موسم العُمرة بغزة في "مهب الريح"
غزة / خاص سوا / يترقب المواطن الستيني مسعود جمعة على أحر من الجمر فتح السلطات المصرية ل معبر رفح والسماح للمواطنين الفلسطينيين من قطاع غزة بالسفر لأداء شعائر العمرة لهذا العام في ظل استمرار الوضع الأمني المتأزم في سيناء والذي أدى لإغلاق المعبر البري الوحيد الذي يربط القطاع المحاصر منذ ثمانية أعوام مع العالم الخارجي.
يقول الحاج مسعود لوكالة (سوا): "مشتاق لزيارة بيت الله الحرام ومسجد رسول الله، وأدعو الله كل يوم أن يكرمني وزوجتي بزيارة إليهما"، مشيراً إلى قيامه بالتسجيل منذ أكثر من شهرين دون تمكنه من المغادرة لتحقيق أمنيته.
ويضيف الحاج مسعود: "لم أزر الكعبة من قبل وهذه أول مرة لي ولزوجتي، وأطالب السياسيين كافة بأن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل فتح المعبر كي أؤدي مناسك العمرة وأحقق هذا الحلم قبيل أن يتوفاني الله".
ويناشد مسعود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الأوقاف بأن يقفوا إلى جانب معتمري غزة ويعملوا في أقرب وقت ممكن على تسهيل خروجهم من القطاع في ظل استمرار اغلاق المعبر وعدم وجود آفاق واضحة لفتحه مرة أخرى.
من جانبه، يقول المواطن أبو طارق كريزم 43 عاماً أحلم مع كل يوم بالسماح لي ولعائلتي بالخروج لأداء شعائر العمرة وهي المرة الأولى التي سأخرج فيها من قطاع غزة منذ مولدي، حيث يعلم الجميع صعوبة السفر لنا كمواطنين من غزة.
ويوضح كريزم في حديثه لوكالة (سوا)، أنه أراد الخروج في المقام الأول للتعبد لله، وفي ذات الوقت ليحقق حلمه وحلم عائلته بالسفر ولو لمرة وحيدة من قطاع غزة.
ويضيف :"هيأت أموري وأمور عائلتي للسفر، لكنني أشعر بالأسى جراء استمرار منعنا من الخروج بسبب ظروف المعبر، ونخشى أن يمضي موسم العمرة لهذا العام دون السماح لنا بالسفر".
وفي ذات السياق، يؤكد وزير الأوقاف والشئون الدينية يوسف ادعيس عدم وجود أي اتصالات مع الجانب المصري بخصوص السماح لمعتمري قطاع غزة بالخروج عبر معبر رفح منذ الحوادث الأمنية الأخيرة التي وقعت في شمال سيناء.
ويقول ادعيس لوكالة (سوا): "كانت لدينا العديد من المحاولات قبيل الهجوم الذي وقع على الجيش المصري شمال سيناء، وكانت لدينا وعودا ايجابية بحل المشكلة، لكن منذ وقوع الحادث توقفت الاتصالات كافة بيننا وبين الأشقاء المصريين، ونسعى إلى حل المشكلة بكل جهودنا".
من جانبه، يقول محمد عبد الباري أحد الاداريين في شركات الحج والعمرة في غزة إن قطاع شركات الحج والعمرة سيتلقى خسارة كبيرة إذا لم يتم السماح للمعتمرين بالسفر هذا العام، مشيراً إلى عدم مقدرة الشركات على تغطية الخسائر التي ستلحق بها في حال استمر منع معتمري قطاع غزة من الخروج.
ويضيف عبد الباري "نحن لدينا كفالات مالية محتجزة لدى وزارة الأوقاف ولدينا عقود مع الشركات السعودية لاستئجار الفنادق والحافلات لنقل المعتمرين، إلى جانب موظفينا العاملين في قطاع غزة وفي السعودية وجميع هذه الأمور ستعرضنا لخسائر كبيرة.
ويؤكد عبد الباري أن شركته على تواصل دائم مع الجهات الرسمية في الحج والعمرة، مبينا أنه لا وعود حتى اللحظة للسماح لمعتمري قطاع غزة بالخروج لتأدية مناسك العمرة.
ويشير عبد الباري إلى أن أعداد المعتمرين من قطاع غزة يصل سنوياً إلى قرابة 10 آلاف معتمر، مبيناً أن موسم العمرة بدأ منذ الخامس من ديسمبر من العام الماضي ولم يخرج أي معتمر من القطاع.
ويطالب عبد الباري مؤسسة الأزهر بالتدخل لدى السلطات المصرية من أجل السماح للمعتمرين بزيارة بيت الله الحرام، موضحاً أن المعتمرين لا يريدون سوى المرور عبر الأراضي المصرية للتوجه إلى لسعودية لتأدية مناسكهم حيث لا طريق آخر لهم في ظل اطباق الحصار الإسرائيلي على كافة المعابر الحدودية الأخرى.