جامعة الأزهر تُحذر من شلل قد يطال مؤسسات التعليم في غزة

جامعة الأزهر - توضيحية -.

قال رئيس جامعة الأزهر في غزة ، د. عبد الخالق الفرا، أمس الأربعاء، أن في فلسطين طاقة كامنة، وعلينا الاستثمار فيها خلال المرحلة القادمة.

وأضاف الفرا في حديثه عن "الطاقة الكامنة"،قاصداً بها نهج التعليم، الذي تعتمده الأسر الفلسطينية، حتى وصل الأمر عندنا حد الوراثة – وفق رأيه - .

ويقول بهذا الصدد:" بات التعليمُ في واقعنا صفةً لازمة، أو دعنا نقول بلغة أوضح، بات التعليم أمراً مرتبطاً بجيناتنا الوراثية"، لافتاً إلى أن ذلك أمرٌ يدعو للزهو والفخر.

ونوه الفرا إلى أن هذا يتطلب منا الاستثمار الجيد في قطاع التعليم وتطويره، وإن كانت الظروف قاسية، ومعدلات البطالة في ارتفاع متزايد، فهذا رأس المال الفلسطيني أو دعني أقول الكنز الكامن الذي سيأتي يوم يوصلنا إلى الصدارة والنهضة.

ويستحضر رئيس جامعة الأزهر بغزة - الذي تخرّج من جامعة القاهرة عام ١٩٨٤ - كيف أصرّ على مواصلة الدراسات العليا في مجاله، متخصصاً في "الفيزياء النووية"، إيماناً منه بأهمية استمرار مسيرته التعليمية دون انقطاع، وهو الذي لم يكن يتوقع أن يعمل بجامعة على أرض الوطن المحتل، ويصبح في يومٍ ما رئيساً لإحدى منارات التعليم في فلسطين.

ولفت الفرا، إلى أن حكايته هذه لا تختلف كثيراً عن مئات بل آلاف الحكايات الفلسطينية، مشيراً إلى أن بلادنا تزخر بطاقات بشرية وقامات علمية كبيرة، بل لا يضاهيها أحد.

ورأى أن الاستثمار في قطاع التعليم في فلسطين، له تصورات ورؤى عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر: افتتاح أقسام نوعية في جامعاتنا الوطنية تواكب الحداثة والنهضة العلمية والثورة المعلوماتية الهائلة، وهو الأمر الذي يعتبر مكلفاً للغاية خاصةً بالنسبة لنا كإحدى المؤسسات التعليمية غير الربحية، والتي تعتمد إلى حدٍ كبير في رواتب هيئتيها الأكاديمية والإدارية، إضافةً للموازنة التشغيلية، على الإيرادات التي يتم تحصيلها من الطلبة.

ومن أوجه تطوير قطاع التعليم والنهوض به، أشار أ.د الفرا إلى أهمية عقد اتفاقيات شراكة وتعاون وتكامل بين الجامعات المحلية في البرامج الأكاديمية المتماثلة، بما ينعكس إيجاباً على مصلحة الطالب، وتعزيز قدراته، سواءً من خلال الجوانب التي تتعلق بتبادل وتكامل الطواقم الأكاديمية والفنية، أو ما يختص بالإفادة من المعامل والمختبرات، وكل ما له علاقة بالجوانب العملية.

ودعا رئيس جامعة الأزهر بغزة، إلى أهمية التشبيك وإبرام اتفاقيات التعاون والتوأمة مع الجامعات العربية والعالمية، بما يُسهم في إحداث نقلة نوعية في البرامج الأكاديمية المعمول بها في جامعاتنا الوطنية.

ونبّه الفرا، إلى أن الجامعات تُقدّر الظروف الصعبة التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة، من تبعات الحصار الإسرائيلي، وأزمة رواتب الموظفين في كافة المؤسسات رسميةً كانت أم أهلية، منوهاً في الوقت ذاته إلى تأثير كل ذلك وانعكاسه الكبير على عملهم، وما يشكله من أعباء وتحديات.

وحذّر من أن استمرار سوء الأوضاع في غزة، سيؤدي إلى شلل في مؤسسات التعليم.

ورغم كل العقبات والتحديات التي تعصف بمسيرة التعليم، إلا أن أ.د الفرا يشدد على أن الأمور لم تخرج عن السيطرة، وأن هناك ما يمكن فعله لتدارك الموقف، منادياً بأهمية تضافر جهود كافة القطاعات والأطر والمؤسسات الوطنية لدعم وتعزيز مناعة هذا القطاع الحيوي.

وشدد على أن التعليم هو السلاح الأقوى بأيدينا كفلسطينيين، وهو بمثابة السياج الذي يحمي قضيتنا الوطنية من كل المشاريع المشبوهة والمؤامرات الرامية لتصفيتها، وفي مقدمتها " صفقة القرن ".

وتابع قائلاً :"لا مناص من أن يكون هناك موقفاً فلسطينياً واحداً وموحداً لاستعادة الوحدة الوطنية عافيتها لتكون سداً منيعاً أمام الغطرسة الإسرائيلية، والهيمنة الأمريكية على المنطقة العربية".

وحذّر رئيس جامعة الأزهر، الأكاديميين ورجال الأعمال الفلسطينيين من التعاطي مع دعوات أو التساوق بأي شكلٍ كان مع المشاريع والمخططات التآمرية على قضيتنا الوطنية، لافتاً في السياق إلى أنه مهما كانت نتائج مؤتمر البحرين - المزمع عقده الشهر الجاري - فإنها لن تساوي قيمة الحبر على الورق الذي كُتبت عليه، لدينا كفلسطينيين.

 

عوض أبو دقة//

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد