قيادي بالجهاد: اجراءات عملية لتمرير صفقة القرن وهذه رسالتنا للسلطة

حركة الجهاد الإسلامي

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين يوسف الحساينة، أن " ما تقوم به الإدارة الأمريكية المتصهينة، من سياسات وإجراءات متسارعة على الأرض ضد الشعب الفلسطيني ومصالحه، بمثابة تطبيق فعلي لـ" صفقة القرن " على طريق تصفية القضية الفلسطينية".

وشدد الحساينة على أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قبل نحو عام، وما تبعه مؤخرا من ضم الجولان العربي السوري المحتل، ومحاربة المؤسسات الدولية المعنية باللاجئين مثل "أونروا"، ودفع بعض الأنظمة العربية المتخاذلة للتطبيع مع الاحتلال.

وقال الحساينة لصحيفة الاستقلال إن مؤتمر البحرين المشبوه المنوي عقده أواخر الشهر المقبل، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن إدارة ترامب المتحالفة مع اليمين الاسرائيلي اتخذت قرارا بتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي مع الاحتلال.

وأضاف أن "ما تسعى له إدارة ترمب في هذه المرحلة، إخضاع دول المنطقة بما فيها السلطة الفلسطينية للاستجابة للشروط والمتطلبات الأمنية والسياسية للاحتلال، وهو ما يعتبر جوهر صفقة القرن التي تهدف إلى ابتلاع فلسطين و تصفية القضية الفلسطينية وتجاوز الحقوق الوطنية في العودة وتقرير المصير".

وأوضح الحساينة أن "مصالح إدارة ترمب ومن قبلها كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، تتمحور حول كيفية توفير ضمان أمن واستقرار الاحتلال، وإطالة أمده وبقائه؛ ليظل عامل فوضى ونشر الرعب والخراب في المنطقة، انسجاماً مع الدور الوظيفي الذي أنشأ من أجله".

وكان البيت الأبيض قال مساء الأحد الماضي، أنه سيعلن عن القسم الأول (الملحق الاقتصادي) من "صفقة القرن"، التي ستتضمن "ورشة اقتصادية"؛ لجذب الاستثمارات إلى الضفة الغربية و غزة والمنطقة.

وقال مسؤول رفيع بالإدارة الأمريكية لـ CNN، إن الورشة "ستقام في العاصمة البحرينية بـ 25 و26 يونيو(حزيران) المقبل، وستجمع عددًا من وزراء المالية بمجموعة من الاقتصاديين البارزين في المنطقة"، فيما أشارت وسائل إعلام عبريّة إلى أن "إسرائيل" ستشارك في الورشة عبر وزير المالية "موشيه كحلون".

إجراءات لتمرير الصفقة

وكشف. الحساينة النقاب عن جملة من الإجراءات التي تعمل الإدارة الأمريكية وبالتنسيق التام مع حكومة الاحتلال على تنفيذها لتمرير صفقة القرن المشبوهة.

وأوضح أن من بين تلك الإجراءات، الإسراع في وتيرة التطبيع العربي مع الاحتلال، وخلق واقع جديد في المنطقة يخدم أمن الكيان عبر سياسة الحروب المتنقلة، والعمل على إضعاف الشعب الفلسطيني ودفعه للاستسلام، عبر تجفيف قنوات دعم قوى المقاومة في المنطقة، خاصة المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، وتشديد الحص على الجمهورية الإسلامية في إيران.

ومن بين تلك الإجراءات أيضا- أضاف عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد"- العمل على تحقيق إنعاش اقتصادي صوري لتحقيق استراتيجية نتنياهو بما يصطلح عليه السلام الاقتصادي، وإغراء بعض الدول "اقتصاديا" لإجبارها على توطين اللاجئين الفلسطينيين تحت مسميات متعددة.

ولفت الحساينة إلى خطوة مهمة تسعى الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية على الاستفادة منها في كل المراحل، ألا وهي "تجنيد نخب إعلامية وسياسة عربية، متماهية مع المشروع الصهيوني، تعمل على إشاعة روح الياس والهزيمة في أوساط جماهير الأمة، والنيل من فكرة ومشروع المقاومة".

مؤتمر المنامة

وأكد الحساينة أن "مؤتمر المنامة الاقتصادي"، الذي تنوي الإدارة الامريكية والبحرين عقده في الخامس والعشرين من الشهر الجاري بدعوى حشد الدعم لتنفيذ مشاريع اقتصادية في قطاع غزة والضفة الغربية والمنطقة، يعتبر خطوة أولى من خطوات تمرير "صفقة القرن".

وشدد على أن مشاركة دوله الاحتلال في المؤتمر، يأتي في سياق محاولات فرض الاحتلال الإسرائيلي بالقوة والإكراه على المنطقة العربية والإسلامية.

وانتقد الحساينة بعض الأنظمة العربية المتواطئة مع الولايات المتحدة الأمريكية في تمرير هذه الصفقة، بعد أن رهنت مصيرها (الأنظمة) لأمريكا ونفضت يدها من الصراع مع العدو التاريخي للامة العربية والإسلامية.

موقف السلطة الفلسطينية

وحول موقف السلطة الفلسطينية من المؤتمر والمتمثل بعدم المشاركة، أشاد الحساينة بذلك الموقف، واصفا إيّاه بـ"الإيجابى"، ولكنه يبقى ناقصاً ما لم تعمل السلطة على مغادرة نهج أوسلو الذي يعتبر جذر المشكلة التي ساهمت في تنكر العدو لحقوقنا الوطنية.

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتعامل مع السلطة الفلسطينية إلا من منظور وظيفي متمثل في توفير الأمن له، داعياً إياها (السلطة) إلى التحرر من قيود "أوسلو" وكل آثاره الكارثية، وإعادة الاعتبار لخيار المقاومة بأشكالها كافة، والإسراع في إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام وتوحيد الجهد وتحشيد الطاقات الوطنية لمواجهة التحديات والصفقات المشبوهة ومن بينها "صفقة القرن".

وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ، مساء الأربعاء، على أن منظمة التحرير الفلسطينية، لم تفوض أحدا للحديث باسمها، و "لا نريد أن نزايد على أحد أو ننتقص من مصالح أحد، ولكن وعلى ضوء قرارات الإدارة الأميركية قررنا عدم المشاركة في المؤتمر الذي اقترحت الإدارة الأمريكية عقده في المنامة بأي شكل من الأشكال".

المقاومة وخيار الرد

وفيما يتعلق بدور المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن شعبنا وإفشال المخططات التي تنال منه ومن حقوقه، أكد الحساينة أن الجولة الاخيرة من المواجهة مع الاحتلال قبل نحو ثلاثة أسابيع، أثبتت أن المقاومة لن تقبل المساومة على حق شعبنا في الرد على أي عدوان وأنها ملتحمة بشعبها وتقوم بواجب الدفاع المشروع عنه.

وشدد على أن رسالة المقاومة في تلك المواجهة كانت واضحة وجليّة، وأولى تلك الرسائل أنها الدرع الواقي لشعبنا أمام تغوّل الاحتلال، أما الرسالة الثانية فكانت للاحتلال ومفادها أن القتل بالقتل والقصف بالقصف، ما دفع الاحتلال للإسراع في القبول بالتهدئة في محاولة لامتصاص غضب الشارع الإسرائيلي (في غلاف غزة) الذي بات ضيفا دائما للملاجئ.

ودعا الحساينة المجتمع الدولي للوقوف بجانب مظلومية شعبا، بلجم العدوان الاسرائيلي وتجريمه وملاحقته أمام المحاكم الدولية، مؤكدا أن الاحتلال ما كان ليتمادى في عدوانه على شعبنا لولا الصمت الدولي إزاء تلك الجرائم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد