صورة: الأحمد يكشف تفاصيل لقائه مع سعد الحريري
التقى عضو اللجنتَين التنفيذية لـ"م.ت.ف" والمركزية لحركة "فتح" عزّام الأحمد في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم السبت، رئيسَ مجلس الوزراء اللبناني سعدالدين الحريري.
جاء ذلك وفق ما ورد "سوا"، بحضور عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" د.سمير الرفاعي، وسفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات، ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة.
وناقش اللقاء الأحداثَ السياسية المتلاحقة في المنطقة، وخاصةً ما يتعلَّق بالقضية الفلسطينية التي هي جوهر مشكلات المنطقة وقضاياها المركزية لدى الأمة العربية، لا سيما مع الجهود المتواصلة التي تسعى من خلالها الإدارة الأميركية بقيادة ترامب إلى فرض وجهة نظرها وما تفكر فيه من حلول استسلامية على الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية، تحت إطار ما تُسمَّى بـ" صفقة القرن "، بالشراكة بينهم وبين حكومة اليمين المتطرّف الإسرائيلي بقيادة نتنياهو.
وأكَّد الأحمد التنسيق الدائم بين القيادتَين الفلسطينية واللبنانية، والموقف الفلسطيني اللبناني المشترَك برفض صفقة القرن، مهما اتّخذت من تسميات، وعدم قبول لبنان وفلسطين بأقل من مبادرة السلام العربية التي أقرّتها القمّة العربية في بيروت، والتي أكّدت إقامة دولة فلسطينية مستقلة بعد إنهاء الاحتلال، و القدس الشرقية عاصمتها، وحل قضية اللاجئين وفق القرار رقم (١٩٤) بحق العودة والتعويض.
وأشار إلى أنَّ الالتفاف الأميركي الجديد هو محاولة لخلط الأوراق أمام الفشل المتلاحق للإدارة الأميركية منذ سنة ونصف السنة في سعيها لتبرير صفقة القرن بشكل رسمي، معتبرًا أنَّ الولايات المتحدة نفَّذت على الأرض الجزء الأهم من صفقة القرن حول القدس وحول موقفها من اللاجئين و" الأونروا "، ليس فقط من زاوية مادية، وإنّما أيضًا من زاوية سياسية.
وأكَّد أنَّ اللاجئ بحسب الأمم المتحدة عندما تأسست "الأونروا"، هو "كل فلسطيني هُجّر من وطنه"، وأنَّ "أحفاده وأحفاد أحفاده هم لاجئون ومن حقهم أن يحظوا برعاية هذه المنظمة الدولية في الدول التي لجأوا إليها".
وقال الأحمد بعد اللقاء: "تطرَّقنا إلى ورشة عمل المنامة في البحرين المقترَح عقدها، وأُصرُّ على عبارة مقترَح، لأنَّ الكثير من المدعوين لم تصلهم الدعوة حتى الآن، فهم يعرفون أنّنا كفلسطينيين لن نشارك، لا كقطاع خاص أو مجتمع مدني، ولا كقيادة فلسطينية، ولبنان أعلنَ مرارًا وتكرارًا مقاطعته، وهذا ما أكّدهُ لنا الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري اليوم، ونحنُ كقيادة فلسطينية نعمل وسنبقى نعمل حتى اللحظة الأخيرة لمنع إقامة هذه الورشة، وإذا لم ننجح في منع انعقادها، فإنَّها وُلِدَت ميتة ولن تنجح. فمجرد مقاطعة لبنان وفلسطين لها تُشكّل 90% من إفراغها من مضمونها".
وأضاف: "لقد عبّر الرئيس الحريري عن ارتياحه للحوار الجاري بين الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، والتقدُّم الذي حصل حتى الآن، وعبّر عن ارتياحه الشديد للأمن والهدوء والاستقرار في المخيّمات الفلسطينية، ولا سيما مخيّم عين الحلوة، نظرًا لحجمه وطبيعته، ونأمل أن يستمر هذا التنسيق والتعاون بيننا في القضايا التفصيلية كافةً، كذلك عبَّر دولته عن تقديره لشجاعة الشاب الفلسطيني صابر مراد، الذي تصدَّى للإرهاب في طرابلس وافتدى أشقاءه اللبنانيين بحياته، كتعبير وتجسيد للوحدة والتلاحم الفلسطيني اللبناني، الفلسطيني يضحي من أجل اللبناني، والشعب اللبناني من جهته قدَّم التضحيات حتى قبل قيام دولة (إسرائيل)، فشارك لبنان واحتضن الثوة الفلسطينية، ولولا احتضان لبنان لها لما استمرت".
وتابع الأحمد: "نحن زرنا مراد وتحدَّثنا إليه، خاصّةً أنَّ الرئيس محمود عبّاس مهتمٌ شخصيًّا بمعرفة أسلوب تفكيره، وأنا أقول إنَّ الفلسطيني هو بالفطرة ضد الإرهاب حيثما كان، ومحاولات نشر الإرهاب في المنطقة العربية تحت غطاء ما سُمّي بالربيع العربي، أثبتت أنّها صيف إسرائيلي أميركي قاحل لتدمير الدول العربية وتقسيمها".
وتابع:"فمن المنكر أن تسمع أن فلسطينيًّا شارك في الإرهاب، لأنَّ ثقافته هي أن يناضل ويقاتل من أجل حرية شعبنا واستعادة حقوقنا، بندقيتنا مسيسة، وإن كانت غير ذلك فهي قاطعة طريق، ونحن ضد الإرهاب، كذلك هو الشعب اللبناني الشقيق".
وأردف: "إذا صدر صوت نشاز من هنا أو هناك فإنّه لا يعبر عن حقيقة الموقف اللبناني، نحنُ رأينا كيف أرسل الرئيس عون وزير الدفاع لزيارة الجريح صابر مراد، وكذلك أرسل الرئيس الحريري وفدًا للاطمئنان إلى صحته، والنائب بهية الحريري زارته شخصيًّا، وقائد الجيش قدَّم كل ما يمكن من أجل ضمان صحته ونقله، هذا هو الشعب اللبناني، ونموذج الشعب الفلسطيني في نظرته للبنان هو صابر مراد".