة، معتبراً أنهم لم يكونوا على اطلاع على أنها لا تعمل، وأن قائدهم نصير لم يفهم بسبب عائق اللغة، ما أبلغه به الحكم قبل اللقاء.

يرى فريق الوداد أنه تعرّض لـ»ظلم»، ويعتزم التوجه لمحكمة التحكيم الرياضية «الطاس» والاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» على خلفية تعطل تقنية الفيديو (الفار)، بحسب ما قاله رئيس النادي المغربي سعيد الناصري. 

وقال الناصري في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، إن «الوداد سيسلك جميع الإجراءات القانونية»، وأوضح أن فريقه «لم ينسحب من المباراة، بل طالب بتشغيل تقنية الفار التي تم الاتفاق عليها مسبقاً مع الفريق المستقبل من أجل توفيرها».

وأضاف أن «الوداد لا يمكن أن يلتزم الصمت عما جرى في هذه المباراة».

«مهزلة» قبل كأس الأمم 

وفي حين غادر لاعبو الوداد دون الإدلاء بتعليق، وجهت وسائل إعلام مغربية انتقادات لاذعة، وكتبت صحيفة «هسبريس» الإلكترونية: «فضيحة كروية تمنح الترجي لقب أبطال إفريقيا على حساب الوداد».

من جانبها رأت قناة «الرياضية» أن ما جرى كان «مهزلة إفريقية»، لاسيما إلغاء هدف «مشروع» للوداد.

ولم تقتصر الانتقادات على وسائل الإعلام، بل انتشرت أيضاً على نطاق واسع عبر مواقع التواصل، وتعدت مشجعي الفريق المغربي، لاسيما أن مشهد توقف المباراة لفترات طويلة من دون اتضاح مصيرها، يأتي قبل أقل من شهر على إقامة بطولة كأس الأمم الإفريقية في مصر (21 حزيران/يونيو – 19 تموز/يوليو).

ووصف حفيظ الدراجي، الإعلامي الرياضي الجزائري، ما حصل في نهائي دوري أبطال إفريقيا بـ «الفضيحة»، في منشور له على صفحته الرسمية بمنصة التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وقال الدراجي: “فضيحة كبيرة في نهائي دوري أبطال إفريقيا تفقد النهائي نكهته وطعمه!”، مضيفاً: «المهزلة تقتضي اتخاذ قرار شجاع بإعادة المباراة غداً لأن اللاعبين خرجوا من المباراة».

بدوره ، قال جمال استطيفي، الإعلامي المغربي، إنه «لأول قرار يجب أن تتخذه إدارة الوداد هو اللجوء إلى الفيفا ثم محكمة التحكيم الرياضية (الطاس)».

وتابع: «من المؤكد أن الحُكم سيكون في صالحه لأن المباراتين معاً يجب أن تلعبا مع استخدام تقنية «الفار»، لا أن يقوم مسؤولو الترجي بتعطيلها».

 

وكتب اللاعب المصري السابق أحمد حسام «ميدو» عبر تويتر: «نهائي دوري أبطال إفريقيا يعكس العبث الذي تعيشه الكرة في إفريقيا.. الجميع يتطور من حولنا ونحن للأسف نزداد تخلفاً! مهزلة بكل المقاييس وللأسف لن يحاسب أحد!».

أما الحارس المصري المخضرم عصام الحضري فكتب: «ما حدث اليوم في مباراة الترجي والوداد في نهائي دوري أبطال إفريقيا سيكون له مردود وتبعات سيئة في العالم حول سُمعة الكرة الإفريقية. إفريقيا ما زالت تعيش في عالم منعزل عن كوكب الأرض».

وكان التحكيم يرخي بظلاله على مباراة الإياب بعد الاعتراضات عليه في مباراة الذهاب التي قادها الحكم المصري جهاد جريشة.

وأوقف الاتحاد القاري جريشة لمدة 6 أشهر بسبب أدائه «السيئ» الذي أثار احتجاجاً مغربياً خصوصاً إلغاء هدف في نهاية الشوط الأول بداعي وجود لمسة يد، وعدم احتساب ركلة جزاء في الشوط الثاني، بعد الاحتكام إلى تقنية المساعدة بالفيديو في المناسبتين.

أحداث المباراة

بدأ الفريقان المباراة بشكل حذر مع استحواذ دون خطورة لصاحب الأرض. وكانت للترجي محاولات عبر البلايلي (في الدقيقة 14) عندما اخترق ومرر الكرة إلى سعد بقير قبل أن يقطعها دفاع الوداد، في محاولة تلتها بعد دقيقتين رأسية ضعيفة من طه ياسين الخنيسي.

ورد الفريق المغربي في الدقيقة 17 بمحاولة خجولة أيضاً أتت إثر مجهود فردي لعبداللطيف نصير اخترق خلاله منطقة جزاء الترجي، لكن تسديدته كانت ضعيفة إلى جانب القائم الأيسر لمرمى الحارس رامي الجريدي.

ورفع بقير من منسوب الخطورة على مرمى الوداد، بتسديدة من داخل المنطقة (21) لكنها جاءت عالية، وتلتها مطالبات من لاعبي الترجي باحتساب ركلة جزاء لما اعتبروها لمسة يد على يحيى جبران، ودعوات إلى الحكم للعودة لتقنية الفيديو.

وبعد مرور نحو نصف ساعة على انطلاق الشوط الأول، بدأ الوداد يتحرك بشكل أفضل وحصل على فرصتين جديتين في ظرف دقيقتين: الأولى عبر وليد الكارتي الذي سدد من داخل منطقة الجزاء ليتصدى الجريدي ببراعة لمحاولته (33)، تلتها رأسية قريبة من لاعب الوداد أيمن الحسوني ارتمى نحوها الحارس التونسي والتقطها (35).

واستشعر الترجي سريعاً الخطر الذي يمكن للوداد تشكيله، فعاود الإمساك بزمام المبادرة، وأتيحت له فرصة في الدقيقة 36 بعد كرة ساقطة متقنة من البدري إلى البلايلي داخل المنطقة، هيأها الأخير لنفسه وسددها قوية لكن مرّت إلى جانب القائم الأيمن لمرمى أحمد رضا التكناوتي.

وفي الدقيقة 38، كاد البدري أن يغالط الحارس المغربي من كرة رأسية بعد ركلة حرة لفريقه، لكن التكناوتي يبعد الكرة من أسفل العارضة.

لكن انتظار الترجي لم يطل لهز الشباك، وحقق ذلك في الدقيقة 41 بعد تمريرة متقنة من أيمن بن محمد وصلت إلى البلايلي على حافة منطقة الجزاء، هيأها الأخير وسددها قوية التفافية في الزاوية اليسرى البعيدة لمرمى التكناوتي.

وأطلق هدف البلايلي احتفالات صاخبة من عشرات آلاف مشجعي الترجي، مع إشعال المفرقعات والألعاب النارية، بينما احتفل البلايلي برفع قميص الفريق ليظهر أسفل منه قميص كُتب عليه شعار «الترجي دولة»، مع إشارة الذكرى المئوية لتأسيس النادي (1919-2019).

لكن الوداد كان الأفضل مع بداية الشوط الثاني، وهدد مرمى مضيفه بمحاولات منها تسديدة لأيمن الحسوني (51) مرّت بجانب القائم الأيمن، وسط احتجاجات من لاعبي الوداد ومطالبة بلمسة يد.

وفي الدقيقة 58، اعتقد لاعبو الوداد أن ضغطهم أثمر، مع تسجيل الكارتي هدفاً بكرة رأسية، قبل أن تتوقف المباراة بعد نحو ثلاث دقائق.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد