دعوات من غزة لوضع رؤية وطنية لمواجهة "صفقة القرن"
نفذت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، اليوم الاثنين، ورشة عمل بعنوان " صفقة القرن وانتهاك حقوق الإنسان"، بهدف بحث طبيعة صفقة القرن، وآليات وسبل مواجهتها، ومخاطرها على القضية الفلسطينية، والدور المطلوب لإفشالها، وذلك بمشاركة نخبة من السياسيين، والباحثين والقانونيين وناشطين شباب.
وأفتتح اللقاء علاء حمودة مدير دائرة التدريب والتوعية بالهيئة الدولية "حشد" مرحباً بالحضور، مؤكداً أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات الهادفة لرفع الوعي لدى الجمهور الفلسطيني، وخاصة أننا على أعتاب انعقاد ورشة البحرين.
قال حمودة، حسب ما وصل "سوا": "إن صفقة القرن، وورشة البحرين التي ستناقش الشق الاقتصادي ستعمل على إنهاء الحلم الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية، والتي بدأت بإعلان القدس عاصمة إسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتي أعطت الاحتلال الأحقية بالقدس".
وفي كلمته تساءل مخيمر أبو سعدة رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الأزهر، عن أسباب تصدر الولايات المتحدة الأمريكية المشهد الدولي، ومشاريع التصفية للقضية الفلسطينية، مؤكداً أن هناك عدة أسباب أدت إلى ذلك أبرزها: أن الحركة الإسرائيلية استشعرت منذ الحرب العالمية الثانية أن مركز الثقل الدولي سينتقل من بريطانيا إلى أمريكا، وبالتالي أصبحت هي الدولة الأكثر تأثيراً، إضافة إلى وجود العدد الأكبر من اليهود في أمريكا، ولهم دور مؤثر في القرار الأمريكي سواء على مستوى صنع القرار، أو الانتخابات أو التحكم برأس المال، مع وجود المسحية الصهيونية التي تعتبر كتلة مهمة في الانتخابات الأمريكية.
وأضاف: " إن الثلاثي المكلف في صياغة ما تسمى صفقة القرن هم شخصيات يهودية تعمل بالقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، مشيراً إلى أن أمريكا هي من أوائل الدول التي اتجهت إلى قرار التقسيم في عام 1947، وهي أول دولة اعترفت بإسرائيل على الرغم من أن وزارتي الخارجية والدفاع كانتا ضد الاعتراف.
وأكد أبو سعدة أن هناك مستجدات على الصعيد الفلسطيني والإقليمي والدولي شجعت أمريكا على الذهاب في اتجاه تصفية القضية الفلسطينية، منوهاً إلى أن الوضع العربي بعد ما يسمى بالربيع العربي يعيش في أسوأ حالاته، وكذلك الوضع الفلسطيني وحالة الانقسام التي جعلت أمريكا تستشعر أنه الوقت المناسب لتصفية القضية الفلسطينية، والذهاب إلى تسوية لا تلبي الحد الأدنى للحقوق الفلسطينية.
بدوره، تحدث الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، حول مخاطر صفقة القرن على حقوق الشعب الفلسطيني، قائلاً: "صفقة القرن هي مخطط أمريكي إسرائيلي لا يحتاج موافقة العرب أو الفلسطينيين"، مشيراً إلى أن ورشة البحرين هي أبرز مؤشر على تقدم عملية التطبيع، كما أنها ستقرب المسافات بين إسرائيل والدول العربية.
وأكد على أن صفقة القرن بدأت العام الماضي بسحب قضية القدس، وإعلان القدس عاصمة إسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حيث تتابعت الأمور.
وانتقد عوكل غياب الإستراتيجية الوطنية لمواجهة "صفقة القرن"، "فالصفقة يجري فرضها فرضًا، ونحن لا زلنا في حالة انقسام مرير يسهل تنفيذها وسط ضعف الأداء الفلسطيني، وفي ظل وجود سياسة فلسطينية لا تعطي الحد الأدنى من الاهتمام، داعيًا إلى خلق أدوات قادرة على عرقلتها.
من جانبه، تحدث عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وجية أبو ظريفة عن صفقة الفرن وإمكانية المواجهة، مؤكداً على أنها مناقضة للقانون الدولي، وللكثير من قرارات الأمم المتحدة، كحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مشدداً على أن هناك إمكانية وقدرة على المواجهة تكون ذات طابع قانوني ودولي.
وأشار إلى أن التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية أصبحت أكثر وضوحاً بالنسبة للشعب الفلسطيني، مؤكداً على أن صفقة القرن لها مخاطرها على الصعيد الإقليمي والعربي، وهناك من سيدفع الثمن.
وأكد أبو ظريفة على ضرورة عدم التعاطي سياسياً مع صفقة القرن، وحتى الموقف الرسمي الذي راهن طويلاً على أمريكا يجب أن تنتهي هذه المراهنة، مع ضرورة عدم الثقة بالإدارة الأمريكية.
وشدد على أن هناك استعداد للعمل المشترك، وما يتم طرحه في كيفية الاحتجاج على مؤتمر البحرين رغبة لدى الجميع بالعمل المشترك، مؤكداً على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني لأن بقاءه سيسهل عمن يريد الذهاب لصفقة القرن أن يتذرع بوجود الانقسام.
وفي نهاية اللقاء، دعا المجتمعون القيادة الفلسطينية إلى ضرورة بناء رؤية وطنية لمواجهة صفقة القرن، مع وضع آليات واضحة، وخطة عمل لعرقلتها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لإدارة الصراع، مؤكدين على أن الانقسام الفلسطيني ساهم وبشكل كبير في المضي قدما وتسهيل المهمة أمام تنفيذ صفقة القرن، كما أن السياسة الفلسطينية ساهمت في تقويض صمود الشعب الفلسطيني.