خاطر:20سنة مدى الرؤية لتهويد القدس، مقابل غياب تام لأية رؤية دفاعية
القدس / سوا / قال رئيس مركز القدس الدولي ان مرور ما يقرب من نصف قرن من الزمن على سقوط القدس في قبضة الاحتلال، أدت الى حصول تغييرات جذرية عميقة طالت كل شيء في المدينة ، أهلها وأرضها ومقدساتها وهويتها ، الا أن الشيء الاساسي الوحيد الذي لم يتطور ولم يتغير هو سياسة الدفاع عن القدس التي بقيت تراوح مكانها .
وأوضح الدكتور حسن خاطر أن نسبة اليهود في الجزء الشرقي قبل عام 1967م كانت تقارب 0% وكانت نسبة الفلسطينيين حينها تقارب 100% أما اليوم فان نسبة المستوطنين أصبحت تتجاوز الـ 50% ،كما أن الاحتلال نجح بوضع يده على ما يقارب 89% من مجمل أراضي القدس ولم يتبق اليوم للمقدسيين سوى 11% فقط ، مؤكدا أن هذا التسارع الهائل في التهويد ،لم يواكبه تغيير يذكر في اشكال واساليب المقاومة التي تمترست منذ عقود خلف خطاب اعلامي عاطفي ما زال في معظمه عاجزا عن تجاوز الذات ، وأسيرا للتكرار والاجترار وكأنه بحق "اسطوانة مشروخة" .
وقال الدكتور خاطر ان الاحتلال الاسرائيلي نجح في وضع خطتين استراتيجيتين اساسيتين لتهويد القدس ،تمتد كل منهما لعشرين سنة الى الامام ، الخطة الأولى أعلن عنها عام 2000م وتمتد الى العام 2020 م وهي التي تعرف في الاعلام بـ (عشرين عشرين ) والخطة الثانية التي تعتبر تطوير للأولى ،وقد بدأ الاعلان عنها في 2010م وتمتد الى عام 2030 وتعرف بـ (عشرين ثلاثين ) ،مؤكدا أنه بموجب ذلك كان الاحتلال - ولا زال - يعرف ما يجب عليه فعله في صبيحة كل يوم على مدار عشرين سنة ، في حين اننا كنا وما زلنا نقاوم هذه المخططات والمشاريع بمواقف عاطفية ضحلة، وخطابات اعلامية سطحية ،ولم نفلح في وضع النقاط على الحروف في اية مسألة من المسائل التي تكشّفت عنها اطماع الاحتلال ومخطاته .
وبين رئيس مركز القدس الدولي أنه بدون جسم مؤسسي فلسطيني مستقّل، لا يمكن صياغة موقف عربي واسلامي فاعل لنصرة القدس والمقدسات، مشيرا الى أن الإضمحلال والتلاشي في الموقف العربي والاسلامي ازاء القدس في السنوات الأخيرة سببه الرئيس استمرار حالة الانقسام الداخلي وغياب الموقف الفلسطيني الموحد والقادر على القيادة والتأثير في هذه القضية الجوهرية .
وناشد الدكتور خاطر القيادة الفلسطينية بما فيها كل الفصائل والقوى والمؤسسات الوطنية وعلى راسها المجلسين ، الوطني والتشريعي ،بضرورة الاسراع بالخروج من حالة الانقسام والعمل الفوري على بلورة موقف فلسطيني رسمي وشعبي واضح وحازم من قضية القدس ، مطالبا في الوقت نفسه بضرورة توضيح الأدوار ، ابتداء من تبيان تفاصيل الدور الفلسطيني ، وصولا الى تحديد الخطوات العامة لكل من الدور العربي
والاسلامي وكذلك الدولي ، ثمّ العمل الدؤوب والمسؤول لتنفيذ تفاصيل مثل هذه الرؤيا على مدار خمس سنوات قادمة على الأقل ، لأنه من غير المعقول ولا المقبول - حسب قوله - أن يمتلك الاحتلال رؤية واضحة للتهويد تمتد على مدار عشرين سنة ،في حين نستمر في المواجهة الارتجالية دون اية رؤية حتى لسنة واحدة !!
وقال رئيس مركز القدس الدولي أن اتهام الموقف العربي والاسلامي بالتقصير في موضوع القدس لا طائل منه رغم أنه يعبر عن جزء مهم من الحقيقة،لأن المسؤولية الكبرى تقع أولا على عاتق الموقف الفلسطيني العاجز والضعيف والذي يكاد أن يلفظ أنفاسه في ظل استمرارحالة الانقسام والنزاع الداخلي .