لقاء إعلامي في بيروت ومسيرة في عمان رفضا لصفقة القرن
نظمت مؤسسات اعلامية ومنصات الكترونية ونخبة من الاعلاميين اللبنانيين في العاصمة بيروت، اليوم الجمعة، لقاء اعلامياً موسعاً بعنوان "اعلاميون في مواجهة صفقة القرن ".
وحضر اللقاء: مدير المكتب الصحفي في سفارة دولة فلسطين لدى لبنان وسام ابو زيد ممثلاً للسفير اشرف دبور، سفير سوريا لدى لبنان علي عبد الكريم علي، النائب في البرلمان اللبناني حسين الحاج حسن، نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف قصيفي، رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، وممثلي الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وحشد كبير من ممثلي وناشري وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.
وفي كلمة له اكد الاعلامي الفلسطيني هيثم زعيتر، ثبات الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي بقيادة الرئيس محمود عباس ، مشدداً على ان ما تسمى بصفقة العصر ستسقط كما اسقط شعبنا العديد من المؤامرات التي حيكت ضده.
واشار الى ان القرار الاخير في اي قرار خاص بفلسطين، سيبقى في ايدي قيادة الشعب الفلسطيني التي ستحافظ على حقوق شعبنا وثوابته الوطنية.
بدوره وجه قصيفي، نداء قال فيه ""ندائي الى كل الصحافيين اللبنانيين والعرب والدوليين أن ندخل جميعا معترك المقاومة الاعلامية المكثفة، الموضوعية، الهادفة، من أجل فضح كل جوانب هذه الصفقة المعيبة التي يندى لها جبين الانسانية خجلا والتصدي لأي محاولة ترمي الى تطبيع ثقافي واعلامي، رصدنا ونرصد الكثير منها، يطل علينا أصحابها تحت غير مسمى وعنوان.
واضاف "إن نقابة محرري الصحافة اللبنانية اثارت هذا الموضوع في المؤتمر الثلاثين للاتحاد الدولي للصحافيين الذي عقد أخيرا في تونس، وهناك توافق على عمل مشترك في هذا الاتجاه، بين قيادتي هذا الاتحاد واتحاد الصحافيين العرب."
ورأى قصيفي ان "صفقة القرن" هي "صفعة القرن"، داعياً العرب هذه المرة ألا يديروا خدهم الأيمن ولا الأيسر لتلقي الصفعة، "بل يتعين عليهم استباقها بتصرف حازم وواضح، لأن ما يجري اليوم هو الفصل الاخير من "تراجيديا" القضية الفلسطينية، وهي قضية العرب المركزية، فإذا وئدت وأهيل عليها التراب، فإن الانهيارات تتتالى من محيطهم الى خليجهم، وتصبح ثرواتهم وخيراتهم نهبا للأطماع، تستنزف ما دسم منها ولا تبقي لهم إلا ما غث وما نحل".
بدوره قال محفوظ: "المفارقة الراهنة هي أنه في الوقت الذي بدأت الشعوب في الغرب تدرك خطورة الاستيطان والسياسات الإسرائيلية العنصرية ومحاولة تهويد القدس وتعترض عليها بفضل ما يقوم به الشعب الفلسطيني من انتفاضات متتالية، نلمس ظاهرة التراخي العربي والتقصير. فالحدث الفلسطيني المتمثل بالبطولة التي يبديها أبناء فلسطين حاليا بالاعتراض على القرار الأميركي نادرا ما يجد مكانه على شاشات مئات القنوات التلفزيونية الفضائية العربية التي تتلهى بمواضيع ثانوية وهامشية وإلهائية."
واضاف: "من أوجه التقصير الإعلامي العربي غياب التوجه الإعلامي لتعميم معلومات عن القضية الفلسطينية من جانب مؤسسات إعلامية عربية تكون مصدرا لمعلومات تفيد القنوات الغربية ووكالات الأنباء. فمن أصل ما يقارب 400 شركة إعلامية أولى في العالم ليس هناك من شركة عربية أو إسلامية، فغالبية هذه الشركات أميركية وأوروبية وموجود فيها بقوة اللوبي اليهودي. وحده الحدث الفلسطيني الممزوج بدم الأطفال وتهديم البيوت وجرف المزروعات واقتحام "الأقصى" وغزوات المستوطنين، وحده هذا الحدث يستحضر الإعلام".
كما القى عدد من الاعلاميين كلمات اكدت حق الشعب الفلسطيني بارضه وتقرير مصيره، كما عبروا عن رفضهم لكل الصفقات التي تحاول النيل من المشروع الوطني الفلسطيني في الحرية والعودة والاستقلال.
واكد البيان الختامي للقاء، ان هذه الصفقة تمثل أقصى حالات الإذلال، لطي حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وجعله ومن يقف معه في العالم العربي، أمام أمر واقع يقضي بتهويد وأسرلة الأرض، والقضاء على كل بارقة أمل في التحرير، عبر إقامة شبه كيان فلسطيني ذليل ومخنوق في قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية.
واضاف البيان: "ولأن الحق في الأرض الفلسطينية ملك للفلسطينيين ولجميع من قاتل من أجلها منذ أكثر من سبعين عاماً، ولأن الأرض ليست للبيع رغم كل الخيانات، ولأنها ملك من استشهد أو رحل ومن بقي وهي حق للأجيال الآتية، من النهر إلى البحر، ولأن فلسطين تضم مقدسات الأمة وهي بوصلة الحرية والتحرر، ولأن أبناء هذه المنطقة دفعوا دماء ومالا ومستقبل أبنائهم في سبيل تحريرها، ولأن فلسطين هي الراية والعز والمسعى والمآل والرمز لبلادنا وللتحرر في العالم، فإن المجتمعين يرفضون هذه الصفقة/العار، ويسعون ويطالبون بإسقاطها بكل السبل المتاحة."
وتابع البيان: "إننا نعتبر كل من يشارك في هذه الصفقة خائنا مهما ارتفع كعبه، وكل دولة تشترك فيها علانية أو مداورة دولة خائنة للحق الفلسطيني والعربي، ونعتبر كل وسيلة إعلامية تهلل لها، وسيلة إعلام إسرائيلية عبرية".
وختم البيان: "إننا ندعو الى تكثيف اللقاءات والجهود والمبادرات عبر وسائل الإعلام كلها، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمؤسسات الفكرية ومراكز الأبحاث من أجل فضح "صفقة القرن" والمشاريع المرتبطة بها والتأكيد أن فلسطين لأهلها وللمدافعين عن حقوقهم وستبقى".
مسيرة في عمان رفضا لـ"صفقة القرن"
إلى ذلك، شاركت فعاليات حزبية وشعبية وشبابية في الأردن، اليوم الجمعة، بمسيرة حاشدة رفضا لما يسمى "صفقة القرن".
وأكد المشاركون في المسيرة، التي انطلقت من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة الأردنية عمان، وحدة الشعبين الأردني والفلسطيني وتكاتفهما في مواجهة التحديات والتهديدات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، كما أكدوا التمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ودعمهم للموقف الأردني الثابت من القضية الفلسطينية، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وأشادوا بموقف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الثابت والرافض للتوطين والوطن البديل و"صفقة القرن"، مؤكدين دعمهم للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وشددوا على ضرورة الثبات والصبر والتلاحم وتمتين الجبهة الداخلية والمحافظة عليها قوية حصينة، حتى تكون سندا للأمة وقضاياها العادلة في مقدمها القضية الفلسطينية والقدس ومقدساتها، مشيرين إلى أنه "بوحدة وتكاتف الأردنيين والفلسطينيين سنتجاوز كل التحديات".