هل تؤثر على موقف حماس

تل ابيب تراقب عن كثب تداعيات وفاة محمد مرسي

مصر واسرائيل

أكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى في تل أبيب، صباح اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل تراقب عن كثب تداعيات وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي.

ونقل محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس "عاموس هارئيل" عن المصادر قولها إن وفاة محمد مرسي، أمس في قاعة المحكمة، لم تُثِر الانتباه كثيرًا في اسرائيل، ولكن محافل سياسيّة في تل أبيب، وُصِفت بأنّها واسعة الاطلاع، لفتت إلى أنّ الدولة العبريّة تُراقب عن كثب تداعيات الوفاة، وهل ستقود إلى مواجهاتٍ بين النظام الحاكم وبين مؤيّدي حركة (الإخوان المسلمون).

واوضحت في الوقت عينه إلى أنّ إسرائيل ترى في هذا الأمر تحديًا لنظام الرئيس المصريّ الحاليّ، المُشير عبد الفتّاح السيسي، مُضيفةً أنّ نظام السيسي قادرٌ على استيعاب الحدث وتداعياته وتبعاته.

وقالت المصادر إنّ الامتحان الكبير والمفصليّ والجوهريّ للنظام الحاكم في القاهرة هو يوم الجمعة القادم، على خلفية صلاة الجمعة في مساجد مصر، مُوضحًا أنّه من المُتوقّع أنْ يقوم النظام في القاهرة بتعزيز قوّات الأمن في المدن المصريّة الكبيرة.

وتوقعت المصادر أنْ تجري محاولات من قبل حركة الإخوان خلال الأيام القادمة للمُبادرة بتنظيم تحركّات احتجاجٍ في جميع أرجاء مصر، مضيفة " وبالمُقابِل فإنّ قوى الأمن المصريّة، على مُختلف أذرعها ستعمل على وأد كلّ تحرّكٍ احتجاجيّ جماهيريّ".

ووفق التقديرات في الأجهزة الأمنيّة في إسرائيل، فإنّ نظام الرئيس السيسي سيتمكّن من اجتياز الامتحان ومنع المواجهات الداميّة، لمنع إمكانية تجدّد أعمال الشغب في مصر، على حدّ تعبير المصادر السياسيّة والأمنيّة في تل أبيب.

ونوهّت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن ذات المصادر، إلى أنّه "منذ أنْ سيطر الجنرالات بقيادة السيسي على الحكم في مصرعام 2013، قام النظام الحاكِم بقمع الجماعات الإسلاميّة بيدٍ من حديدٍ، حيث كان التركيز على جماعة (الإخوان المُسلمون)، التي تمّ إبعادها كليًّا عن دوائر الحكم في القاهرة".

ولفتت إلى أنّ أكثر من 16 ألف معتقلٍ من جماعة الإخوان وفي مُقدّمتهم زعماء الجماعة، تمّ زجّهم في السجن من قبل النظام الحاكِم، وأنّ معظمهم ما زال رهن الاعتقال، فيما قام نظام السيسي بإطلاق سراح عددٍ قليلٍ جدًا منهم.

عُلاوةً على ما ذُكر آنفًا، لفتت المصادر في تل أبيب إلى أنّه بعد أحداث العام 2013 قامت السلطات المصريّة بإغلاق وسائل الإعلام المؤيّدة للجماعة، مُضيفةً أنّ نشطاء الجماعة اشتكوا من معاملةٍ سيئةٍ للغاية في السجن، وحتى من ممارسة التعذيب ضدّهم من قبل السلطات المصريّة ذات الصلة.

وأكدت أنّه كان من المُتوقّع أنْ تُسمَع نفس الأصوات ونفس الشكاوى بعد وفاة الرئيس المصريّ الأسبق مرسي، وتحديدًا حول العلاج الطبيّ الذي لم يُقدَّم له خلال فترة سجنه، مُوضحةً أنّ التقدير السائد في اسرائيل يُشير إلى أنّ مرسي توفي إثر نوبةٍ قلبيّةٍ ألّمت به في قاعة المحكمة.

بالإضافة إلى ذلك أوضحت المصادر في تل أبيب، أنّ النظام الحاكم في القاهرة يستعّد بخطواتٍ كبيرةٍ وشديدةٍ لإمكانية انطلاق مظاهراتٍ كبيرةٍ في مصر، وبالتالي قام مُباشرةً بتعزيز قوّات الأمن المصريّة في الشوارع لدرء هذا الخطر، وتحديدًا في المدينتين المركزيتين، القاهرة والإسكندريّة.

كما أكّدت المصادر أنّ إسرائيل تُتابِع بقلقٍ كيف ستؤثّر وفاة مرسي على حماس ، لافتةً إلى أنّه في السنوات الأخيرة عملت الحركة الكثير من أجل الابتعاد عن جماعة (الإخوان)، بسبب التوتّر القائم بينها وبين السيسي، إذْ أنّ حماس متعلقّةً جدًا بالرئيس المصريّ الحاليّ الذي يُسيطِر على المعبر الوحيد، وهو معبر رفح .

وتٌقدّر الاستخبارات الإسرائيليّة أنّ ردّ فعل حماس على موت مرسي لن يتعدّى إصدار بيان التعزية، لأنّ الحركة معنية بمُواصلة تلقّي الأموال القطريّة ومُواصلة السعي إلى التوصّل لتهدئةٍ مع إسرائيل، على حدّ قول المصادر بتل أبيب.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد