حنا : صفقة باب الخليل إهانة للشعب الفلسطيني

المطران عطا الله حنا

قال عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس صباح اليوم السبت،: " إن صفقة باب الخليل المشؤومة إنما تعتبر من أخطر الصفقات التي تمت في الآونة الأخيرة في القدس والتي أدت إلى تسريب عقارات وأوقاف في المدينة المقدسة للجهات الاستيطانية الاحتلالية الغاشمة.

وأضاف حنا، حسب ما وصل "سوا": " إن صفقة باب الخليل هي ضياع للقدس وامتهان لهويتها وطمس لمعالمها ، إنها نكبة جديدة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ونحن منذ أكثر من عشرة سنوات ونحن نحذر من هذه الصفقة إلى أن وصلنا إلى هذه المأساة والى هذه الكارثة التي يبدو أن البعض لم يستوعبوا حتى الآن تبعاتها ونتائجها الكارثية ليس فقط على حضورنا المسيحي في المدينة المقدسة بل على حضورنا الفلسطيني بشكل عام في عاصمتنا الروحية والوطنية" .

وتابع: " إن صفقة باب الخليل تعتبر امتهانا لكرامتنا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد وهي ليست استهدافا للمسيحيين لوحدهم بل هي استهداف للكل الفلسطيني ولذلك وجب علينا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد أن نتصدى لهذه الصفقة المشبوهة التي تمريرها يعني انتكاسة وكارثة جديدة لنا كمقدسيين" .

واستطرد: " إن هذه الصفقة إنما تعتبر صفعة واهانة لشعبنا الفلسطيني وقيادته وفصائله وكافة شخصياته الوطنية وأتمنى من الجميع أن يتحلوا بالمسؤولية وان يدركوا خطورة وجسامة هذه الصفقة حيث إن المستوطنون وجمعية عطيرت كوهانيم قد يقتحموا هذه الأبنية التاريخية في أي وقت لإخراج من هم فيها ، وقد يتم استعمال القوة من اجل الاستيلاء على هذه العقارات الأرثوذكسية العريقة الموجودة في باب الخليل" .

"هنالك متآمرون ومتخاذلون ومتواطئون وهنالك من باعوا ضميرهم بحفنة من دولارات العمالة والخيانة وباتوا يملكون مئات الملايين من الدولارات ولهؤلاء أقول ما كان يقوله لنا أبائنا وأجدادنا " مال الوقف بهز السقف " فلن تهنئوا بهذه الأموال لأنها أموال حرام وأموال منهوبة وأخذت مقابل التفريط بعقارات وأوقاف أرثوذكسية بناها أساقفة قديسون ورهبان مجاهدون قبل مئات السنين وانتم أتيتم لكي تبيعونها وبيعكم لهذه الأوقاف إنما هي خيانة عظمى للكنيسة وحضورها وخيانة كبيرة للقدس وهويتها وتاريخها وتراثها".

"نعتقد بأن صفقة باب الخليل ومن سعوا لتمرير هذه الصفقة المشبوهة إنما عملوا أيضاً على إهانة الأردن الشقيق وقيادته ، إن هذه الصفقة هي تطاول على الوصاية الهاشمية على مقدساتنا وأوقافنا الإسلامية والمسيحية هذه الوصاية التي نحن متمسكون بها ولذلك فإننا نوجه ندائنا ومناشدتنا لجلالة الملك بضرورة أن يتدخل وبأسرع وقت ممكن لوقف دخول المستوطنين لهذه الأبنية العريقة والتي تعتبر جزءا من تاريخ وتراث وهوية القدس ".

"نتمنى من جميع محبي القدس استخلاص العبر فلم يعد كافيا أن نبكي على الأطلال ولم يعد كافيا أن نلطم على ما تبقى من القدس التي تضيع من أيدينا يوما بعد يوم" .

ومن ضيع القدس ليس فقط الاحتلال ومعاونيه ولكن هنالك أيضاً متآمرون وأدوات أوجدهم الاحتلال خدمة لسياساته وممارساته في المدينة المقدسة .

ما زلنا جميعا نعيش في ظل وقع هذه الصدمة المتعلقة بتسريب عقارات باب الخليل والتي لم تفاجئنا ولكن ما فاجئنا هو سرعة الإعلان عن المصادقة على هذه الصفقة في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن صفقة القرن ومؤتمر البحرين كما وغيرها أيضاً من المشاريع المشبوهة التي تستهدف القدس وتستهدف شعبنا الفلسطيني .

وقد جاءت كلمات المطران حنا، لدى استقباله وفدا من ممثلي وسائل الإعلام العربية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد