أدب الحروب يقتحم معرض القاهرة الدولي للكتاب بـ "من المسافة صفر"!

القاهرة / سوا / صدر أمس عن دار القمري للنشر والتوزيع كتاب "من المسافة صفر" وهو كتاب مشترك للكاتبة رنا العلي والشاعرة آلاء القطراوي، من غزة ، ويتناول أدب الحرب الذي دوّنته كلا الكاتبتين في الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014م والرسائل المتبادلة بينهما خلال تلك الفترة التي استمرت 51 يوماً.

الفكرة هاشتاق


عن فكرة الكتاب تقول آلاء "قبيل بدء الحرب بساعتين، جمعني حديث مع رنا، وقد كانت أكثر شعوراً مني بقرب الحرب، تكلمنا طويلاً، في كل شيء. كان الأمر أشبه بترك مساحة من الفراغ في الذاكرة قادرة على استيعاب هول الصدمة". وتضيف آلاء "مع أول غارة لمنتصف ليلة السابع من يوليو كتبت لرنا: دعينا نكتب رسائلنا الأخيرة!".


تقول رنا عن تلك اللحظة "حين شعرت أن الموت لا يسمح لنا بأن نكتب طويلاً، خطَطتُ أول جملةٍ لي في تلك الرسائل، قلتُ لآلاء: لا تخافي، فكل قذيفةٍ تسمعين صوتها تأكدي بأنها لم تقتلكِ بعد. ختمتها بهاشتاق #رسائل_تحت_الحرب، ثم درجنا على وضع هذا الهاشتاق في رسائلنا على الفيسبوك وتويتر، منّصتيْ النشر لهذه الرسائل، ونافذتنا الوحيدة لأن نُخاطب العالم. كان الحديث عن الموت مرعباً، وعن الفقد والوجع أكثر رعباً، وقد حاولنا خلال الحرب أن نكتب ما استطعنا من الرسائل لكي تكون شاهداً على كل شيء".

صعوبات


لم تستطع آلاء تذكر كل تواريخ الرسائل، تقول "الأيام كانت متشابهة، وحده عدّاد الشهداء، الجرحى، البيوت المدمرة، المشردين، وحده ووحده فقط من كان يتغير. لم يكن الأمر عبثياً أن تُمسك ورقة وقلم وتكتب رسائلك التي ربما ستكون الأخيرة، في نهاية كل رسالة كنتُ أخبر رنا: سنهزأ من الموت ليبتسم لنا أكثر، وابتسامة الموت حياة يا رنا." وتُضيف في معرض حديثها عن الصعوبات "انقطاع الكهرباء لأيام متواصلة، سوء خطوط الهاتف والجوال، وصعوبة اقتناص فرصة هدوء لدخول الإنترنت، كل ذلك كان يُشكّل صعوبات كثيرة. كنتُ أحتفظ ببعض الرسائل على ورقة دفتري لعدة أيام قبل أن أتمكن من نشرها، ومكتبي كان مليئاً بقصاصات الورق التي دوّنت فيها أبيات شعرية كثيرة".

"الحرب بحد ذاتها صعوبة لا يُضاهيها شيء. كنتُ أخبر آلاء حين تُداهمنا لحظات اليأس: إن سقطت القلم من أيدينا، مَن سيُخبر الناس أننا رغم كل شيء ما زلنا نحظى بهرمون الصمود الصاعد إلى السماء". تقول رنا وهي تتذكر أيام الحرب، ثم تضيف "احتفظت أنا وآلاء بعدد من الرسائل، واحتفظت هي بكثير من القصائد، لم يكن الوقت يسمح لنا بكتابة كل شيء، وفي اللحظات التي داهمنا فيها الموت كنا نتحدث سوياً بلا رسائل. الموت كما تقول آلاء لا يسمع الحوارات الأخيرة".

أوراق .. ترى النور


لم تستطع آلاء أن تعبّر عن فرحتها بصدور الكتاب، عن ذلك تقول "لم أفكّر للحظة أننا سنجمع تلك الرسائل، وقصاصات الورق، لتكون في كتاب يرى النور. حين اخبرتني رنا عن ذلك، كانت الحرب في أشدّ لحظاتها، وكنتُ أتحمل عبء الكلمات التي تهوي بقلبي بعيداً حين أخبرتني أن الكتاب أمانة في رقبتي إن خطفتها يدُ الحرب، ومنذ ذلك الوقت وأنا أنتظر هذا المولود بفارغ الصبر".

"كانت الفكرة أشبه بالجنون حين فكرتُ فيها أثناء الحرب، لكني عزمتُ على الأمر، من وسط الآلام فعلاً تخرج الكلمات. كل كلمة لم تأخذ من وقت، وفكر، وجهد الكاتب مأخذاً لا تستحق النشر. ولقد أخذت منا الحرب كل شيء، وأعطتنا الكتاب" تُضيف رنا وهي تتصفح بعض الرسائل "فور أن طرحتُ الفكرة على آلاء تشجّعت، رغم أن الحرب كانت في أوجها. انتهت الحرب، استمرت محاولاتنا أن يجد الكتاب طريقه للنور، وقد حصل".

وعن التعامل مع دار القمري تقول آلاء "أن نحظى بفرصة أن يكون أول كتبنا لدار نشر عربية، وليس محلية، هو أمر رائع، وسيأخذ الكتاب فرصته في الانتشار. لا أنسى أن أشكر جزيل الشكر لدار القمري، وصاحبها الأستاذ إسماعيل القمري، على ما بذلوه من جهدٍ معنا في أن يرى الكتاب النور".

"حظينا بفرصة أن يقدّم الكتاب لنا الأستاذ أدهم شرقاوي، الشهير بـ"قس بن ساعدة" في منتديات الساخر، وفي عالم الإنترنت. ثم فرصة أخرى لا تقدّر بثمن وهي نشر الكتاب لدى دار القمري للنشر والتوزيع على مستوى الوطن العربي. شكراً من القلب للدار، وصاحبها الأستاذ اسماعيل القمري، وللأستاذ أدهم، ولكل من كان له فضل علينا بعد الله ليخرج هذا الكتاب أخيراً".

أدب .. والساخر


تكتب رنا وآلاء في منتديات الساخر، المنبثقة عن موقع موسوعة أدب. تقول آلاء "امتنان عميق في داخلي تجاه الساخر، حيث هبوطي الأول في الشعر تحت اسمي المستعار (حلمٌ نقي)، حيث تربيت، وحيث التقيت بكبار الشعراء الذين تشرفتُ بقراءتهم لقصائدي. الساخر، وموقع أدب، ثروة أدبية لا تقدّر بثمن، وأنا ممتنة للقدر الذي جمعني بهما. كنتُ هناكَ حُلماً، والآن أصبحت القصائد والرسائل حقيقة".

خالتو رنا، كما اشُتهرت، تُضيف "الساخر وموقع موسوعة أدب مثّلا لي الوطن. كل مَن هم هناك هم أبناء شعبي. وحدها نافذة الساخر التي كنتُ أطلّ منها على العالم. فرصةٌ لم تُتَح للكثيرين أن يكون قلمهم وسط كبار الأقلام هناك، وقد تشرفتُ بذلك، بـ (مجاهدة الشام) مهرتُ كل خربشاتي هناك، العزيزة على قلبي كثيراً لأنها كانت في الساخر، حيث صفوة النخبة والكتّاب".

وعن تفاصيل الكتاب، تشير آلاء ورنا أن الكتاب من القطع المتوسط، يقع في 164 صفحة. "قد تشرفنا بأن يكون غلاف الكتاب بريشة الرسامة السورية المبدعة والرائعة سالي الذهبي، وأن يكون الإخراج الفني وتصميم الغلاف لرسام الكاريكاتير الشهير د.علاء اللقطة". والكتاب متواجد في معرض القاهرة الدولي للكتاب المُقام على أرض المعارض بمدينة نصر، صالة "ألمانيا ب" كذلك يتوفر الكتاب في أجنحة مؤسسة إقرأ، و دار عصير الكتب، دار البشير، وكذلك دار الصفوة.

عن ظهور الكتاب في معارض أخرى، أشارت الكاتبتين إلى أن الكتاب سيشارك في معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب منتصف شهر فبراير، وكذلك معرض تونس الدولي للكتاب نهاية شهر مارس، إضافة إلى أن أول ظهور له في الخليج في معرض مسقط الدولي للكتاب منتصف شهر فبراير القادم، يتلوه معرض الرياض الدولي للكتاب مطلع مارس المقبل، إضافة إلى أن دار النشر تمتلك خدمة توصيل الكتب لأي مكان في العالم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد