السياحة بغزة باتت تعيش في حالة موت سريري

غزة / سوا / يشتكي أصحاب الفنادق في قطاع غزة من قلة الدخل وتقلص أعداد المرتادين طيلة العام الماضي والحالي وخاصة بعد العدوان الأخير على القطاع، ويُعد قطاع السياحة في غزة من أكثر القطاعات تضررًا خلال سنوات الانتفاضة العشر الأخيرة، وفي ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.

وبيَّن العاملون أن قطاع الفندقة يعاني من حالة ركود، حيث بدأت معظم الفنادق بإلغاء التسعيرة الخاصة وتقديم عروض مخفَّضة خاصة للأصحاب البيوت المتضررة في العدوان الأخير على القطاع.

وأرجع هؤلاء هذه الحالة إلى الوضع السياسي والاقتصادي الصعب التي يعيشه القطاع في ظل الحصار، إضافة إلى اعتزال المواطنين الذهاب إلى المنتجعات والفنادق بفعل عدم وجود رواتب لموظفين القطاع الحكومي و أيضاً ارتفاع معدلات الفقر والبطالة التي تسود أوساطهم.

“شبكة فلسطين الاقتصادية” كانت على موعد مع صلاح أبو حصيرة رئيس مجلس إدارة مطعم السلام أ بوحصيرة ، ورئيس الهيئة الفلسطينية للفنادق والمطاعم والخدمات السياحية، فقال: إن “فنادق القطاع أصيبت بالشلل التام من بعد الحصار الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة عام 2006″، لافتًا إلى أن القطاع الفندقي تأثر كثيرًا بعد العدوان الأخير على غزة.

وأوضح، أن أصحاب الفنادق يبذلون كل ما بوسعهم لجذب الناس إلي فنادقهم، كما أن أصحاب الفنادق يتنافسون فيما بينهم لتحقيق الربح وتغطية نفقات الفندق وخاصة أجور العاملين لتحقيق الاستمرارية.


هذا ما أكده أيضاً محمد أحمد أبو حصيرة رئيس مجلس إدارة فندق الخليج، وآمين سر الهيئة الفلسطينية للفنادق والمطاعم والخدمات
السياحية في قطاع غزة .

من جانبه، قال مدير فندق الكمودور مازن صوان أن دراسته لسياحة في أوربا تختلف كليا عن واقع السياحة في قطاع غزة، فالحصار أدي إلي ضعف القوى السياحية فالشريان الرئيس للقطاع هو المعابر وهي مغلقة على الدوام.

وأوضح، أن الكثير من أصحاب الفنادق اضطروا إلى العمل بنظام ” الشفتات ” بساعات أقل حتى لا يتم الاستغناء عن أحد من العاملين بسبب محدودية الإرادات .

بدوره، أكد رئيس هيئة المطاعم والفنادق السياحية في قطاع غزة صلاح أبو حصيرة أن المنشآت السياحية في قطاع غزة تشهد منذ سنوات تدهورًا ملحوظًا أدي إلى تراجع الحركة السياحية .

وأشار، إلى إن “القطاع السياحي يعاني من قلة في عدد الزوار بسبب انعدام ثقافة السياحة الداخلية، حيث أضحت عشرات المرافق السياحية من فنادق ومطاعم ومنتجعات سياحية تكلف إقامتها مئات ملايين الدولارات”.

وناشد، مؤخرًا رئيس الهيئة الفلسطينية للفنادق والمطاعم والخدمات السياحية، صلاح أبو حصيرة، كل المعنيين في السلطة الفلسطينية والحكومة بغزة والدول المانحة والمؤسسات الداعمة، للعمل الفوري وبكل الإمكانيات لإنقاذ السياحة في قطاع غزة.

وحذَّر، من أن السياحة في قطاع غزة باتت تعيش في حالة موت سريري بسبب قلة الزوار والسياح والوفود الأجنبية، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الفنادق تحولت إلى مقاهي لجذب الزبائن إليها.

وتحدث، صلاح أبو حصيرة، عن دور الهيئة الفلسطينية للفنادق والمطاعم والخدمات السياحية في خدمة المواطن من خلال عرض التحديات والمشاكل واحتياجات القطاع السياحي.

ونوه إلى أن الهيئة تواصلت مع حكومة الوفاق في رام الله ، بعدما عملت على حصر أضرار القطاع السياحي بعد العدوان الأخير على غزة، وقدمت تقرير لجهات محلية ودولية ذات علاقة لتوفير مساعدات مالية لمدة 6 شهور كـرواتب للعاملين بالقطاع السياحي.
وتحدث، عن وجود خمس دعوات لحضور معارض دولية في الربع الأول من عام 2015م، وذلك بدعوة من وزارة السياحة خارجياً للهيئة الفلسطينية للفنادق والمطاعم والخدمات السياحية في غزة.

وأضاف، محمد أبو حصيرة، مدير مطعم المرسى وعضو مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للفنادق والمطاعم والخدمات السياحية، قائلاً: “يصل عمر المطعم 28 سنة حيث تأسس عام 1987م، فكانت المرحلة الأصعب علينا طوال الـ28 عام، فترة العدوان الأخير على القطاع، حيث تضرر المطعم بشكل كبير وتم عمل صيانة للمطعم بتكلفة لا تقل عن مائة ألف دولار”.

مستكملاً حديثه قائلاً: “تم التواصل مع الجهات المعنية من ضمنها وزارة السياحة بغزة ولكن للأسف دون جدوى، سوا قيامها بعمل تقرير صحفي عن الضرر التي ألحق بالمكان، ولم نتقاضى أي تعويض حتى اللحظة”.

وأشار، إلى أن بعض الفنادق تعاني من ديون هائلة أثقلت كاهلها مما اضطرها إلى إغلاق أبوابها وتصفيتها لسداد ديونها، لافتًا إلى أن الحصار على غزة جعل رجال الأعمال يعزفون عن إنشاء الفنادق في القطاع.

وأكد، أن معظم فنادق غزة تشهد حالة من الانتعاش عند دخول قوافل كسر الحصار إلى غزة، ومن ثم ترجع إلى سابق أمرها بعد مغادرة تلك الوفود، بسبب سوء الوضع الاقتصادي الداخلي للقطاع.

وشكر، كلاً من صلاح أبو حصيرة، ومحمد أبو حصيرة، ومازن صوان، محمد أحمد أبو حصيرة، كل أبناء قطاع غزة بكل أطيافه وأشكاله الذين صمدوا في كل المعطيات من عدوان وحصار ، ووافر الشكر والتقدير لشبكة فلسطين الاقتصادية لجهودها الدائمة في إبراز ونقل معاناة المواطنين في ظل الوضع الاقتصادي الصعب .

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد